تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
منها بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات ، وإنى لارى زيد بن حارثة قد تعلق بعامة أغصانها فهي ترفعه إلى أعلى عاليها ، فلذلك ضحكت و استبشرت ثم نظرت إلى الارض ، فوالذي بعثني بالحق نبيا ، لقد رأيت شجرة الزقوم تنخفض أغصانها و تخفض المتعلقين بها إلى الجحيم ، و رأيت منهم من تعلق بغصن ، و رأيت منهم من تعلق منها بغصنين ، أو بأغصان ، على حسب اشتمالهم على القبائح ، و إني لارى بعض المنافقين قد تعلق بعامة أغصانها ، و هي تخفضه إلى أسفل دركاتها فلذلك عبست و قطبت .( 1 ) قال : ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه و آله بصره إلى السماء ينظر إليها مليا و هو يضحك و يستبشر ، ثم خفض طرفه إلى الارض و هو يقطب و يعبس .ثم أقبل على أصحابه فقال : يا عباد الله أما لو رأيتم ما رآه نبيكم محمد إذا لاظمأتم لله بالنهار أكبادكم ، و لجوعتم له بطونكم ، و لاسهرتم له ليلكم ، و لانصبتم فيه أقدامكم و أبدانكم ، و لانفدتم (2 ) بالصدقة أموالكم ، و عرضتم للتلف في الجهاد أرواحكم .قالوا : و ما هو يا رسول الله فداؤك الآباء و الامهات و البنون و البنات و الاهلون و القرابات ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و آله : و الذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت تلك الاغصان من شجرة طوبى عادت إلى الجنة ، فنادي منادي ربنا عز و جل خزانها : يا ملائكتي ! أنظروا كل من تعلق بغصن من أغصان طوبى في هذا اليوم ، فانظروا إلى مقدار منتهى ظل ذلك الغصن ، فأعطوه من جميع الجوانب مثل مساحته قصورا و دورا و خيرات .فاعطوا ذلك : فمنهم من اعطي مسيرة ألف سنة من كل جانب [ و منهم من اعطي ضعفه ] و منهم من اعطي ثلاثة أضعافه ، و أربعة أضعافه ، و أكثر من ذلك على قدر [ قوة ] إيمانهم ،