تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فجعل محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام أصدق الصادقين و أفضل المؤمنين ، فأما محمد فأفضل رجال العالمين ، و أما علي فهو نفس محمد أفضل رجال العالمين بعده ، و أما فاطمة فأفضل نساء العالمين .و أما الحسن و الحسين فسيدا شباب أهل الجنة إلا ما كان من ابني الخالة عيسى و يحيى بن زكريا عليهم السلام فان الله تعالى ما ألحق صبيانا برجال كاملي العقول إلا هؤلاء الاربعة : عيسى بن مريم ، و يحيى بن زكريا ، و الحسن ، و الحسين عليهم السلام : أما عيسى فان الله تعالى حكى قصته و قال " فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا " ( 1 ) قال الله عز و جل حاكيا عن عيسى عليه السلام : ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا ) (2 ) الآية .و قال في قصة يحيى ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) ( 3 ) .قال : لم نخلق أحدا قبله اسمه يحيى ، فحكى الله قصته إلى قوله : ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة و آتيناه الحكم صبيا ) ( 4 ) قال : و من ذلك الحكم أنه كان صبيا فقال له الصبيان : هلم نلعب .فقال : اوه و الله ما للعب خلقنا ، و إنما خلقنا للجد لامر عظيم .ثم قال ( و حنانا من لدنا ) يعني تحننا و رحمة على والديه و سائر عبادنا ( و زكوة ) يعني طهارة لمن آمن به و صدقه ( و كان تقيا ) يتقي الشرور و المعاصي ( وبرا بوالديه ) محسنا إليهما مطيعا لهما ( و لم يكن جبارا عصيا ) يقتل على الغضب و يضرب على الغضب ، لكنه ما من عبد ، عبد الله عز و جل إلا و قد أخطأ أو هم بخطأ ( 5 ) ماخلا يحيى بن زكريا ، فانه لم يذنب ، و لم يهم بذنب .ثم قال الله عز و جل :