تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الخلق ، ثم يضرب بها وجهه ، و يقال [ له ] : يا عبد الله ما تصنع بهذا دون هذا ؟ قال : فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله : ما أسوأ حال هذا [ و الله ] ! قال رسول الله صلى الله عليه و آله أولا أنبئكم بمن هو أسوا حالا من هذا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .قال : رجل ( 1 ) حضر الجهاد في سبيل الله تعالى ، فقتل مقبلا مدبر ، و الحور العين يتطلعن (2 ) إليه ، و خزان الجنان يتطلعون [ إلى ] ورود روحه عليهم [ و أملاك السماء ] و أملاك الارض يتطلعون [ إلى ] نزول حور العين إليه ، و الملائكة خزان الجنان ، فلا يأتونه .( 3 ) فتقول ملائكة الارض حوالي ذلك المقتول : ما بال الحور [ العين ] ( 4 ) لا ينزلن إليه ؟ و ما بال خزان الجنان لا يردون عليه ؟ فينادون من فوق السماء السابعة : يا أيتها الملائكة ، أنظروا إلى آفاق السماء [ و ] دوينها .فينظرون ، فإذا توحيد هذا العبد [ المقتول ] و إيمانه برسول الله صلى الله عليه و آله ، و صلاته و زكاته ، و صدقته ، و أعمال بره كلها محبوسات دوين السماء ، و قد طبقت ( 5 ) آفاق السماء كلها - كالقافلة العظيمة قد ملات ما بين أقصى المشارق و المغارب ، و مهاب الشمال و الجنوب - تنادي أملاك تلك الافعال ( 6 ) الحاملون لها ، الواردون بها : ما بالنا لا تفتح لنا أبواب السماء لندخل إليها بأعمال هذا الشهيد ؟ فيأمر الله عز و جل بفتح أبواب السماء ، فتفتح ، ثم ينادي هؤلاء الاملاك : أدخلوها إن قدرتم .فلا تقلها أجنحتهم ، و لا يقدرون على الارتفاع بتلك الاعمال فيقولون : يا ربنا لا نقدر على الارتفاع بهذه الاعمال .