المقدّمة
رسالةُ
في الأحاديث الواردة في الخلفاء على ترتيب الخلافة
تأليف السيد علي الحسيني الميلاني
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام عل سيدنا محمد وآله
الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والاخرين .
وبعد :
فقد ذكرت في بعض بحوثي بعد حديث : إن كل حديث جاء فى مناقب
الخلفاء ، وذكرت فيه أساميهم على الترتيب فهو حديث موضوع بلا ريب...
فطلب مني بعض القراء الأفاضل اثبات ذلك عن طريق التحقيق في
أسانيد عدّة من الأحاديث ـ من هذا القبيل ـ الخرّجة في الصحاح والكتب
المعتبر... فكانت هذه الرسالة...
ثم ظهر لي أن الحكم بالوضع لا يختص باخبار أبواب المناقب ، بل أكاد
أتبع بان كل حديث كان كذلك في مطلق الأبواب فهو موضوع ، حق التي جاء
فيها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يقول : جئت أنا وأبو بكر وعمر
وعثمان... خرجت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان... أين أبو بكر وعمر وعثمان...
وقد يكون فيها ذكر « عليّ » بعدهم وقد لا يكون ، ولربما جاء اسمه مقدّما على
« عثمان » لكنهما متى ذكرا فهما مؤخران عن أبي بكر وعمر ...!
ومن الطريف أني وجدت حديثا قد وضع فيه الكذابون هذا المعنى عن
لسان أمير المؤمنين عليه السلام ، ليكون إقراراً منه بذلك ، فلا يبقى لأحدٍ اعتراض
عليه...!! :
أخرج البخاري ، قال : حدّثني الوليد بن صالح ، حدثنا عيسى بن يونس ،
حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكيّ ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن
عباس ... ».
وأخرج مسلم ، قال : « حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع العتكي
وأبو كريب محمد بن العلاء ـ واللفظ لأبي كريب ـ قال أبو الربيع : حدثنا ، وقال
الأخران : أخبرنا ابن المبارك ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن ابن أبي
مليكة ، قال : سمعت ابن عباس يقول :
وضع عمر بن الخطاب على سريره ، فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون
عليه قبل أن يرفع ـ وأنا فيهم ـ قال : فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من
ورائي ، فالتفت إليه فإذا هو علي ، فترحم على عمر وقال : ما خلّفت أحدا أحب
إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع
صاحبيك ، وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول : جئت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر
وعمر ، فإن كنت لأرجوـ أو لأظن ـ أن يجعلك الله معهما »(1) .
وكذا أخرجه غيرهما ، كأبن ماجة... فرواه باسناده عن عمر بن سعيد ،
عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس...
لكنه حديث موضوع على أمير المؤمنين عليه السلام... لأن مداره على
(1) صحيح البخاري 5|69 ، صحيح مسلم 7|112 .