رواية الترمذي
الرسالة
الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة (3)
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ، ولعنة
الله على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين ...
وبعد ،
فهذه رسالة أخرى كتبتها حول حديث آخر ...
أنه حديث في وجوب إطاعة الأمراء واتباع سنة الخلفاء الراشدين وإن كانت
السنة والإمارة على خلاف الموازين ...
أخرجوه في غير واحدٍ من أهم أسفارهم ، وجعله غير واحد منهم من أصحّ
أخبارهم ...
ثمّ اتخذوه مستنداً لتبرير أُمورٍ وأحكامٍ سابقة ، ومستمسكاً لأعمالٍ وقضايا
لاحقة ...
لقد بحثت عن هذا الحديث بحثاً شاملاً ، وحققته تحقيقاً كاملاً ، فجاء ت رسالة
نافعة للمحققين ، لا تخفى فوائدها على الباحثين ... فإليهم أقدّم هذا الجهد ، والله من
وراء القصد.
(1) مخرّجو الحديث وأسانيده
رواية الترمذي
رواية الترمذي :
أخرج الترمذي قائلاً :
« (1) حدّثنا علي بن حجر ، حدّثنا بقيّة بن الوليد ، عن بحير بن سعيد ، عن
خالد بن معدان ، عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، قال :
وعظنا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة
بليغة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقال رجل : إن هذه موعظة مودّعٍ ،
فماذا تعهد إلينا يا رسول الله ؟
قال : أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي ، فإنه من يعش
منكم يرى اختلافاً كثيراً ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة ، فمن أدرك ذلك منكم
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديّين ، عضّوا عليها بالنواجذ.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.
وقد روى ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن عبدالرحمن بن عمرو
السلمي ، عن العرباض بن سارية ، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم نحو هذا ،
حدثنا بذلك :
(2) الحسن بن علي الخلاّل وغير واحد ، قالوا : حدثنا أبو عاصم ، عن ثور بن
يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن
سارية ، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم ، نحوه .
والعرباض بن سارية يكنى : أبا نجيح .
(3) وقد روي هذا الحديث عن حجر بن حجر ، عن عرباض بن سارية ، عن
إلنبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، نحوه »(1) .
رواية أبي داود
رواية أبي داود :
وأخرج أبو داود قائلاً :
« حدثنا أحمد بن حنبل ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا ثور بن يزيد ، قال :
حدثني خالد بن معدان ، قال : حدثني عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر
بن حجر ، قالا :
أتينا العرباض بن سارية ـ وهو ممن نزل فيه : (ولا على الذين إذا ما
أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه
) ـ فسلّمنا وقلنا : اتيناك
زائرين وعائدين ومقتبسين . فقال العرباض :
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم ذات يوم ، ثم أقبل علينا
فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . فقال قائل : يا
رسول الله ، كأنّ هذا موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟
فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان عبدّ حبشي ، فإنه من
يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين
الراشدين ، تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وايّاكم ومحدثات الأمور ، فإن
كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة »(2) .
رواية ابن ماجة
رواية ابن ماجة :
وأخرج ابن ماجة قائلاً :
« (1) حدثنا عبدالله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي ، ثنا الوليد بن
مسلم ، ثنا عبدالله بن العلاء ـ يعني ابن زبر ـ ، حدثني يحيى بن أبي المطاع ،
(1) صحيح الترمذي 5|
44 - 45 باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع .
(2) سنن ابي داود 2|261 باب في لزوم السُنّة .