عليه بالتفصيل فلا نعيد.
رواية مالك بن انس
سند الخبر في كنز العمّال :وأما المتقي الهندي فاورده عن الحاكم وأبي بكر الشافعي عن أبي
هريرة.وقد عرفت حال الحديث عن أبي هريرة .وكذا أورده عن الحاكم عن ابن عبّاس .وقد عرفت حاله .وأورده عن البيهقي عن ابن عبّاس .وقد عرفت حاله .واورده عن الإبانة عن ابي هريرة .وقد نقل هو عن صاحب الإبانة التصريح بانه غريب جدّا ، على أنه عن
أبي هريرة .***
رواية مالك بن انس
(3) تأمّلات في لفظ الخبر ومدلوله
قد عرفت أن الخبر بلفظ « الثقلين » وما شابهه لا أصل له ، إذ لا أثر للوصية
بالكتاب والسنة بلفظ « الثقلين » ونحوه ، لا في الصحاح ولا في المسانيد ، وأن
الأخبار الواردة في بعض الكتب ـ وعمدتها « المؤطأ » و « المستدرك » ـ لا أساس
لها من الصحة... لا سيّما ما جاء ـ في شاذٍ منها ـ من أن النبي صلّى الله عليه
واله وسلم قال ذلك في خطبته في حجة الوداع .وأغلب الظن أن الغرض من وضع هذا الخبر بهذه الألفاظ هو المقابلة
والمعارضة به لحديث الثقلين المتفق عليه بين المسلمين ، المقطوع بصدوره
عن رسول رب العالمين ، الذي قاله في غير ما موقف ومن أشهرها حجّة الوداع
في خطبته المعروفة ، حيث أوصى الأمّة بالكتاب والعترة ، وأمر باتباعهما ،
وحذر من مخالفتهما ، وأكدّ على أن الأمة سوف لن تضل ما دامت متمسكة
بهما ، وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليه الحوض .هذا الحديث الذي من رواته : مسلم بن الحجاج ، وأحمد بن حنبل ،
والترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والنسائي ، والحاكم ، والطبري ،
والطبراني... ومئات من الأئمة والحفاظ في القرون المختلفة ، يروونه عن
أكثر من ثلاثين صحابي وصحابية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ،
بطرق كثيرة في أفرد بعض كبار العلماء كتبا لجمع طرقه .هذا الحديث الذي يدلّ بوضوح على وجوب اتباع الأئمة أئمة العترة من
أهل البيت عليهم السلام في جميع شؤونهم الدينية والدنيوية .ولثبوت هذا الحديث سندا ووضوح دلالته على إمامة أهل البيت نجد
بعض المتعصّبين يحاولون عبثا الخدشة في سنده أو دلالته ، أو تحريف لفظه
ومتنه ، ومنهم من التجأ إلى وضع خبر الوصيّة بالكتاب والسنة بعنوان « الثقلين »
زعما منه بأنه سيعارض حديث الثقلين المقطوع الصدور... وقد بينا
ـ والحمد لله ـ أن الخبر موضوع مصنوع .وعلى فرض أن يكون للخبر اصل... فأنه ليس هناك أيّ منافاة بين
الوصية بالكتاب والسنة ، والوصية بالكتاب والعترة... إذ لا خلاف بين
المسلمين في وجوب الالتزام والعمل بالكتاب والسنة النبولة الشريفة... غير
إن حديث ( الكتاب والعترة ) مفاده وجوب أخذ السنة من العترة النبوية لا من
غيرهم ، وهذا هو الذي فهمه علماء الحديث وشراحه ، ومن هنا نرى المتقي
الهندي ـ مثلا ـ يورد كلا الحديثين تحت عنوان الباب الثاني : في الاعتصام
بالكتاب والسنة ، كما لا يخفى على من راجعه .هذا موجز الكلام على هذا الخبر ، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين
والحمد لله رب العالمين .***