وجاء عمر يقول : « كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وقى المسلمين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه »(1). وبعد :
فما هو متن الحديث ؟ وما هو مدلوله ؟ قد عرفت سقوط هذا الحديث معنى على فرض صدوره ... وعلى الفرض المذكور ... فلا بُدّ من الالتزام بأحد أمرين : إمّا وقوع التحريف في لفظه ، وإمّا صدوره في قضيةٍ خاصّة... أمَا الأول فيشهد به : أنه قد روى هذا الخبر بالنصب ، أي جاء بلفظ « أبا بكر وعمر» بدلاً عن « أبي بكر وعمر » وجعل أبو بكر وعمر مناديين مأمورين بالاقتداء .. (2). فالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يأمر المسلمين عامة بقوله « اقتدوا» ـ مع تخصيصٍ . لأبي بكر وعمر بالخطاب ـ « باللذين من بعده » وهما « الكتاب والعترة » ، وهما ثقلاه اللذان طالما أمر بالاقتداء والتمسك والاعتصام بهما (3) . وأما الثاني ... فهو ما قيل : من أن سبب هذا الخبر : أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم كان سالكاً بعض الطرق ، وكان أبو بكر وعمر متأخرّين عنه ، جائيين على عقبه ،
(1) صحيح البخاري 5|208 ، الصواعق المحرقة : 5 ، تاريخ الخلفاء : 67 . (2) تلخيص الشافي 3|35 . (3) راجع حديث الثقلين لألفاظه وطرقه ودلالاته في الاجزاء الثلاثة الاُولى من كتابنا الكبير « نفحات الازهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الائمة الاطهار » .