الفصل الأوّل
في مادة النهي و صيغته
النهي في اللغة الزجر عن الشيء، قالسبحانه:(أَرَأَيْتَ الّذي يَنْهى* عَبْداًإِذا صَلّى)(العلق/9ـ10) وهو تارة يكونبالفعل وأُخرى بالقول، وعلى الثاني لا فرقبين أن يكون بلفظ «إفعل» نحو اجتنب كذا أوبلفظة «لا تفعل».(1)ويعتبر فيه العلو و الاستعلاء كما مرّ فيالأمر، ويتبادر من مادة النهي الحرمةبمعنى لزوم الامتثال على وفق النهي.
قال سبحانه:(وَأَخذِهمُ الرِّبا وَ قَدنُهُوا عَنْهُ) (النساء/161).
وقال تعالى:(فَلَمّا عَتَـوْا عَمّانُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُوُنُواقِرَدَة خاسِئين)(الأعراف/166).
وقال تبارك وتعالى:(وَما آتاكُمُالرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْعَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر/7) وقد مرّ نظيرهذه المباحث في مادة الأمر فلا نطيل.
الكلام في صيغة النهي
المشهور بين الأُصوليين أنّ النهي كالأمرفي الدلالة على الطلب غير أنّ متعلّقالطلب في أحدهما هو الوجود، أعني: نفسالفعل; وفي الآخر العدم،1. الراغب، المفردات، ص 507.