المفترس على الأسد بالحمل الأوّلي يكشفعن أنّ المحمول نفس الموضوع مفهوماً، و هوعبارة أُخرى عن وضع أحدهما للآخر، كماأنّه إذا صحّ سلب الحيوان الناطق عن الأسدبالحمل الأوّلي يكشف عن التغاير المفهوميبينهما، و هو يلازم عدم وضع أحدهما للآخر.
ثمّ إنّ إشكال الدور المذكور في التبادريأتي في هذا المقام أيضاً.و تقرير الإشكالوالجواب واحد في كلا المقامين.
3. الإطّراد:
هي العلامة الثالثة لتمييز الحقيقة عنالمجاز و توضيح ذلك:إذا اطّرد استعمال لفظ في أفراد كليّبحيثية خاصّة، كرجل باعتبار الرجولية، فيزيد و عمرو و بكر، مع القطع بعدم كونهموضوعاً لكلّ واحد على حدة، يستكشف منهوجود جامع بين الأفراد قد وضع اللفظبازائه.
فالجاهل باللغة إذا أرادالوقوف على معانياللغات الأجنبية من أهل اللغة، فليس لهسبيل إلاّ الاستماع إلى محاوراتهم، فإذارأى أنّ لفظاً خاصّاً يستعمل مع محمولاتعديدة في معنى معيّن، كما إذا قال الفقيه:الماء طاهر و مطهّر، و قال الكيميائي:الماء رطب سيال، وقال الفيزيائي: الماء لالون له، يقف على أنّ اللفظ موضوع لمااستعمل فيه، لأنّ المصحّح له إمّا الوضعأو العلاقة، و الثاني لا إطراد فيه،فيتعيّن الأوّل.
و لنذكر مثالاً:
إنّ آية الخمس، أعني قولهسبحانه:(وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْمِنْ شَيْء فَأَنَّ للّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِوَ لِذِي القُربى وَ اليَتامىوَالمَساكِينِ وَابْنِ السَّبيل)(الأنفال/41) توجب إخراج الخمس عن الغنيمة.
فهل الكلمة(الغنيمة) موضوعة للغنائمالمأخوذة في الحرب، أو تعمّ كلّ