أو بين الإرادتين و عدمه، فمن قال بأنّالبعث إلى شيء يلازم البعث إلى مقدّمته وإن لم يصرح الباعث بالثاني، فقد قال بوجوبالمقدّمة شرعاً.
و من أنكر هذه الملازمة و أنّه لا ملازمةبين طلب الشيء وإيجابه، وبين إيجابمقدّمته، فقد أنكر وجوب المقدّمة.
و لو قلنا بوجود الملازمة وبالتالي بوجوبالمقدّمة، يكون الفرق بين الوجوبين أنّأحدهما نفسي و الآخر غيري، مطلوب لغيره.
الأمر الثاني: تقسيمات المقدّمة
للمقدّمة تقسيمات مختلفة:الأوّل: تقسيمها إلى داخلية و خارجية
المقدّمة الداخلية: و هي جزء الواجبالمركب، أو كلّ ما يتوقف عليها الواجبوليس لها وجود مستقل خارج عن وجود الواجبكالصلاة فانّ كلّ جزء منها مقدّمة داخليّةباعتبار أنّ المركّب متوقّف في وجوده علىأجزائه، فكلّ جزء في نفسه مقدّمة لوجودالمركّب، و إنّما سمّيت داخلية لأنّ الجزءداخل في قوام المركّب، فالحمد أو الركوعبالنسبة إلى الصلاة مقدّمة داخلية.المقدّمة الخارجية: وهي كلّ ما يتوقف عليهالواجب و له وجود مستقل خارج عن وجودالواجب، كالوضوء بالنسبة إلى الصلاة.
الثاني: تقسيمها إلى عقلية و شرعية وعادية
المقدّمة العقلية: ما يكون توقّف ذيالمقدّمة عليه عقلاً، كتوقف الحج على قطعالمسافة.المقدّمة الشرعية: ما يكون توقّف ذيالمقدّمة عليه شرعاً، كتوقّف الصلاة علىالطهارة.