التحقيق انّه يسري، لأنّ المخصص المتصلمن قبيل القرائن المتصلة بالكلام، و ماهذا شأنه يوجب «عدم انعقاد ظهور للعامإلاّفيما عدا الخاص» فإذا كان الخاصمجملاً سرى إجماله إلى العام، لأنّ ما عداالخاص غير معلوم فلا يحتج بالعامّ في موردالشكّ. وإن شئت قلت: إنّ التخصيص بالمتصل أشبهشيء بالتقييد حيث يعود الموضوع مركباً منالعام و عنوان «غير الفاسق» فلابدّ فيالحكم بوجوب الإكرام (حكم العام) من إحرازكلا الجزئين، أعني: كونه عالماً و كونه غيرفاسق، و الأوّل و إن كان محرزاً بالوجدان،و لكن الثاني (غير فاسق) غير محرز، لأنّه لوكان الفاسق موضوعاً لمرتكب الكبيرةفمرتكب الصغيرة غير فاسق، و لو كانموضوعاً للأعم فهو فاسق، و عندئذ لم يحرزعندنا الجزء الآخر، أي أنّه غير فاسقللجهل بالمفهوم حتى يتمسك بالعام.
الصورة الثانية: المخصص المتصل الدائرمفهومه بين المتباينين
إذا ورد العام منضماً إلى مخصص دائرمفهومه بين أمرين متباينين ليس بينهما قدرمشترك حتى يدور الأمر بين الأقل و الأكثر،كما إذا قال: أكرم العالم إلاّ سعداً، وكان مردّداً بين سعد بن زيد و سعد بن بكر،فلا يمكن التمسّك بالعام في واحد منهماللبيان السابق حيث إنّ العام حجّة فيماعدا الخاص، فيجب إحراز كلا الجزئين:الأوّل: انّه (عالم) و الثاني انّه (ليسسعداً) و بما أنّ سعداً مردّد مفهوماً بينالفردين، فلا يكون موضوع العام محرزاًبتمامه في أيّواحد من الفردين.
الصورة الثالثة: المخصص المنفصل الدائرمفهومه بين الأقلّ و الأكثر
إذا ورد العام مجرداًعن المخصص ثمّ لحقهمخصص منفصل دائر مفهومه بين الأقل والأكثر، كما إذا قال: أكرم العلماء، و قالبعد فترة: لا تكرم فسّاق