فائدة يحوزها الإنسان من طرق شتى؟
يُستكشف الثاني عن طريق الاطّراد فيالاستعمال، فإذا تتبعنا الكتاب والسنّةنجد إطّراد استعمالها في كلّ ما يحوزهالإنسان من أيّ طريق كان.
قال سبحانه:(تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحَياةالدُّنْيا فَعِنْدَ اللّهِ مَغانِمَكَثِيرَة)(النساء/94)، والمراد مطلقالنِّعم و الرزق.
وقال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) في مورد الزكاة:«اللّهمّ اجْعَلْهامغنماً» (1)، وفي مسند أحمد:«غنيمة مجالسالذكر الجنة»، وفي وصف شهر رمضان: غنمالمؤمن.
فهذه الاستعمالات الكثيرة المطّردة،تكشف عن وضعه للمعنى الأعم.
وهذا هو الطريق المألوف في اقتناص مفاهيماللغات و معانيها وفي تفسير لغات القرآن،و مشكلات السنّة، وعليه قاطبة المحقّقين،و يطلق على هذا النوع من تفسير القرآن،التفسير البياني.
4. تنصيص أهل اللغة
المراد من تنصيص أهل اللغة هو تنصيصمدوّني معاجم اللغة العربية، فإنّ مدوّنياللغة الأوائل كالخليل بن أحمدالفراهيدي(ت170هـ) مؤلّف كتاب «العين»، والجوهري (ت398) مؤلّف الصحاح قد دوّنواكثيراً من معاني الألفاظ من ألسن القبائلالعربية و سُكّان البادية، فتنصيص مثلهؤلاء يكون مفيداً للاطمئنان بالموضوع له.فإن قيل: إنّ كتب اللغة موضوعة لبيانالمستعمل فيه لا الموضوع له(2)،فتجد
1. للوقوف على مصادر الروايات عليكبمراجعة الاعتصام بالكتاب والسنّة، ص 92.
2. النسبة بين الموضوع له و المستعمل فيههي العموم والخصوص من وجه، فقد يفترقانفيما إذا وضع اللفظ لمعنى و لم يستعمل فيهبل هُجِر قبل الاستعمال، أو استعمل فيه ولم يكن موضوعاً له كالمجاز، و قد يجتمعانكما في الاستعمال الحقيقي.