وما فسرنا به كلام الحاجبي أولى ممّا فسرهالعضدي في كتابه المعروف بـ«شرح المختصر»فلاحظ (1).
فخرجنا بهذه النتيجة: انّ ما دل عليهاللفظ في حد ذاته على وجه يكون اللفظحاملاً لذلك المعنى وقالباً له فهو منطوق(تسمية للمدلول باسم الدال).
وما دل عليه اللفظ على وجه لم يكن اللفظحاملاً وقالباً للمعنى ولكن دل عليهباعتبار من الاعتبارات فهو مفهوم.
الأمرالثاني: تقسيم المدلول المنطوقي إلىصريح وغير صريح:
تنقسم المداليل المنطوقية إلى قسمين:صريح وغير صريح. فالصريح، هو المدلولالمطابقي; وأمّا غير الصريح، فهو المدلولالتضمني والالتزامي.ثم إنّ الالتزامي على ثلاثة أقسام:
أ. المدلول عليه بدلالة الاقتضاء.
ب. المدلول عليه بدلالة التنبيه والإيماء.
ج. المدلول عليه بدلالة الإشارة.
أمّا الأوّل فهو ما يتوقف عليه صدق الكلامأو صحته عقلاً أو شرعاً، كقولهصلَّى اللّهعليه و آله و سلَّم: «رفع عن أُمتي تسعةالخطأ والنسيان» فإنّ المراد رفعالمؤاخذة عنها وإلاّ كان الكلام كاذباً.
وقوله تعالى: (واسْئَلِ القريةَ التيكُنّا فِيها) (يوسف / 82) فلو لم يقدَّر الأهللما صحَّ الكلام عقلاً.
وقول القائل: اعتق عبدك عنّي على ألف،فإنّ معناه ملِّكه لي على ألف ثم
1. المحصول في علم الأُصول، الجزء الثانيقسم المنطوق والمفهوم.