الأمر العاشر: الحقيقة الشرعية
ذهب أكثر الأُصوليين إلى أنّ ألفاظالصلاة والصوم و الزكاة و الحج كانت عندالعرب قبل الإسلام موضوعة لمعانيهااللغوية و مستعملة فيها، أعني: الدعاء، والإمساك، و النمو، و القصد، وهذا ما يعبّرعنه بالحقيقة اللغوية.و إلى أنّ تلك الألفاظ في عصر الصادقين(عليهما السَّلام) و قبلهما بقليل، كانتظاهرة في المعاني الشرعية الخاصة بحيثكلّما أطلقت الصلاة والصوم و الزكاةتتبادر منها معانيها الشرعية.
إنّما الاختلاف في منشأ الأمر الثاني،وهو أنّه كيف صارت هذه الألفاظ ظاهرة فيالمعاني الشرعية في عصر الصادقين (عليهماالسَّلام) وقبلهما؟ فهنا قولان:
أ. ثبوت الحقيقة الشرعية في عصر النبوّة.
ب. ثبوت الحقيقة المتشرّعية في عصرالصحابة و التابعين.
أمّا الأوّل: فحاصله: أنّ تلك الألفاظنقلت في عصر النبي (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) من معانيها اللغوية إلى معانيهاالشرعية بالوضع التعييني أو التعيّني حتىصارت حقائق شرعية في تلك المعاني في عصره،لأنّ تلك الألفاظ كانت كثيرة التداول بينالمسلمين لا سيّما الصلاة التي يؤدّونهاكلّ يوم خمس مرّات و يسمعونها كراراً منفوق الم آذن.
و من البعيد أن لا تصبح حقائق في معانيهاالمستحدثة في وقت ليس بقليل.