لظهر التغيّر بإحدى صوره الثلاث، فالمخصص(إلاّما تغير) مردّد بين الأقل و هو التغيرالحسّي، و الأكثر و هو شموله له والتقديري.
ب. إذا قال: أكرم العلماء إلاّالفساق وتردّد مفهوم الفاسق بين مرتكب الكبيرة، أوهو و مرتكب الصغيرة، فهو مردّد بين الأقل وهو مرتكب الكبيرة، و الأعمّو هو مرتكبالكبيرة و الصغيرة.
وأمّا المخصص المردّد بين المتباينين.
فكما إذا قال المولى: أكرم العالم إلاّسعداً، و تردّد بين سعد بن زيد و سعد ابنبكر، فالإجمال في المفهوم صار سبباًلتردّد المخصّص بين المتباينين.
إذا وقفت على إجمال المفهوم بقسميه،فاعلم أنّ الصور المتصوّرة في المقامأربع. لأنّ المخصّص المجمل إمّا متصل أومنفصل و إجمال كلّ، إمّا لدورانه بينالأقل و الأكثر، أو بين المتباينين، وإليك أحكام الصور الأربع:
الصورة الأُولى: المخصص المتصل الدائرمفهومه بين الأقل و الأكثر
إذا كان العام مقروناً من أوّل الأمربمخصص مجمل مفهوماً مردّد أمره بين الأقلو الأكثر كما عرفت في المثالين، فلا شكّ فيأمرين:1. انّ الخاص حجّة في الأقل ـ أعني: التغيّرالحسّي ـ و مرتكب الكبيرة و ليس العام حجّةفيهما بلا كلام.
2. انّ الخاص ليس حجّة في المصداق المشكوك،أي التغير التقديري و مرتكب الصغيرة.
إنّما الكلام في أمر ثالث، و هو هل العامحجّة في هذا الفرد المشكوك أو لا؟والمسألة مبنية على سريان إجمال المخصصإلى العام فلا يكون حجّة فيه، و عدمه فيكونحجّة.