موجز فی أصول الفقه جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فالمجتهد يعلم اجمالاً بوجود حجّة بالفعلعلى الأحكام الشرعية دون أن يُميّز بينحدودها وخصوصياتها، فيبحث عنها، ويضعالموضوع المقطوع بوجوده (الحجة بالفعل فيالفقه) نصبَ عنيه ويبحث عن تعيناتهوخصوصياته (1). وأنت إذا استقصيت المسائل الأُصولية، تقفعلى أنّ روح البحث في جميعها هو البحث عنما هو الحجّة على اثبات الأحكام الشرعيةأو نفيها، أو على اثبات عذر (2) أو عدمه (3)،وما من مسألة من المسائل إلاّ ويحتج بهابنحو من أنحاء الاحتجاج. هذا كلّه حول الموضوع، وأمّا مسائله أيمحمولاته فقد اتضحت مما سبق. فإن قلنا أنّ الموضوع هو الحجة الشأنيةفالمحمول هو البحث عن الحجة بالفعل، وإنقلنا بأنّ الموضوع هو الحجة بالفعل،فالمحمول هو البحث عن تعيناته وخصوصياته. ومما ذكرنا يعلم وجه الحاجة إلى أُصولالفقه، فإنّ الحاجة إليه كالحاجة إلى علمالمنطق، فكما أنّ المنطق يرسم النهجالصحيح في كيفية إقامة البرهان، فهكذاالحال في علم الأُصول فإنّه يُبيّـن كيفيةاقامة الدليل على الحكم الشرعي. فتلخص مما سبق تعريف علم الأُصول وموضوعهومسائله وغايته.