فاستخدم الشاعر لفظ «العين» في الشمس، والبصر، و الماء الجاري و الذهب; حيث إنّالمرتمي في الدجى، يطلب الضياء;والمبتلىبالعمى، يطلب العين الباصرة; والإنسانالظم آن يريد الماء; و المستدين يطلبالذهب.
و كقول الشاعر يمدح صديقيه الملقّبينبشمس الدين و بدر الدين:
و لما رأيتُ الشمس والبدر معاً
حقّرْت نفسي و مضيتُ هارباً
و قلت ماذاموضِع السراجِ
قدانجلتْ دونهما الدياجي
و قلت ماذاموضِع السراجِ
و قلت ماذاموضِع السراجِ
استدل القائل بعدم الجواز بأنّ الاستعمالعبارة عن لحاظ اللفظ وجهاً وعنواناًللمعنى، كأنّ الملقى إلى المخاطب ـ بدلاللفظ ـ هو المعنى دونه، و لأجل ذلك يسريقبح المعنى وحسنه إلى اللفظ، و ما هو كذلكلا يمكن جعله عنواناً ووجهاً للمعنىالثاني أيضاً، لاستلزامه لحاظاً آخرللّفظ، و المفروض انّه ليس هنا إلاّ لحاظواحد.
يلاحظ عليه: أنّه لو كان المراد من جعلاللفظ وجهاً وعنواناً هو إفناء اللفظ فيالمعنى على وجه يذوب فيه، كذوبان الملح فيالماء فهو بيّـن البطلان، ولو كان المرادمنه أنّ الغرض الذاتي تعلّق بالمعنى دوناللفظ، فهو صحيح، إلاّ أنـّه لامانع منتعلّق الغرض الذاتي في لفظ واحد بمعنيينويُنظر إليهما بلفظ واحد خصوصاً إذا اقترنالاستعمال بالقرينة الدالة على إرادتهما.
و بثبوت الجواز يظهر بطلان التفصيلين.