شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
، قال: سمعت عليا (ع) يقول: من كان سائلى عن دم عثمان، فان الله قتله و انا معه.و قد روى هذا اللفظ من طرق كثيره.و قد روى شعبه عن ابى حمزه الضبعى، قال: قلت لابن عباس: ان ابى اخبرنى انه سمع عليا، يقول: الا من كان سائلى على دم عثمان، فان الله قتله و انا معه- فقال: صدق ابوك، هل تدرى ما معنى قوله! انما عنى: الله قتله و انا مع الله.قال: فان قيل: كيف يصح الجمع بين معانى هذه الاخبار؟ قلنا: لاتنافى بينها، لانه (ع) تبرا من مباشره قتله و الموازره عليه، ثم قال: ما امرت بذلك و لانهيت عنه، يريد ان قاتليه لم يرجعوا الى، و لم يكن منى قول فى ذلك بامر و لانهى.فاما قوله: (الله قتله و انا معه)، فيجوز ان يكون المراد به: الله حكم بقتله و اوجبه و انا كذلك، لان من المعلوم ان الله تعالى لم يقتله على الحقيقه، فاضافه القتل اليه لاتكون الا بمعنى الحكم و الرضا، و ليس يمتنع ان يكون مما حكم الله تعالى به، ما لم يتوله بنفسه، و لاآزر عليه، و لاشايع فيه.فان قال قائل: هذا ينافى ما روى عنه من قوله: (ما احببت قتله، و لاكرهته)، و كيف يكون من حكم الله و حكمه ان يقتل و هو لايحب قتله! قلنا: يجوز ان يريد بقوله: (ما احببت قتله و لاكرهته) ان ذلك لم ي
كن منى على سبيل التفصيل، و لا خطر لى ببال، و ان كان على سبيل الجمله يحب قتل من غلب المسلمين (مجلد 3 صفحه 67( على امورهم، و طالبوه بان يعتزل، لانه مستول عليهم بغير حق فامتنع من ذلك، و يكون فائده هذا الكلام التبرو من مباشره قتله، و الامر به على سبيل التفصيل او النهى عنه.و يجوز ان يريد اننى ما احببت قتله، ان كانوا تعمدوا القتل، و لم يقع على سبيل الممانعه و هو غير مقصود.و يريد بقوله: (ما كرهته) انى لم اكرهه على كل حال، و من كل وجه.فاما لعنه قتلته فقد بينا انه ليس بظاهر ظهور ما ذكرناه، و ان صح فهو مشروط بوقوع القتل على الوجه المحظور من تعمد له، و قصد اليه و غير ذلك، على ان المتولى للقتل على ما صحت به الروايه كنانه بن بشير التجيبى، و سودان بن حمران المرادى، و ما منهما من كان غرضه صحيحا فى القتل، و لا له ان يقدم عليه، فهو ملعون به.فاما محمد بن ابى بكر، فما تولى قتله، و انما روى انه لما جثا بين يديه قابضا على لحيته، قال له: يا ابن اخى، دع لحيتى، فان اباك لو كان حيا لم يقعد منى هذا المقعد، فقال محمد: ان ابى لو كان حيا ثم يراك تفعل ما تفعل لانكره عليك، ثم وجاه بجماعه قداح كانت فى يده فحزت فى جلده و لم تقطع، و با
دره من ذكرناه فى قتله بما كان فيه قتله.فاما تاويله قول اميرالمومنين (ع): (قتله الله و انا معه)، على ان المراد به، الله اماته و سيميتنى، فبعيد من الصواب، لان لفظه (انا) لاتكون كنايه عن المفعول، و انما تكون كنايه عن الفاعل، و لو اراد ما ذكره لكان يقول: (و اياى معه)، و ليس له ان يقول: اننا نجعل قوله: (و انا معه) مبتدا محذوف الخبر، و يكون تقدير الكلام: (و انا معه مقتول)، و ذلك لان هذا ترك للظاهر و احاله على ما ليس فيه، و الكلام اذا امكن حمله على معنى يستقل ظاهره به من غير تقدير و حذف كان اولى مما يتعلق بمحذوف، على انهم اذا جعلوه مبتدا و قدروا خبرا لم يكونوا بان يقدروا ما يوافق مذهبهم باولى من تقدير خلافه، و يجعل بدلا من لفظه (المقتول) المحذوفه لفظه (معين) او (ظهير).(مجلد 3 صفحه 68( و اذا تكافا القولان فى التقدير و تعارضا سقطا، و وجب الرجوع الى ظاهر الخبر، على ان عثمان مضى مقتولا، فكيف يقال: ان الله تعالى اماته، و القتل كاف فى انتفاء الحياه، و ليس يحتاج معه الى ناف للحياه يسمى موتا.و قول صاحب "المغنى" يجوز ان يكون ما ناله من الجراح لايوجب انتفاء الحياه، ليس بشى ء، لان المروى انه ضرب على راسه بعمود عظيم من حد
يد، و ان احد قتلته قال: جلست على صدره فوجاته تسع طعنات، علمت انه مات فى ثلاث، و وجاته الست الاخر لما كان فى نفسى عليه من الحنق.و بعد: فاذا كان جائزا، فمن اين علمه اميرالمومنين (ع) حتى يقول: ان الله اماته؟ و ان الحياه لم تنتف بما فعله القاتلون، و انما انتفت بشى ء زاد على فعلهم من قبل الله تعالى مما لايعلمه على سبيل التفصيل الا علام الغيوب سبحانه.و الجواب عن هذه المطاعن على وجهين، اجمالا و تفصيلا: اما الوجه الاجمالى، فهو اننا لاننكر ان عثمان احدث احداثا انكرها كثير من المسلمين، و لكنا ندعى مع ذلك انها لم تبلغ درجه الفسق، و لااخبطت ثوابه، و انها من الصغائر التى وقعت مكفره، و ذلك لانا قد علمنا انه مغفور له، و انه من اهل الجنه لثلاثه اوجه: احدها: انه من اهل بدر، و قد قال رسول الله (ص): (ان الله اطلع على اهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم)، و لايقال: ان عثمان لم يشهد بدرا، لانا نقول: صدقتم، انه لم يشهدها، و لكنه تخلف على رقيه ابنه رسول الله (مجلد 3 صفحه 69( صلى الله عليه و آله بالمدينه لمرضها، و ضرب له رسول الله (ص) بسهمه و اجره باتفاق سائر الناس.و ثانيها: انه من اهل بيعه الرضوان الذين قال الله تعالى
فيهم: (لقد رضى الله عن المومنين اذ يبايعونك تحت الشجره).و لايقال: انه لم يشهد البيعه تحت الشجره، لانا نقول: صدقتم، انه لم يشهدها، و لكنه كان رسول الله (ص) ارسله الى اهل مكه، و لاجله كانت بيعه الرضوان، حيث ارجف بان قريشا قتلت عثمان، فقال رسول الله (ص)، (ان كانوا قتلوه، لاضرمنها عليهم نارا)، ثم جلس تحت الشجره، و بايع الناس على الموت، ثم قال: (ان كان عثمان حيا فانا ابايع عنه) فصفح بشماله على يمينه، و قال: (شمالى خير من يمين عثمان).روى ذلك جميع ارباب اهل السيره متفقا عليه.و ثالثها: انه من جمله العشره الذين تظاهرت الاخبار بانهم من اهل الجنه.و اذا كانت الوجوه الثلاثه داله على انه مغفور له، و ان الله تعالى قد رضى عنه، و هو من اهل الجنه، بطل ان يكون فاسقا، لان الفاسق يخرج عندنا من الايمان، و يحبط ثوابه، و يحكم له بالنار و لايغفر له، و لايرضى عنه، و لايرى الجنه و لايدخلها، فاقتضت هذه الوجوه الصحيحه الثابته ان يحكم بان كل ما وقع منه فهو من باب الصغائر المكفره، توفيقا بين هذه الوجوه، و بين روايات الاحداث المذكوره.و اما الوجه التفصيلى فهو مذكور فى كتب اصحابنا المطوله فى الامامه، فليطلب من مظانه، فانهم قد استقصوا فى
الجواب عن هذه المطاعن استقصاء لامزيد عليه.(مجلد 3 صفحه 70( (بيعه جرير بن عبدالله البجلى لعلى) فاما خبر جرير بن عبدالله البجلى، و بعث اميرالمومنين (ع) اياه الى معاويه، فنحن نذكره نقلا من "كتاب صفين" لنصر بن مزاحم بن بشار المنقرى، و نذكر حال اميرالمومنين (ع)، منذ قدم الكوفه بعد وقعه الجمل، و مراسلته معاويه و غيره، و مراسله معاويه له و لغيره، و ما كان من ذلك فى مبدا حالتهما الى ان سار على (ع) الى صفين.قال نصر: حدثنى محمد بن عبيدالله عن الجرجانى، قال: لما قدم على (ع) الكوفه بعد انقضاء امر الجمل، كاتب العمال، فكتب الى جرير بن عبدالله البجلى مع زحر بن قيس الجعفى- و كان جرير عاملا لعثمان على ثغر همذان-: اما بعد، ف (ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم و اذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له و ما لهم من دونه من وال).و انى اخبرك عن نباء من سرنا اليه من جموع طلحه و الزبير، عند نكثهم بيعتى، و ما صنعوا بعاملى عثمان ابن حنيف.انى نهضت من المدينه بالمهاجرين و الانصار، حتى اذا كنت بالعذيب، بعثت الى اهل الكوفه الحسن بن على، و عبدالله بن عباس، و عمار بن ياسر، و قيس ابن عباده، فاستنفرتهم فاجابوا، فسرت بهم حتى نز
لت بظهر البصره، فاعذرت فى (مجلد 3 صفحه 71( الدعاء، و اقلت العثره، و ناشدتهم عهد بيعتهم، فابوا الا قتالى، فاستعنت الله عليهم، فقتل من قتل، و ولوا مدبرين الى مصرهم، و سالونى ما كنت دعوتهم اليه قبل اللقاء، فقبلت العافيه، و رفعت السيف، و استعملت عليهم عبدالله بن العباس، و سرت الى الكوفه، و قد بعثت اليك زحر بن قيس فاساله عما بدا لك.والسلام.قال: فلما قرا جرير الكتاب، قام فقال: ايها الناس، هذا كتاب اميرالمومنين على بن ابى طالب (ع)، و هو المامون على الدين و الدنيا، و قد كان من امره و امر عدوه ما نحمد الله عليه، و قد بايعه الناس الاولون من المهاجرين و الانصار و التابعين باحسان، و لو جعل هذا الامر شورى بين المسلمين كان احقهم بها.الا و ان البقاء فى الجماعه، و الفناء فى الفرقه، و ان عليا حاملكم على الحق ما استقمتم، فان ملتم اقام ميلكم.فقال الناس: سمعا و طاعه، رضينا رضينا.فكتب جرير الى على (ع) جواب كتابه بالطاعه.قال نصر: و كان مع على رجل من طيى ء ابن اخت لجرير، فحمل زحر بن قيس شعرا له الى خاله جرير و هو: جرير بن عبدالله لاتردد الهدى و بايع عليا اننى لك ناصح فان عليا خير من وطى ء الحصا سوى احمد، و الموت غاد
و رائح ودع عنك قول الناكثين فانما اولاك- ابا عمرو- كلاب نوابح و بايع اذا بايعته بنصيحه و لايك منها من ضميرك قادح فانك ان تطلب بها الدين تعطه و ان تطلب الدنيا فانك رابح (مجلد 3 صفحه 72( و ان قلت عثمان بن عفان حقه على عظيم و الشكور مناصح فحق على اذ وليك كحقه و شكرك ما اوليت فى الناس صالح و ان قلت لاارضى عليا امامنا فدع عنك بحرا ضل فيه السوابح ابى الله الا انه خير دهره و افضل من ضمت عليه الاباطح قال نصر: ثم ان جريرا قام فى اهل همذان خطيبا، فقال: الحمد لله الذى اختار لنفسه الحمد، و تولاه دون خلقه، لا شريك له فى الحمد، و لا نظير له فى المجد، و لا اله الا الله وحده، الدائم القائم، اله السماء و الارض، و اشهد ان محمدا عبده و رسوله، ارسله بالنور الواضح، و الحق الناطق، داعيا الى الخير، و قائدا الى الهدى، ثم قال: ايها الناس، ان عليا قد كتب اليكم كتابا لايقال بعده الا رجيع من القول، و لكن لابد من رد الكلام.ان الناس بايعوا عليا بالمدينه عن غير محاباه له ببيعتهم، لعلمه بكتاب الله و سنن الحق، و ان طلحه و الزبير نقضا بيعته على غير محاباه حدثت، و البا عليه الناس، ثم لم يرضيا حتى نصبا له الحرب، و
اخرجا ام المومنين، فلقيهما فاعذر فى الدعاء، و احسن فى البقيه، و حمل الناس على ما يعرفون، فهذا عيان ما غاب عنكم، و ان سالتم الزياده زدناكم، و لا قوه الا بالله، ثم قال: اتانا كتاب على فلم ترد الكتاب بارض العجم و لم نعص ما فيه لما اتى و لما نذم و لما نلم و نحن ولاه على ثغرنا نضيم العزيز و نحمى الذمم نساقيهم الموت عند اللقاء بكاس المنايا و نشفى القرم (مجلد 3 صفحه 73( فصلى الاله على احمد رسول المليك تمام النعم رسول المليك و من بعده خليفتنا القائم المدعم عليا عنيت وصى النبى نجالد عنه غواه الامم له الفضل و السبق و المكرمات و بيت النبوه لايهتضم قال نصر: فسر الناس بخطبه جرير و شعره.و قال ابن الازور القسرى فى جرير يمدحه بذلك: لعمر ابيك و الانباء تنمى لقد جلى بخطبته جرير و قال مقاله جدعت رجالا من الحيين خطبهم كبير بدا بك قبل امته على و مخك ان رددت الحق رير اتاك بامره زحر بن قيس و زحر بالتى حدثت خبير فكنت لما اتاك به سميعا و كدت اليه من فرح تطير فانت بما سعدت به ولى و انت لما تعد له نصير و احرزت الثواب و رب حاد حدا بالركب ليس له بعير (بيعه الاشعث لعلى) ق
ال نصر: و كتب على (ع) الى الاشعث- و كان عامل عثمان على اذربيجان- (مجلد 3 صفحه 74( يدعوه الى البيعه و الطاعه، و كتب جرير بن عبدالله البجلى الى الاشعث، يحضه على طاعه اميرالمومنين (ع)، و قبول كتابه: اما بعد، فانى اتتنى بيعه على، فقبلتها و لم اجد الى دفعها سبيلا، لانى نظرت فيما غاب عنى من امر عثمان، فلم اجده يلزمنى، و قد شهد المهاجرون و الانصار، فكان اوفق امرهم فيه الوقوف، فاقبل بيعته، فانك لاتنقلب الى خير منه، و اعلم ان بيعه على خير من مصارع اهل البصره، والسلام.قال نصر: فقبل الاشعث البيعه، و سمع و اطاع، و اقبل جرير سائرا من ثغر همذان حتى ورد على (ع) الكوفه فبايعه، و دخل فيما دخل فيه الناس من طاعته و لزوم امره.(دعوه على معاويه الى البيعه و الطاعه و رد معاويه عليه) قال نصر: فلما اراد على (ع) ان يبعث الى معاويه رسولا، قال له جرير: ابعثنى يا اميرالمومنين اليه، فانه لم يزل لى مستخصا و ودا، آتيه فادعوه، على ان يسلم لك هذا الامر، و يجامعك على الحق، على ان يكون اميرا من امرائك، و عاملا من عمالك، ما عمل بطاعه الله، و اتبع ما فى كتاب الله، و ادعو اهل الشام الى طاعتك و و لايتك، فجلهم قومى و اهل بلادى، و قد رجوت ال
ا يعصونى.فقال له الاشتر: لاتبعثه و لاتصدقه، فو الله انى لاظن هواه هواهم، و نيته نيتهم.فقال له على (ع)، دعه حتى ننظر ما يرجع به الينا.فبعثه على (ع)، و قال له (ع) حين اراد ان يبعثه: ان حولى من اصحاب رسول لله (ص) من اهل الراى و الدين من قد رايت، و قد اخترتك عليهم لقول رسول الله فيك: (مجلد 3 صفحه 75( (انك من خير ذى يمن)، ائت معاويه بكتابى، فان دخل فيما دخل فيه المسلمون، و الا فانبذ اليه و اعلمه انى لا ارضى به اميرا، و ان العامه لاترضى به خليفه.فانطلق جرير حتى اتى الشام، و نزل بمعاويه، فلما دخل عليه حمد الله و اثنى عليه، و قال: اما بعد يا معاويه، فانه قد اجتمع لابن عمك اهل الحرمين، و اهل المصرين، و اهل الحجاز، و اهل اليمن، و اهل مصر، و اهل العروض- و العروض عمان- و اهل البحرين و اليمامه، فلم يبق الا هذه الحصون التى انت فيها، لو سال عليها سيل من اوديته غرقها، و قد اتيتك ادعوك الى ما يرشدك و يهديك الى مبايعه هذا الرجل.و دفع اليه كتاب على (ع)، و فيه: اما بعد، فان بيعتى بالمدينه لزمتك و انت بالشام، لانه بايعنى القوم الذين بايعوا ابابكر و عمر و عثمان، على ما بويعوا عليه، فلم يكن للشاهد ان يختار، و لا للغائب ان ي
رد، و انما الشورى للمهاجرين و الانصار، اذا اجتمعوا على رجل فسموه اماما، كان ذلك لله رضا، فان خرج من امرهم خارج بطعن او رغبه ردوه الى ما خرج منه، فان ابى قاتلوه على اتباع سبيل المومنين، و ولاه الله ما تولى، و يصليه جهنم و ساءت مصيرا.و ان طلحه و الزبير بايعانى ثم نقضا بيعتى، فكان نقضهما كردتهما، فجاهدتهما على ذلك، حتى جاء الحق، و ظهر امر الله و هم كارهون.فادخل فيما دخل فيه المسلمون، فان احب الامور الى فيك العافيه، الا ان تتعرض للبلاء، فان تعرضت له قاتلتك، و استعنت بالله عليك.و قد اكثرت فى قتله عثمان، فادخل فيما دخل فيه الناس، ثم حاكم القوم الى احملك (مجلد 3 صفحه 76( و اياهم على كتاب الله، فاما تلك التى تريدها فخدعه الصبى عن اللبن و لعمرى لئن نظرت بعقلك دون هواك، لتجدنى ابرا قريش من دم عثمان.و اعلم انك من الطلقاء الذين لايحل لهم الخلافه، و لاتعرض فيهم الشورى.و قد ارسلت اليك (و الى من قبلك) جرير بن عبدالله البجلى، و هو من اهل الايمان و الهجره، فبايع، و لا قوه الا بالله.فلما قرا الكتاب، قام جرير فخطب، فقال: الحمد لله المحمود بالعوائد، و المامول منه الزوائد، المرتجى منه الثواب، المستعان على النوائب، احمده