شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و استعينه فى الامور التى تحير دونها الالباب، (و تضمحل عندها الاسباب)، و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، كل شى ء هالك الا وجهه، له الحكم و اليه ترجعون.

و اشهد ان محمدا عبده و رسوله، ارسله بعد فتره من الرسل الماضيه، و القرون الخاليه، (و الابدان الباليه، و الجبله الطاغيه)، فبلغ الرساله، و نصح للامه، و ادى الحق الذى استودعه الله، و امره بادائه الى امته (ص) من رسول و مبتعث و منتجب.

ايها الناس، ان امر عثمان قد اعيا من شهده، فكيف بمن غاب عنه! و ان الناس بايعوا عليا غير واتر و لا موتور، و كان طلحه و الزبير ممن بايعاه ثم نكثا بيعته على غير حدث، الا و ان هذا الدين لايحتمل الفتن، (الا و ان العرب لاتحتمل الفتن)، و قد كانت بالبصره امس روعه ملحمه ان يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس.

(مجلد 3 صفحه 77( و قد بايعت الامه عليا، و لو ملكنا و الله الامور، لم نختر لها غيره (و من خالف هذا استعتب) فادخل يا معاويه فيما دخل فيه الناس.

فان قلت: استعملنى عثمان ثم لم يعزلنى، فان هذا قول لو جاز لم يقم لله دين، و كان لكل امرى ء ما فى يديه، و لكن الله جعل للاخر من الولاه حق الاول، و جعل الامور موطاه ينسخ بعضها بعضا.

ثم قعد.

قال
نصر: فقال معاويه: انظر و تنظر، و استطلع راى اهل الشام.

فمضت ايام، و امر معاويه مناديا ينادى: الصلاه جامعه! فلما اجتمع الناس صعد المنبر، ثم قال: الحمد لله الذى جعل الدعائم للاسلام اركانا، و الشرائع للايمان برهانا، يتوقد قبسه فى الارض المقدسه، جعلها الله محل الانبياء و الصالحين من عباده، فاحلهم ارض الشام، و رضيهم لها، و رضيها لهم، لما سبق فى مكنون علمه من طاعتهم و مناصحتهم خلفاءه، و القوام بامره، و الذابين عن دينه و حرماته، ثم جعلهم لهذه الامه نظاما، و فى سبيل الخيرات اعلاما، يردع الله بهم الناكثين، و يجمع بهم الفه المومنين، و الله نستعين على ما تشعب من امر المسلمين بعد الالتئام، و تباعد بعد القرب.

اللهم انصرنا على اقوام يوقظون نائمنا، و يخيفون آمننا، و يريدون اراقه دمائنا، و اخافه سبلنا.

و قد علم الله انا لانريد لهم عقابا، و لانهتك لهم حجابا، و لانوطئهم زلقا، غير ان الله الحميد كسانا (مجلد 3 صفحه 78( من الكرامه ثوبا لن ننزعه طوعا، ما جاوب الصدى، و سقط الندى، و عرف الهدى، حملهم على ذلك البغى و الحسد، فنستعين الله عليهم.

ايها الناس، قد علمتم انى خليفه اميرالمومنين عمر بن الخطاب و خليفه اميرالمومنين عثمان بن ع
فان عليكم، و انى لم اقم رجلا منكم على خزايه قط، و انى ولى عثمان، و قد قتل مظلوما، و الله تعالى يقول: (و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل انه كان منصورا)، و انا احب ان تعلمونى ذات انفسكم فى قتل عثمان.

فقام اهل الشام باجمعهم، فاجابوا الى الطلب بدم عثمان، و بايعوه على ذلك، و اوثقوا له على ان يبذلوا بين يديه اموالهم و انفسهم، حتى يدركوا بثاره او تلتحق ارواحهم بالله.

قال نصر: فلما امسى معاويه اغتم بما هو فيه، و جنه الليل و عنده اهل بيته، فقال: تطاول ليلى و اعترتنى وساوسى لات اتى بالترهات البسابس اتانى جرير و الحوادث جمه بتلك التى فيها اجتداع المعاطس اكايده و السيف بينى و بينه و لست لاثواب الدنى ء بلابس ان الشام اعطت طاعه يمنيه تواصفها اشياخها فى المجالس فان يفعلوا اصدم عليا بجبهه تفت عليه كل رطب و يابس و انى لارجو خير مانال نائل و ما انا من ملك العراق بايس قلت: الجبهه هاهنا: الخيل، و منه قول النبى (ص) (ليس فى الجبهه صدقه)، اى زكاه.

(مجلد 3 صفحه 79( قال نصر: فاستحثه جرير بالبيعه، فقال: يا جرير، انها ليست بخلسه، و انه امر له ما بعده، فابلعنى ريقى (حتى انظر)، و دعا ثقا
ته، فاشار عليه اخوه بعمرو بن العاص، و قال له: انه من قد عرفت، و قد اعتزل عثمان فى حياته، و هو لامرك اشد اعتزالا الا ان يثمن له دينه.

و قد ذكرنا فيما تقدم خبر استدعائه عمرا، و ما شرط له من ولايه مصر، و استقدامه شرحبيل بن السمط رئيس اليمنيه و شيخها و المقدم عليها، و تدسيس الرجال اليه يغرونه بعلى (ع)، و يشهدون عنده انه قتل عثمان، حتى ملئوا صدره و قلبه حقدا وتره و احنه على على (ع) و اصحابه بما لا حاجه الى اعادته.

قال نصر: فحدثنى محمد بن عبيدالله عن الجرجانى، قال: جاء شرحبيل الى حصين بن نمير، فقال: ابعث الى جرير فلياتنا، فبعث حصين بن نمير الى جرير: ان زرنا فعندنا شرحبيل، فاجتمعا عند حصين، فتكلم شرحبيل، (مجلد 3 صفحه 80( فقال: يا جرير اتيتنا بامر ملفف لتلقينا فى لهوات الاسد، و اردت ان تخلط الشام بالعراق، و اطريت عليا، و هو قاتل عثمان، و الله سائلك عما قلت يوم القيامه.

فاقبل عليه جرير و قال: يا شرحبيل، اما قولك: انى جئت بامر ملفف، فكيف يكون ملففا و قد اجتمع عليه المهاجرون و الانصار، و قوتل على رده طلحه و الزبير! و اما قولك: انى القيك فى لهوات الاسد، ففى لهواتها القيت نفسك.

و اما خلط اهل الشام باهل العراق، فخلطهما
على حق خير من فرقتهما على باطل.

و اما قولك: ان عليا قتل عثمان، فو الله ما فى يديك من ذلك الا القذف بالغيب من مكان بعيد، و لكنك ملت الى الدنيا، و شى ء كان فى نفسك على زمن سعد بن ابى وقاص.

فبلغ ما قالاه الى معاويه، فبعث الى جرير فزجره، قال نصر: و كتب الى شرحبيل كتاب لايعرف كاتبه فيه: شرحبيل يابن السمط: لاتتبع الهوى فما لك فى الدنيا من الدين من بدل و لاتك كالمجرى الى شر غايه فقد خرق السربال و استنوق الجمل و قل لابن حرب: ما لك اليوم خله تروم بها ما رمت و اقطع له الامل شرحبيل: ان الحق قد جد جده فكن فيه مامون الاديم من النغل و ارود و لاتفرط بشى ء نخافه عليك و لاتعجل، فلا خير فى العجل (مجلد 3 صفحه 81( مقال ابن هند فى على عضيهه و لله فى صدر بن ابى طالب اجل و ما من على فى ابن عفان سقطه بقول، و لا ما لا عليه و لا قتل و ما كان الا لازما قعر بيته الى ان اتى عثمان فى داره الاجل فمن قال قولا غير هذا فحسبه من الزور و البهتان بعض الذى احتمل وصى رسول الله من دون اهله و من باسمه فى فضله يضرب المثل قال نصر: فلما قرا شرحبيل الكتاب ذعر و فكر، و قال: هذه نصيحه لى فى دينى، و لا و الله لااع
جل فى هذا الامر بشى ء (و فى نفسى منه حاجه)، و كاد يحول عن نصر معاويه و يتوقف، فلفق له معاويه الرجال يدخلون اليه و يخرجون، و يعظمون عنده قتل عثمان، و يرمون به عليا، و يقيمون الشهاده الباطله، و الكتب المختلقه، حتى اعادوا رايه، و شحذوا عزمه.

(مجلد 3 صفحه 82( قال نصر: و حدثنا عمر بن سعد باسناده قال: بعث معاويه الى شرحبيل بن السمط: انه قد كان من اجابتك الى الحق، و ما وقع فيه اجرك على الله، و قبله عنك صلحاء الناس ما علمت، و ان هذا الامر الذى نحن فيه لايتم الا برضا العامه، فسر فى مدائن الشام، و ناد فيهم بان عليا قتل عثمان، و انه يجب على المسلمين ان يطلبوا بدمه.

فسار شرحبيل، فبدا باهل حمص، فقام فيهم خطيبا- و كان مامونا فى اهل الشام ناسكا متالها، فقال: ايها الناس، ان عليا قتل عثمان، فغضب له قوم من اصحاب رسول الله (ص)، فلقيهم فهزم الجمع، و قتل صلحاءهم و غلب على الارض، فلم يبق الا الشام، و هو واضع سيفه على عاتقه، ثم خائض غمرات الموت، حتى ياتيكم او يحدث الله امرا، و لانجد احدا اقوى على قتاله من معاويه، فجدوا و انهضوا.

فاجابه الناس كلهم الا نساكا من اهل حمص، فانهم قالوا له: بيوتنا قبورنا و مساجدنا، و انت اعلم بما ترى.

قال: و جعل شرحبيل يستنهض مدائن الشام حتى استفرغها، لاياتى على قوم الا قبلوا (مجلد 3 صفحه 83( ما اتاهم به، فبعث اليه النجاشى بن الحارث- و كان له صديقا: شرحبيل ما للدين فارقت ديننا و لكن لبغض المالكى جرير و شحناء دبت بين سعد و بينه فاصبحت كالحادى بغير بعير (و ما انت اذ كانت بجيله عاتبت قريشا فيا لله بعد نصير) اتفصل امرا غبت عنه بشبهه و قد حار فيه عقل كل بصير بقول رجال لم يكونوا ائمه و لا للتى لقوكها بحضور (و ما قول قوم غائبين تقاذفوا من الغيب ما دلاهم بغرور) و تترك ان الناس اعطوا عهودهم عليا على انس به و سرور اذا قيل هاتوا واحدا يقتدى به نظيرا له لم يفصحوا بنظير لعلك ان تشقى الغداه بحربه فليس الذى قد جئته بصغير قال نصر: و حدثنا عمر بن سعد عن نمير بن وعله، عن الشعبى، ان شرحبيل بن السمط بن الاسود بن جبله (الكندى) دخل على معاويه، فقال له: انت عامل اميرالمومنين و ابن عمه، و نحن المومنون، فان كنت رجلا تجاهد عليا و قتله عثمان حتى ندرك ثارنا او تذهب ارواحنا استعملناك علينا، و الا عزلناك و استعملنا غيرك ممن نريد، ثم جاهدنا معه حتى ندرك بدم عثمان او نهلك.

فقال جرير بن عبدالله- و كا
ن حاضرا: مهلا يا شرحبيل، فان الله قد حقن الدماء، و لم الشعث، و جمع امر الامه، و دنا من هذه الامه سكون، فاياك ان تفسد بين الناس، (مجلد 3 صفحه 84( و امسك عن هذا القول قبل ان يشيع و يظهر عنك قول لاتستطيع رده، فقال: لا و الله لا اسره ابدا.

ثم قام فتكلم به فقال الناس: صدق صدق! القول ما قال، و الراى ما راى.

فايس جرير عند ذلك من معاويه و من عوام اهل الشام.

قال نصر: و حدثنى محمد بن عبيدالله، عن الجرجانى، قال: كان معاويه قد اتى جريرا قبل ذلك فى منزله، فقال له: يا جرير، انى قد رايت رايا، قال: هاته، قال: اكتب الى صاحبك يجعل لى الشام و مصر جبايه، فاذا حضرته الوفاه لم يجعل لاحد بعده فى عنقى بيعه، و اسلم له هذا الامر، و اكتب اليه بالخلافه.

فقال جرير: اكتب ما اردت اكتب معك.

فكتب معاويه بذلك الى على فكتب على (ع) الى جرير: اما بعد، فانما اراد معاويه الا يكون لى فى عنقه بيعه، و ان يختار من امره ما احب، و اراد ان يريثك و يبطئك حتى يذوق اهل الشام، و ان المغيره بن شعبه قد كان اشار على ان استعمل معاويه على الشام، و انا حينئذ بالمدينه، فابيت ذلك عليه، و لم يكن الله ليرانى اتخذ المضلين عضدا، فان بايعك الرجل، و الا فاقبل والسلام.

/ 614