شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
للعيون طويل و فيه فناء شامل و خزايه و فيه اجتداع للانوف اصيل مصاب اميرالمومنين و هده تكاد لها صم الجبال تزول فلله عينا من راى مثل هالك اصيب بلا ذنب و ذاك جليل تداعت عليه بالمدينه عصبه فريقان منهم قاتل و خذول دعاهم فصموا عنه عند دعائه و ذاك على ما فى النفوس دليل ندمت على ما كان من تبعى الهوى و قصرى فيه حسره و عويل (مجلد 3 صفحه 93( سابغى اباعمرو بكل مثقف و بيض لها فى الدار عين صليل تركتك للقوم الذين هم هم شجاك فماذا بعد ذاك اقول! فلست مقيما ما حييت ببلده اجر بها ذيلى و انت قتيل فلا نوم حتى تشجر الخيل بالقنا و يشفى من القوم الغواه غليل و نطحنهم طحن الرحا بثفالها و ذاك بما اسدوا اليك قليل فاما التى فيها موده بيننا فليس اليها ما حييت سبيل سالقحها حربا عوانا ملحه و انى بها من عامنا لكفيل قال نصر: و افتخر الحجاج على اهل الشام بما كان من تسليمه على معاويه بامره المومنين.قال نصر: و حدثنا صالح بن صدقه، عن ابن اسحاق، عن خالد الخزاعى و غيره ممن لايتهم، ان عثمان لما قتل و اتى معاويه بكتاب على (ع) بعزله عن الشام، صعد المنبر و نادى فى الناس ان يحضروا، فحضروا، فخطبهم.فحمد الله و اثنى عليه، و صلى على رسوله، ثم قال: يا اهل الشام، قد علمتم انى خليفه اميرالمومنين عمر بن الخطاب و خليفه عثمان، و قد قتل و انا ابن عمه و وليه، و الله تعالى يقول: (و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) و انا احب ان تعلمونى ما فى نفوسكم من قتل خليفتكم.(مجلد 3 صفحه 94( فقام مره بن كعب، و فى المسجد يومئذ اربعمائه رجل من اصحاب النبى (ص) او نحوها، فقال: و الله لقد قمت مقامى هذا، و انى لاعلم ان فيكم من هو اقدم صحبه لرسول الله (ص) منى، و لكنى شهدت رسول الله (ص) نصف النهار فى يوم شديد الحر، و هو يقول: (لتكونن فتنه حاضره) فمر رجل مقنع، فقال رسول الله: و هذا (المقنع) يومئذ على الهدى، فقمت فاخذت بمنكبه، و حسرت عن راسه، فاذا عثمان، فاقبلت بوجهه على رسول الله (ص)، و قلت هذا يا رسول الله؟ فقال: نعم: فاصفق اهل الشام مع معاويه حينئذ، و بايعوه على الطلب بدم عثمان اميرا لايطمع فى الخلافه ثم الامر شورى.و روى ابراهيم بن الحسن بن ديزيل فى "كتاب صفين" عن ابى بكر بن عبدالله الهذلى ان الوليد بن عقبه كتب الى معاويه يستبطئه فى الطلب بدم عثمان، و يحرضه و ينهاه عن قطع الوقت بالمكاتبه: الا ابلغ معاويه بن حرب فانك من ا
خى ثقه مليم قطعت الدهر كالسدم المعنى تهدر فى دمشق و لاتريم (مجلد 3 صفحه 95( فانك و الكتاب الى على كدابغه و قد حلم الاديم لك الويلات اقحمها عليهم فخير الطالبى التره الغشوم قال: فكتب معاويه اليه الجواب بيتا من شعر اوس بن حجر: و مستعجب مما يرى من اناتنا و لو زبنته الحرب لم يترمرم و روى ابن ديزيل قال: لما عزم على (ع) على المسير الى الشام، دعا رجلا، فامره ان يتجهز و يسير الى دمشق، فاذا دخل اناخ راحلته بباب المسجد، و لايلقى من ثياب سفره شيئا، فان الناس اذا راوه عليه آثار الغربه سالوه، فليقل لهم: تركت عليا قد نهد اليكم باهل العراق.فانظر ما يكون من امرهم.ففعل الرجل ذلك، فاجتمع الناس و سالوه، فقال لهم، فكثروا عليه يسالونه فارسل (مجلد 3 صفحه 96( اليه معاويه بالاعور السلمى يساله، فاتاه فساله، فقال له، فاتى معاويه فاخبره، فنادى: الصلاه جامعه، ثم قام فخطب الناس، و قال لهم ان عليا قد نهد اليكم فى اهل العراق، فما ترون؟ فضرب الناس باذقانهم على صدورهم، لايتكلمون، فقام ذو الكلاع الحميرى فقال: عليك ام راى و علينا ام فعال، و هى لغه حمير.فنزل، و نادى فى الناس بالخروج الى معسكرهم، و عاد الى على (ع)، فاخبر
ه فنادى: الصلاه جامعه، ثم قام فخطب الناس، فاخبرهم انه قدم عليه رسول كان بعثه الى الشام، و اخبره ان معاويه قد نهد الى العراق فى اهل الشام، فما الراى؟ قال: فاضطرب اهل المسجد، هذا يقول: الراى كذا، و هذا يقول: الراى كذا، و كثر اللغط و اللجب، فلم يفهم على (ع) من كلامهم شيئا، و لم يدر المصيب من المخطى ء، فنزل عن المنبر، و هو يقول: انا لله و انا اليه راجعون! ذهب بها ابن آكله الاكباد- يعنى معاويه.و روى ابن ديزيل عن عقبه بن مكرم، عن يونس بن بكير، عن الاعمش، قال: كان ابومريم صديقا لعلى (ع)، فسمع بما كان فيه على (ع) من اختلاف اصحابه عليه، فجاءه، فلم يرع عليا (ع) الا و هو قائم على راسه بالعراق، فقال له: ابامريم، ما جاء بك نحوى؟ قال: ما جاء بى غيرك، عهدى بك لو وليت امر الامه كفيتهم، ثم سمعت بما انت فيه من الاختلاف! فقال: يا ابا مريم، انى منيت بشرار خلق الله، اريدهم على الامر الذى هو الراى، فلا يتبعوننى.(مجلد 3 صفحه 97( و روى ابن ديزيل عن عبدالله بن عمر، عن زيد بن الحباب، عن علاء بن جرير العنبرى، عن الحكم بن عمير الثمالى- و كانت امه بنت ابى سفيان بن حرب- قال: قال رسول الله (ص) لاصحابه ذات يوم: كيف بك يا ابابكر اذا ولي
ت؟ قال: لايكون ذلك ابدا، قال: فكيف بك يا عمر اذا وليت؟ فقال: آكل حجرا، لقد لقيت اذن شرا، قال: فكيف بك يا عثمان اذا وليت؟ قال: آكل و اطعم و اقسم و لااظلم، قال: فكيف بك يا على اذا وليت؟ قال: آكل الفوت و احمى الجمره، و اقسم التمره و اخفى الصور- قال: اى العوره- فقال (ص): (اما انكم كلكم سيلى، و سيرى الله اعمالكم)، ثم قال: يا معاويه، كيف بك اذا وليت؟ قال: الله و رسوله اعلم فقال: (انت راس الحطم، و مفتاح الظلم، حصبا و حقبا، تتخذ الحسن قبيحا، و السيئه حسنه، يربو فيها الصغير، و يهرم فيها الكبير، اجلك يسير، و ظلمك عظيم).و روى ابن ديزيل ايضا عن عمر بن عون، عن هشيم عن ابى فلج، عن عمرو بن ميمون، قال: قال عبدالله بن مسعود: كيف انتم اذا لقيتكم فتنه يهرم فيها الكبير، و يوبو فيها الصغير، تجرى بين الناس، و يتخذونها سنه، فاذا غيرت قيل: هذا منكر! و روى ابن ديزيل، قال: حدثنا الحسن بن الربيع البجلى، عن ابى اسحاق الفزارى عن حميد الطويل، عن انس بن مالك، فى قوله تعالى: (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون او نرينك الذى وعدناهم فانا عليهم مقتدرون).قال: اكرم الله تعالى نبيه (ع) ان يريه فى امته ما يكره رفعه اليه، و بقيت النقمه.(مجلد 3 ص
فحه 98( قال ابن ديزيل: و حدثنا عبدالله بن عمر، قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: اخبرنا اسباط، عن السدى، عن ابى المنهال، عن ابى هريره، قال: قال رسول الله (ص): (سالت ربى لامتى ثلاث خلال، فاعطانى اثنتين، و منعنى واحده: سالته الا تكفر امتى صفقه واحده فاعطانيها، و سالته الا يعذبهم بما عذب به الامم قبلهم فاعطانيها، و سالته الا يجعل باسهم بينهم فمنعنيها).قال ابن ديزيل: و حدثنا يحيى بن عبدالله الكرابيسى، قال: حدثنا ابوكريب، قال: حدثنا ابو معاويه، عن عمار بن زريق، عن عمار الدهنى، عن سالم بن ابى الجعد قال: جاء رجل الى عبدالله بن مسعود، فقال: ان الله تعالى قد آمننا ان يظلمنا، و لم يومنا ان يفتننا، ارايت اذا انزلت فتنه، كيف اصنع؟ فقال: عليك كتاب الله تعالى، قال: افرايت ان جاء قوم كلهم يدعو الى كتاب الله تعالى؟ فقال ابن مسعود: سمعت رسول الله (ص) يقول: (اذا اختلف الناس كان ابن سميه مع الحق) يعنى عمارا.و روى ابن ديزيل، قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: حدثنا على بن القاسم، عن سعيد بن طارق، عن عثمان بن القاسم، عن زيد بن ارقم، قال: قال رسول الله (ص): (الا ادلكم على ما ان تساءلتم عليه لم تهلكوا؟ ان وليكم الله، و ان امامكم على بن
ابى طالب، فناصحوه و صدقوه، فان جبريل اخبرنى بذلك).فان قلت: هذا نص صريح فى الامامه، فما الذى تصنع المعتزله بذلك؟ قلت: يجوز ان يريد انه امامهم فى الفتاوى و الاحكام الشرعيه، لا فى الخلافه.و ايضا فانا قد شرحنا من قول شيوخنا البغداديين ما محصله: ان الامامه كانت لعلى (ع) (مجلد 3 صفحه 99( ان رغب فيها و نازع عليها، و ان اقرها فى غيره و سكت عنها تولينا ذلك الغير، و قلنا بصحه خلافته، و اميرالمومنين (ع) لم ينازع الائمه الثلاثه، و لاجرد السيف، و لااستنجد بالناس عليهم، فدل ذلك على اقراره لهم على ما كانوا فيه، فلذلك توليناهم، و قلنا فيهم بالطهاره و الخير و الصلاح، و لو حاربهم و جرد السيف عليهم، و استصرخ العرب على حربهم لقلنا فيهم ما قلناه فيمن عامله هذه المعامله، من التفسيق و التضليل.قال ابن ديزيل: و حدثنا عمرو بن الربيع، قال: حدثنا السرى بن شيبان، عن عبدالكريم، ان عمر بن الخطاب قال لما طعن: يا اصحاب محمد تناصحوا، فانكم ان لم تفعلوا غلبكم عليها عمرو بن العاص و معاويه بن ابى سفيان.قلت: ان محمد بن النعمان المعروف بالمفيد احد الاماميه قال فى بعض كتبه: انما اراد عمر بهذا القول اغراء معاويه و عمرو بن العاص بطلب الخلافه و