شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشرح:

المرتاد: الطالب.

و الضغث من الحشيش: القبضه منه، قال الله تعالى: (و خذ بيدك ضغثا).

يقول (ع): ان المذاهب الباطله و الاراء الفاسده التى يفتتن الناس بها، اصلها اتباع الاهواء، و ابتداع الاحكام التى لم تعرف يخالف فيها الكتاب، و تحمل العصبيه و الهوى على تولى اقوام قالوا بها، على غير وثيقه من الدين.

و مستند وقوع هذه الشبهات امتزاج الحق بالباطل فى النظر الذى هو الطريق الى استعلام المجهولات، فلو ان النظر تخلص مقدماته و ترتب قضاياه من قضايا باطله، لكان الواقع عنه هو العلم المحض، و انقطع عنه السن المخالفين، و كذلك لو كان النظر تخلص مقدماته من قضايا صحيحه، بان كان كله مبنيا على الفساد، لظهر فساده لطلبه الحق، و انما يقع الاشتباه لامتزاج قضاياه الصادقه بالقضايا الكاذبه.

مثال ذلك احتجاج من اجاز الرويه بان البارى ء تعالى ذات موجوده، و كل موجود يصح ان يرى، فاحدى المقدمتين حق، و الاخرى باطل، فالتبس امر النتيجه على كثير من الناس.

و مثال ما يكون المقدمتان جميعا باطلتين، قول قوم من الباطنيه: البارى ء لا موجود و لا معدوم، و كل ما لايكون موجودا و لا معدوما يصح ان يكون حيا قادرا، فالبارى ء تعالى يصح ان يكون حي
ا قادرا، فهاتان المقدمتان جميعا باطلتان.

لاجرم ان هذه المقاله مرغوب عنها عند العقلاء! و مثال ما تكون مقدماته حقا كلها: العالم متغير، و كل متغير ممكن، فالعالم ممكن، فهذا مما لا خلاف فيه بين العقلاء.

فان قيل: فما معنى قوله (ع): (فهنالك يستولى الشيطان على اوليائه، و ينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى)، اليس هذا اشعارا بقول المجبره و تلويحا به؟.

قيل: لااشعار فى ذلك بالجبر، و مراده (ع) انه اذا امتزج فى النظر الحق بالباطل، و تركبت المقدمات من قضايا صحيحه و فاسده، تمكن الشيطان من الاضلال و الاغواء، و وسوس الى المكلف، و خيل له النتيجه الباطله، و اماله اليها، و زينها عنده، بخلاف ما اذا كانت المقدمات حقا كلها، فانه لايقدر الشيطان على ان يخيل له ما يخالف العقل الصريح، و لايكون له مجال فى تزيين الباطل عنده، الا ترى ان الاوليات لا سبيل للانسان الى جحدها و انكارها، لا بتخييل الشيطان و لا بغير ذلك! و معنى قوله: (على اوليائه)، اى على من عنده استعداد للجهل، و تمرن على اتباع الهوى، و زهد فى تحقيق الامور العقليه على وجهها، تقليدا للاسلاف، و محبه لاتباع المذهب المالوف، فذاك هو الذى يستولى عليه الشيطان و يضله، و ينجو الذين سبقت
لهم من الله الحسنى، و هم الذين يتبعون محض العقل، و لايركنون الى التقليد، و يسلكون مسلك التحقيق، و ينظرون النظر الدقيق، يجتهدون فى البحث عن مقدمات انظارهم، و ليس فى هذا الكلام تصريح بالجبر، و لا اشعار به على وجه من الوجوه، و هذا واضح.

و حمل الراوندى قوله (ع): (فلو ان الباطل خلص) الى آخره، على ان المراد به نفى القياس فى الشرع، قال: لان القائسين يحملون المسكوت عنه على المنطوق، فيمتزج المجهول بالمعلوم، فيلتبس و يظن لامتزاج بعضه ببعض حقا، و هذا غير مستقيم، لان لفظ الخطبه ان الحق يمتزج بالباطل، و اصحاب القياس لايسلمون ان استخراج العله من الحكم المعلوم باطل، بل يقولون انه حق، و ان الدليل الدال على ورود العباره بالقياس، قد امنهم من كونه باطلا.

و اعلم ان هذا الكلام الذى قاله (ع) حق اذا تاملته، و ان لم تفسره على ما قدمناه من التفسير، فان الذين ضلوا من مقلده اليهود و النصارى و ارباب المقالات الفاسده من اهل المله الاسلاميه و غيرها، انما ضل اكثرهم بتقليد الاسلاف، و من يحسن الظن فيه من الروساء و ارباب المذاهب، و انما قلدهم الاتباع، لما شاهدوا من اصلاح ظواهرهم، و رفضهم الدنيا و زهدهم فيها، و اقبالهم على العباده، و تمسكهم با
لدين، و امرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر، و شدتهم فى ذات الله، و جهادهم فى سبيله، و قوتهم فى مذاهبهم، و صلابتهم فى عقائدهم، فاعتقد الاتباع و الخلف و القرون التى جاءت بعدهم ان هولاء يجب اتباعهم، و تحرم مخالفتهم، و ان الحق معهم، و ان مخالفهم مبتدع ضال، فقلدوهم فى جميع ما نقل اليهم عنهم، و وقع الضلال و الغلط بذلك، لان الباطل استتر و انغمر بما مازجه من الحق الغالب الظاهر المشاهد عيانا، او الحكم الظاهر، و لو لاه لما تروج الباطل، و لاكان له قبول اصلا.

/ 614