شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ان اميرالمومنين معاويه امرنى ان
انزل فى قومه من مضر، فقال:اتبع ما امرك به.و انصرف من عنده، و اقبل الناس الى ابن الحضرمى، و كثر تبعه، ففزع لذلك زياد و هاله و هو فى دار الاماره، فبعث الى الحضين بن المنذر و مالك بن مسمع، فدعاهما، فحمد الله و اثنى عليه، ثم قال:اما بعد فانكم انصار اميرالمومنين و شيعته و ثقته، و قد جاءكم هذا الرجل بما قد بلغكم، فاجيرونى حتى ياتينى امر اميرالمومنين و رايه.فاما مالك بن مسمع، فقال:هذا امر فيه نظر، ارجع الى من ورائى، و انظر و استشير فى ذلك.و اما الحضين بن المنذر فقال، نعم، نحن فاعلون، و لن نخذلك و لن نسلمك.فلم ير زياد من القوم ما يطمئن اليه، فبعث الى صبره بن شيمان الازدى، فقال:يابن شيمان، انت سيد قومك، و احد عظماء هذا المصر، فان يكن فيه احد هو اعظم اهله فانت ذاك، افلا تجيرنى و تمنعنى، و تمنع بيت مال المسلمين! فانما انا امين عليه.فقال:بلى، ان تحملت حتى تنزل فى دارى منعتك، فقال:انى فاعل.فارتحل ليلا حتى نزل دار صبره بن شيمان، و كتب الى عبدالله بن عباس- و لم يكن معاويه ادعى زيادا بعد، لانه انما ادعاه بعد وفاه على (ع):للامير عبدالله بن عباس من زياد بن عبيد.سلام عليك، اما بعد فان عبدالله بن عامر بن الحضرمى ا
قبل من قبل معاويه حتى نزل فى بنى تميم، و نعى ابن عفان، و دعا الى حرب، فبايعه جل اهل البصره، فلما رايت ذلك استجرت بالازد، بصبره بن شيمان و قومه لنفسى و لبيت مال المسلمين، و رحلت من قصر الاماره فنزلت فيهم، و ان الازد معى، و شيعه اميرالمومنين من فرسان القبائل تختلف الى و شيعه عثمان تختلف الى ابن الحضرمى، و القصر خال منا و منهم، فارفع ذلك الى اميرالمومنين، ليرى فيه رايه، و اعجل الى بالذى ترى ان يكون منه فيه.و السلام عليك و رحمه الله و بركاته.قال:فرفع ذلك ابن عباس الى على (ع)، و شاع فى الناس بالكوفه ما كان من ذلك، و كانت بنو تميم و قيس، و من يرى راى عثمان قد امروا ابن الحضرمى ان يسير الى قصر الاماره حين خلاه زياد، فلما تهيا لذلك و دعا اصحابه، ركبت الازد، و بعثت اليه و اليهم:انا و الله لاندعكم تاتون القصر فتنزلون فيه من لانرضى، و من نحن له كارهون، حتى ياتى رجل لنا و لكم رضا، فابى اصحاب ابن الحضرمى الا ان يسيروا الى القصر، و ابت الازد الا ان يمنعوهم.فركب الاحنف، فقال لاصحاب ابن الحضرمى:انكم و الله ما انتم احق بقصر الاماره من القوم، و ما لكم ان تومروا عليهم من يكرهونه، فانصرفوا عنهم:ففعلوا، ثم جاء الى الازد،
فقال:انه لم يكن ما تكرهون، و لايوتى الا ما تحبون، فانصرفوا رحمكم الله، ففعلوا.قال ابراهيم:و حدثنا محمد بن عبدالله بن ابى سيف، عن الكلبى، ان ابن الحضرمى لما اتى البصره، و دخلها نزل فى بنى تميم فى دار سنبيل، و دعا بنى تميم و اخلاط مضر، فقال زياد لابى الاسود الدولى:اما ترى ما صغى اهل البصره الى معاويه، و ما فى الازد لى مطمع، فقال:ان كنت تركتهم لم ينصروك، و ان اصبحت فيهم منعوك.فخرج زياد من ليلته، فاتى صبره بن شيمان الحدانى الازدى، فاجاره، و قال له حين اصبح:يا زياد، انه ليس حسنا بنا ان تقيم فينا مختفيا اكثر من يومك هذا، فاعد له منبرا و سريرا فى مسجد الحدان، و جعل له شرطا، و صلى بهم الجمعه فى مسجد الحدان.و غلب ابن الحضرمى على ما يليه من البصره و جباها، و اجمعت الازد على زياد، فصعد المنبر فحمد الله و اثنى عليه، ثم قال:يا معشر الازد، انكم كنتم اعدائى فاصبحتم اوليائى، و اولى الناس بى.و انى لو كنت فى بنى تميم و ابن الحضرمى فيكم لم اطمع فيه ابدا و انتم دونه، فلا يطمع ابن الحضرمى فى و انتم دونى، و ليس ابن آكله الاكباد فى بقيه الاحزاب و اولياء الشيطان بادنى الى الغلبه من اميرالمومنين فى المهاجرين و الانصار، و قد
اصبحت فيكم مضمونا، و امانه مواده، و قد راينا وقعتكم يوم الجمل، فاصبروا مع الحق صبركم مع الباطل، فانكم لاتحمدون الا على النجده، و لاتعذرون على الجبن.فقام شيمان ابو صبره- و لم يكن شهد يوم الجمل، و كان غائبا- فقال:يا معشر الازد، ما ابقت عواقب الجمل عليكم الا سوء الذكر، و قد كنتم امس على على (ع)، فكونوا اليوم له، و اعلموا ان اسلامكم له ذل، و خذلانكم اياه عار، و انتم حتى مضماركم الصبر، و عاقبتكم الوفاء، فان سار القوم بصاحبهم فسيروا بصاحبكم، و ان استمدوا معاويه، فاستمدوا عليا (ع)، و ان وادعوكم فوادعوهم.ثم قام صبره ابنه، فقال:يا معشر الازد، انا قلنا يوم الجمل:نمنع مصرنا، و نطيع امنا، نطلب دم خليفتنا المظلوم، فجددنا فى القتال، و اقمنا بعد انهزام الناس، حتى قتل منا من لا خير فينا بعده، و هذا زياد جاركم اليوم، و الجار مضمون، و لسنا نخاف من على ما نخاف من معاويه، فهبوا لنا انفسكم، و امنعوا جاركم او فابلغوه مامنه.فقالت الازد: