شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
انما نحن لكم تبع فاجيروه.فضحك زياد، و قال:يا صبره، اتخشون الا تقوموا لبنى تميم! فقال صبره:ان جاءونا بالاحنف جئناهم بابى صبره، و ان جاءونا بالحباب جئت انا، و ان كان فيهم شباب كثير.فقال زيا
د:انما كنت مازحا.فلما رات بنو تميم ان الازد قد قامت دون زياد بعثت اليهم:اخرجوا صاحبكم و نحن نخرج صاحبنا، فاى الاميرين غلب- على او معاويه- دخلنا فى طاعته، و لانهلك عامتنا.فبعث اليهم ابوصبره:انما كان هذا يرجى عندنا قبل ان نجيره، و لعمرى ما قتل زياد و اخراجه الا سواء، و انكم لتعلمون انا لم نجره الا كرما، فالهوا عن هذا.قال:و روى ابوالكنود ان شبث بن ربعى قال لعلى (ع):يا اميرالمومنين، ابعث الى هذا الحى من تميم، فادعهم الى طاعتك، و لزوم بيعتك، و لاتسلط عليهم ازد عمان البعداء البغضاء، فان واحدا من قومك خير لك من عشره من غيرهم.فقال له مخنف بن سليم الازدى:ان البعيد البغيض، من عصى الله و خالف اميرالمومنين، و هم قومك، و ان الحبيب القريب من اطاع الله و نصر اميرالمومنين، و هم قومى، و احدهم خير لامير المومنين من عشره من قومك.فقال اميرالمومنين (ع):مه! تناهوا ايها الناس، و ليردعكم الاسلام و وقاره عن التباغى و التهاذى، و لتجتمع كلمتكم، و الزموا دين الله الذى لايقبل من احد غيره، و كلمه الاخلاص التى هى قوام الدين، و حجه الله على الكافرين، و اذكروا اذ كنتم قليلا مشركين متباغضين متفرقين، فالف بينكم بالاسلام فكثرتم، و
اجتمعتم و تحاببتم.فلا تفرقوا بعد اذ اجتمعتم، و لاتتباغضوا بعد اذ تحاببتم، و اذا رايتم الناس بينهم النائره و قد تداعوا الى العشائر و القبائل، فاقصدوا لهامهم و وجوههم بالسيف حتى يفزعوا الى الله، و الى كتابه و سنه نبيه، فاما تلك الحميه من خطرات الشياطين فانتهوا عنها، لا ابا لكم تفلحوا و تنجحوا! ثم انه (ع) دعا اعين بن ضبيعه المجاشعى، و قال:يا اعين، الم يبلغك ان قومك وثبوا على عاملى مع ابن الحضرمى بالبصره، يدعون الى فراقى و شقاقى و يساعدون الضلال القاسطين على! فقال:لاتسا يا اميرالمومنين، و لايكن ما تكره.ابعثنى اليهم، فانا لك زعيم بطاعتهم و تفريق جماعتهم، و نفى ابن الحضرمى من البصره او قتله.قال:فاخرج الساعه.فخرج من عنده و مضى حتى قدم البصره.هذه روايه ابن هلال صاحب كتاب الغارات.و روى الواقدى ان عليا (ع)، استنفر بنى تميم اياما لينهض منهم الى البصره من يكفيه امر ابن الحضرمى، و يرد عاديه بنى تميم الذين اجاروه بها، فلم يجبه احد، فخطبهم، و قال:اليس من العجب ان ينصرنى الازد، و تخذلنى مضر! و اعجب من ذلك تقاعد تميم الكوفه بى، و خلاف تميم البصره على، و ان استنجد بطائفه منها، تشخص الى اخوانها فتدعوهم الى الرشاد، فا
ن اجابت و الا فالمنابذه و الحرب.فكانى اخاطب صما بكما لايفقهون حوارا، و لايجيبون نداء، كل هذا جبنا عن الباس، و حبا للحياه، لقد كنا مع رسول الله (ص) نقتل آباءنا و ابناءنا.......الفصل الى آخره.قال:فقام اليه اعين بن ضبيعه المجاشعى، فقال:انا- ان شاءالله- اكفيك يا اميرالمومنين هذا الخطب، و اتكفل لك بقتل ابن الحضرمى، او اخراجه عن البصره.فامره بالتهيو للشخوص، فشخص حتى قدم البصره.قال ابراهيم بن هلال:فلما قدمها دخل على زياد و هو بالازد مقيم، فرحب به و اجلسه الى جانبه، فاخبره بما قال له على (ع)، و ما رد عليه، و ما الذى عليه رايه، فانه اذ يكلمه جاءه كتاب من على (ع) فيه:من عبدالله على اميرالمومنين الى زياد بن عبيد:سلام عليك، اما بعد، فانى قد بعثت اعين بن ضبيعه، ليفرق قومه عن ابن الحضرمى، فارقب ما يكون منه، فان فعل و بلغ من ذلك ما يظن به، و كان فى ذلك تفريق تلك الاوباش فهو ما نحب، و ان ترامت الامور بالقوم الى الشقاق و العصيان، فانبذ بمن اطاعك الى من عصاك، فجاهدهم، فان ظهرت فهو ما ظننت، و الا فطاولهم و ماطلهم، فكان كتائب المسلمين قد اطلت عليك، فقتل الله المفسدين الظالمين، و نصر المومنين المحقين، والسلام.فلما قرا
ه زياد اقراه اعين بن ضبيعه، فقال له:انى لارجو ان يكفى هذا الامر ان شاءالله.ثم خرج من عنده، فاتى رحله، فجمع اليه رجالا من قومه، فحمد الله و اثنى عليه ثم قال:يا قوم، على ماذا تقتلون انفسكم، و تهريقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الاشرار! و انى و الله ما جئتكم حتى عبيت اليكم الجنود، فان تنيبوا الى الحق يقبل منكم، و يكف عنكم، و ان ابيتم فهو و الله استئصالكم و بواركم.فقالوا:بل نسمع و نطيع.فقال:انهضوا الان على بركه الله عز و جل.فنهض بهم الى جماعه ابن الحضرمى، فخرجوا اليه مع ابن الحضرمى فصافوه و واقفهم عامه يومه يناشدهم الله، و يقول:يا قوم لاتنكثوا بيعتكم، و لاتخالفوا امامكم، و لاتجعلوا على انفسكم سبيلا، فقد رايتم و جربتم كيف صنع الله بكم عند نكثكم بيعتكم و خلافكم.فكفوا عنه، و لم يكن بينه و بينهم قتال، و هم فى ذلك يشتمونه و ينالون منه، فانصرف عنهم و هو منهم منتصف.فلما اوى الى رحله تبعه عشره نفر يظن الناس انهم خوارج، فضربوه باسيافهم و هو على فراشه، و لايظن ان الذى كان يكون، فخرج يشتد عريانا، فلحقوه فى الطريق فقتلوه، فاراد زياد ان يناهض ابن الحضرمى حين قتل اعين بجماعه من معه من الازد و غيرهم من شيعه على (ع)
، فارسل بنو تميم الى الازد:و الله ما عرضنا لجاركم اذ اجرتموه، و لا لمال هو له، و لا لاحد ليس على راينا، فما تريدون الى حربنا و الى جارنا! فكان الازد عند ذلك كرهت قتالهم.فكتب زياد الى على (ع):اما بعد يا اميرالمومنين، فان اعين بن ضبيعه قدم علينا من قبلك بجد و مناصحه و صدق و يقين، فجمع اليه من اطاعه من عشيرته، فحثهم على الطاعه و الجماعه، و حذرهم الخلاف و الفرقه، ثم نهض بمن اقبل معه الى من ادبر عنه، فواقفهم عامه النهار، فهال اهل الخلاف تقدمه، و تصدع عن ابن الحضرمى كثير ممن كان يريد نصرته، فكان كذلك حتى امسى، فاتى فى رحله فبيته نفر من هذه الخارجه المارقه، فاصيب رحمه الله تعالى، فاردت ان اناهض ابن الحضرمى عند ذلك، فحدث امر، قد امرت صاحب كتابى هذا ان يذكره لامير المومنين، و قد رايت ان راى اميرالمومنين ما رايت، ان يبعث اليهم جاريه بن قدامه، فانه نافذ البصيره، و مطاع فى العشيره، شديد على عدو اميرالمومنين، فان يقدم يفرق بينهم باذن الله.والسلام على اميرالمومنين و رحمه الله و بركاته.فلما جاء الكتاب، دعا جاريه بن قدامه، فقال له: