شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ما سب اميرالمومنين عبدالملك فى ناد لنا قط، قال:منقبه و الله، قال:و شهد منا صفين مع اميرالمومنين معاويه سبعون رجلا، ما شهد منا مع ابى تراب الا رجل واحد، و كان و الله ما علمته امرا سوء، قال:منقبه و الله، قال:و منا نسوه نذرن:ان قتل الحسين بن على ان تنحر كل واحده عشر قلائص، ففعلن، قال:منقبه و الله، قال:و ما منا رجل عرض عليه شتم ابى تراب و لعنه الا فعل و زاد ابنيه حسنا و حسينا و امهما فاطمه، قال:منقبه و الله، قال:و ما احد من العرب له من الصباحه و الملاحه مالنا، فضحك الحجاج، و قال:اما هذه يا اباهانى ء فدعها.و كان عبدالله دميما شديد الادمه مجدورا، فى راسه عجر، مائل الشدق، احول، قبيح الوجه، شديد الحول.و كان عبدالله بن الزبير يبغض عليا (ع)، و ينتقصه و ينال من عرضه.و روى عمر بن شبه و ابن الكلبى و الواقدى و غيرهم من رواه السير، ان
ه مكث ايام ادعائه الخلافه اربعين جمعه لايصلى فيها على النبى (ص)، و قال:لايمنعنى من ذكره الا ان تشمخ رجال بانافها.و فى روايه محمد بن حبيب و ابى عبيده معمر بن المثنى:ان له اهيل سوء ينغضون رءوسهم عند ذكره.و روى سعيد بن جبير ان عبدالله بن الزبير قال لعبدالله بن عباس:ما حديث اسمعه عنك؟ قال:و ما هو؟ قال:تانيبى و ذمى! فقال:انى سمعت رسول الله (ص) يقول:(بئس المرء المسلم يشبع و يجوع جاره)، فقال ابن الزبير:انى لاكتم بغضكم اهل هذا البيت منذ اربعين سنه.و ذكر تمام الحديث.و روى عمر بن شبه ايضا عن سعيد بن جبير، قال:خطب عبدالله بن الزبير، فنال من على (ع)، فبلغ ذلك محمد بن الحنفيه، فجاء اليه و هو يخطب، فوضع له كرسى، فقطع عليه خطبته، و قال:يا معشر العرب، شاهت الوجوه! اينتقص على و انتم حضور! ان عليا كان يدالله على اعداء الله، و صاعقه من امره ارسله على الكافرين و الجاحدين لحقه، فقتلهم بكفرهم فشنئوه و ابغضوه، و اضمروا له الشنف و الحسد، و ابن عمه (ص) حى بعد لم يمت، فلما نقله الله الى جواره، و احب له ما عنده، اظهرت له رجال احقادها، و شفت اضغانها، فمنهم من ابتز حقه، و منهم من ائتمر به ليقتله، و منهم من شتمه و قذفه بالاب
اطيل، فان يكن لذريته و ناصرى دعوته دوله تنشر عظامهم، و تحفر على اجسادهم، و الابدان منهم يومئذ باليه، بعد ان تقتل الاحياء منهم، و تذل رقابهم، فيكون الله عز اسمه قد عذبهم بايدينا و اخزاهم، و نصرنا عليهم، و شفا صدورنا منهم، انه و الله ما يشتم عليا الا كافر يسر شتم رسول الله (ص) و يخاف ان يبوح به، فيكنى بشتم على (ع) عنه.اما انه قد تخطت المنيه منكم من امتد عمره، و سمع قول رسول الله (ص) فيه:(لايحبك الا مومن و لايبغضك الا منافق، و سيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون)، فعاد ابن الزبير الى خطبته، و قال:عذرت بنى الفواطم يتكلمون، فما بال ابن ام حنيفه! فقال محمد:يابن ام رومان، و ما لى لااتكلم! و هل فاتنى من الفواطم الا واحده! و لم يفتنى فخرها، لانها ام اخوى.انا ابن فاطمه بنت عمران بن عائذ بن مخزوم، جده رسول الله (ص)، و انا ابن فاطمه بنت اسد بن هاشم، كافله رسول الله (ص)، و القائمه مقام امه، اما و الله لولا خديجه بنت خويلد ما تركت فى بنى اسد بن عبدالعزى عظما الا هشمته! ثم قام فانصرف.(فصل فى ذكر الاحاديث الموضوعه فى ذم على) و ذكر شيخنا ابوجعفر الاسكافى رحمه الله تعالى- و كان من المتحققين بموالاه على (ع)، و المبالغ
ين فى تفضيله، و ان كان القول بالتفضيل عاما شائعا فى البغداديين من اصحابنا كافه، الا ان اباجعفر اشدهم فى ذلك قولا، و اخلصهم فيه اعتقادا- ان معاويه وضع قوما من الصحابه و قوما من التابعين على روايه اخبار قبيحه فى على (ع)، تقتضى الطعن فيه و البراءه منه، و جعل لهم على ذلك جعلا يرغب فى مثله، فاختلقوا ما ارضاه، منهم ابوهريره و عمرو بن العاص و المغيره بن شعبه، و من التابعين عروه بن الزبير.روى الزهرى ان عروه بن الزبير حدثه، قال:حدثتنى عائشه، قالت:كنت عند رسول الله اذ اقبل العباس و على، فقال:يا عائشه، ان هذين يموتان على غير ملتى او قال دينى.و روى عبدالرزاق عن معمر، قال:كان عند الزهرى حديثان عن عروه عن عائشه فى على (ع)، فسالته عنهما يوما، فقال:ما تصنع بهما و بحديثهما! الله اعلم بهما، انى لاتهمهما فى بنى هاشم.قال:فاما الحديث الاول، فقد ذكرناه، و اما الحديث الثانى فهو ان عروه زعم ان عائشه حدثته، قالت:كنت عند النبى (ص) اذ اقبل العباس و على، فقال:(يا عائشه، ان سرك ان تنظرى الى رجلين من اهل النار فانظرى الى هذين قد طلعا)، فنظرت، فاذا العباس و على بن ابى طالب.و اما عمرو بن العاص، فروى عنه الحديث الذى اخرجه البخار
ى و مسلم فى صحيحيهما مسندا متصلا بعمرو بن العاص، قال:سمعت رسول الله (ص) يقول:(ان آل ابى طالب ليسوا لى باولياء انما وليى الله و صالح المومنين).و اما ابوهريره، فروى عنه الحديث الذى معناه ان عليا (ع) خطب ابنه ابى جهل فى حياه رسول الله (ص)، فاسخطه، فخطب على المنبر، و قال:لاها الله! لاتجتمع ابنه ولى الله و ابنه عدو الله ابى جهل! ان فاطمه بضعه منى يوذينى ما يوذيها، فان كان على يريد ابنه ابى جهل فليفارق ابنتى، و ليفعل ما يريد)، او كلاما هذا معناه، و الحديث مشهور من روايه الكرابيسى.قلت:هذا الحديث ايضا مخرج فى صحيحى مسلم و البخارى عن المسور بن مخرمه الزهرى، و قد ذكره المرتضى فى كتابه (المسمى تنزيه الانبياء و الائمه)، و ذكر انه روايه حسين الكرابيسى، و انه مشهور بالانحراف عن اهل البيت (ع)، و عداوتهم و المناصبه لهم، فلا تقبل روايته.و لشياع هذا الخبر و انتشاره ذكره مروان بن ابى حفصه فى قصيده يمدح بها الرشيد، و يذكر فيها ولد فاطمه (ع) و ينحى عليهم، و يذمهم، و قد بالغ حين ذم عليا (ع) و نال منه، و اولها:سلام على جمل و هيهات من جمل و يا حبذا جمل و ان صرمت حبلى.يقول فيها:على ابوكم كان افضل منكم اباه ذوو الشور
ى و كانوا ذوى الفضل و ساء رسول الله اذ ساء بنته بخطبته بنت اللعين ابى جهل فذم رسول الله صهر ابيكم على منبر بالمنطق الصادع الفضل و حكم فيها حاكمين ابوكم هما خلعاه خلع ذى النعل للنعل و قد باعها من بعده الحسن ابنه فقد ابطلت دعواكم الرثه الحبل و خليتموها و هى فى غير هالها و طالبتموها حين صارت الى اهل و قد روى هذا الخبر على وجوه مختلفه، و فيه زيادات متفاوته، فمن الناس من يروى فيه:(مهما ذممنا من صهر فانا لم نذم صهر ابى العاص بن الربيع)، و من الناس من يروى فيه (الا ان بنى المغيره ارسلوا الى على ليزوجوه كريمتهم... ) و غير ذلك.و عندى ان هذا الخبر لو صح لم يكن على اميرالمومنين فيه غضاضه و لاقدح، لان الامه مجمعه على انه لو نكح ابنه ابى جهل، مضافا الى نكاح فاطمه (ع) لجاز، لانه داخل تحت عموم الايه المبيحه للنساء الاربع، فابنه ابى جهل المشار اليها كانت مسلمه، لان هذه القصه كانت بعد فتح مكه، و اسلام اهلها طوعا و كرها، و رواه الخبر موافقون على ذلك، فلم يبق الا انه ان كان هذا الخبر صحيحا فان رسول الله (ص) لما راى فاطمه (ع) قد غارت، و ادركها ما يدرك النساء، عاتب عليا (ع) عتاب الاهل، و كما يستثبت الوالد
راى الولد، و يستعطفه الى رضا اهله و صلح زوجته.و لعل الواقع كان بعض هذا الكلام فحرف و زيد فيه.و لو تاملت احوال النبى (ص) مع زوجاته، و ما كان يجرى بينه و بينهن من الغضب تاره، و الصلح اخرى، و السخط تاره و الرضا اخرى، حتى بلغ الامر الى الطلاق مره، و الى الايلاء مره، و الى الهجر و القطيعه مره، و تدبرت ما ورد فى الروايات الصحيحه مما كن يلقينه (ع) به، و يسمعنه اياه، لعلمت ان الذى عاب الحسده و الشائنون عليا (ع) به بالنسبه الى تلك الاحوال قطره من البحر المحيط، و لو لم يكن الا قصه ماريه و ما جرى بين رسول الله (ص) و بين تينك الامراتين من الاحوال و الاقوال، حتى انزل فيهما قرآن يتلى فى المحاريب، و يكتب فى المصاحف، و قيل لهما ما لايقال للاسكندر ملك الدنيا لو كان حيا، منابذا لرسول الله (ص):(و ان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه و جبريل و صالح المومنين و الملائكه بعد ذلك ظهير)، ثم اردف بعد ذلك بالوعيد و التخويف:(عسى ربه ان طلقكن... ) الايات بتمامها.ثم صرب لهما مثلا امراه نوح و امراه لوط اللتين خانتا بعليهما، فلم يغنيا عنهما من الله شيئا، و تمام الايه معلوم.فهل ما روى فى الخبر من تعصب فاطمه على على (ع) و غيرتها من تعريض ب
نى المغيره له بنكاح عقيلتهم، اذا قويس الى هذه الاحوال و غيرها مما كان يجرى الا كنسبه التافيف الى حرب البسوس! و لكن صاحب الهوى و العصبيه لا علاج له.ثم نعود الى حكايه كلام شيخنا ابى جعفر الاسكافى رحمه الله تعالى.قال ابوجعفر:و روى الاعمش، قال:لما قدم ابوهريره العراق مع معاويه عام الجماعه، جاء الى مسجد الكوفه، فلما راى كثره من استقبله من الناس جثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مرارا، و قال:يا اهل العراق، اتزعمون انى اكذب على الله و على رسوله، و احرق نفسى بالنار! و الله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول:(ان لكل نبى حرما، و ان حرمى بالمدينه، ما بين عير الى ثور، فمن احدث فيها حدثا فعليه لعنه الله و الملائكه و الناس اجمعين)، و اشهد بالله ان عليا احدث فيها:فلما بلغ معاويه قوله اجازه و اكرمه و ولاه اماره المدينه.قلت:اما قوله:(ما بين عير الى ثور)، فالظاهر انه غلط من الراوى، لان ثورا بمكه و هو جبل يقال له:ثور اطحل، و فيه الغار الذى دخله النبى (ص) و ابوبكر، و انما قيل:(اطحل) لان اطحل بن عبدمناف بن اد بن طابخه بن الياس بن مضر بن نزار بن عدنان كان يسكنه.و قيل:اسم الجبل اطحل، فاضيف (ثور) اليه، و هو ثور بن عبد مناف، و الصو
اب:(ما بين عير الى احد).فاما قول ابى هريره:(ان عليا (ع) احدث فى المدينه)، فحاش لله! كان على (ع) اتقى لله من ذلك، و الله لقد نصر عثمان نصرا لو كان المحصور جعفر بن ابى طالب لم يبذل له الا مثله.قال ابوجعفر:و ابوهريره مدخول عند شيوخنا غير مرضى الروايه، ضربه عمر بالدره، و قال:قد اكثرت من الروايه و احر بك ان تكون كاذبا على رسول الله (ص)! و روى سفيان الثورى عن منصور، عن ابراهيم التيمى، قال:كانوا لاياخذون عن ابى هريره الا ما كان من ذكر جنه او نار.و روى ابواسامه عن الاعمش، قال:كان ابراهيم صحيح الحديث، فكنت اذا سمعت الحديث اتيته فعرضته عليه، فاتيته يوما باحاديث من حديث ابى صالح عن ابى هريره، فقال:دعنى من ابى هريره، انهم كانوا يتركون كثيرا من حديثه.و قد روى عن على (ع) انه قال:الا ان اكذب الناس- او قال:اكذب الاحياء- على رسول الله (ص) ابوهريره الدوسى.و روى ابويوسف، قال:قلت لابى حنيفه:الخبر يجى ء عن رسول الله (ص)، يخالف قياسنا ما تصنع به؟ قال:اذا جاءت به الرواه الثقات عملنا به و تركنا الراى، فقلت:ما تقول فى روايه ابى بكر و عمر؟ فقال:ناهيك بهما! فقلت:على و عثمان، قال:كذلك، فلما رآنى اعد الصحابه قال:و
الصحابه كلهم عدول ما عدا رجالا، ثم عد منهم اباهريره و انس بن مالك.و روى سفيان الثورى، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبدالغفار، ان اباهريره لما قدم الكوفه مع معاويه، كان يجلس بالعشيات بباب كنده، و يجلس الناس اليه، فجاء شاب من الكوفه، فجلس اليه، فقال:يا اباهريره، انشدك الله، اسمعت رسول الله (ص) يقول لعلى بن ابى طالب:(اللهم وال من والاه و عاد من عاداه)! فقال اللهم نعم، قال فاشهد بالله، لقد واليت عدوه، و عاديت وليه! ثم قام عنه.و روت الرواه ان اباهريره كان يواكل الصبيان فى الطريق، و يلعب معهم، و كان يخطب و هو امير المدينه، فيقول:الحمد لله الذى جعل الدين قياما، و اباهريره اماما، يضحك الناس بذلك.و كان يمشى و هو امير المدينه فى السوق، فاذا انتهى الى رجل يمشى امامه، ضرب برجليه الارض، و يقول:الطريق الطريق! قد جاء الامير! يعنى نفسه.قلت قد ذكر ابن قتيبه هذا كله فى كتاب (المعارف) فى ترجمه ابى هريره، و قوله فيه حجه لانه غير متهم عليه.قال ابوجعفر:و كان المغيره بن شعبه يلعن عليا (ع) لعنا صريحا على منبر الكوفه، و كان بلغه عن على (ع) فى ايام عمر انه قال:لئن رايت المغيره لارجمنه باحجاره- يعنى واقعه الزنا بالمراه
التى شهد عليه فيها ابوبكره، و نكل زياد عن الشهاده- فكان يبغضه لذاك و لغيره من احوال اجتمعت فى نفسه.قال:و قد تظاهرت الروايه عن عروه بن الزبير انه كان ياخذه الزمع عند ذكر على (ع) فيسبه و يضرب باحدى يديه على الاخرى، و يقول:و ما يغنى انه لم يخالف الى ما نهى عنه، و قد اراق من دماء المسلمين ما اراق! قال:و قد كان فى المحدثين من يبغضه (ع)، و يروى فيه الاحاديث المنكره، منهم حريز بن عثمان، كان يبغضه و ينتقصه، و يروى فيه اخبارا مكذوبه.و قد روى المحدثون ان حريزا رئى فى المنام بعد موته، فقيل له:ما فعل الله بك؟ قال:كاد يغفر لى لولا بغض على.قلت:قد روى ابوبكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى فى كتاب (السقيفه) قال:حدثنى ابوجعفر بن الجنيد، قال:حدثنى ابراهيم بن الجنيد، قال: