شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
حدثنا شيخ لنا، قال:اخبرنا مجالد، عن الشعبى، قال:سالت ابن عباس- او سئل:- اى الناس كان اول اسلاما؟ فقال:اما سمعت قول حسان بن ثابت:اذا تذكرت شجوا من اخى ثقه فاذكر اخاك ابابكر بما فعلا خير البريه اتقاها و اعدلها بعد النبى و اوفاها بما حملا و الثانى التالى المحمود مشهده و اول الناس منهم صدق الرسلا و يروى ان النبى (ص)، قال لحسان:(هل قلت فى ابى بكر شيئا؟)، قال:نعم، و انشده هذه الابيات، و فيها بيت رابع:و ثانى اثنين فى الغار المنيف و قد طاف العدو به اذ صعدوا الجبلا فسر بذلك رسول الله (ص)، و قال:(احسنت يا حسان)، و قد روى فيها بيت خامس:و كان حب رسول الله قد علموا من البريه لم يعدل به رجلا و قال ابوعمر:و روى شعبه، عن عمرو بن مره، عن ابراهيم النخعى، قال:اول من اسلم ابوبكر.قال:و روى الجريرى، عن ابى نصر، قال:قال ابوبكر لعلى (ع):انا اسلمت قبلك، فى حديث ذكره فلم ينكره عليه.قال ابوعمر:و قال فيه ابومحجن الثقفى:و سميت صديقا و كل مهاجر سواك يسمى باسمه غير منكر سبقت الى الاسلام و الله شاهد و كنت جليسا بالعريش المشهر و بالغار اذ سميت خلا و صاحبا و كنت رفيقا للنبى المطهر قال ابو
عمر:و روينا من وجوه، عن ابى امامه الباهلى، قال:حدثنى عمرو بن عبسه، قال:اتيت رسول الله (ص)، و هو نازل بعكاظ، فقلت:يا رسول الله (ص) من اتبعك على هذا الامر؟ فقال:حر و عبد:ابوبكر و بلال، قال:فاسلمت عند ذلك، و ذكر الحديث.هذا مجموع ما ذكره ابو عمر بن عبدالبر فى هذا الباب فى ترجمه ابى بكر، و معلوم انه لا نسبه لهذه الروايات الى الروايات التى ذكرها فى ترجمه على (ع) الداله على سبقه، و لاريب ان الصحيح ما ذكره ابوعمر ان عليا (ع) كان هو السابق، و ان ابابكر هو اول من اظهر اسلامه، فظن ان السبق له.و اما زيد بن حارثه، فان ابا عمر بن عبدالبر رضى الله تعالى عنه ذكر فى كتاب "الاستيعاب" ايضا فى ترجمه زيد بن حارثه، قال:ذكر معمر بن شبه فى جامعه عن الزهرى انه قال:ما علمنا احدا اسلم قبل زيد بن حارثه.قال عبدالرزاق:و ما اعلم احدا ذكره غير الزهرى.و لم يذكر صاحب "الاستيعاب" ما يدل على سبق زيد الا هذه الروايه، و استغربها، فدل مجموع ما ذكرناه ان عليا (ع) اول الناس اسلاما، و ان المخالف فى ذلك شاذ، و الشاذ لايعتد به.(فصل فيما ذكر من سبق على الى الهجره) المساله السابعه:ان يقال:كيف قال:(انه سبق الى الهجره) و معلوم ان جما
عه من المسلمين هاجروا قبله، منهم عثمان بن مظعون و غيره، و قد هاجر ابوبكر قبله، لانه هاجر فى صحبه النبى (ص)، و تخلف على (ع) عنهما، فبات على فراش رسول الله (ص) و مكث اياما يرد الودائع التى كانت عنده، ثم هاجر بعد ذلك؟ و الجواب، انه (ع) لم يقل:(و سبقت كل الناس الى الهجره)، و انما قال:(و سبقت) فقط، و لايدل ذلك على سبقه للناس كافه، و لا شبهه انه سبق معظم المهاجرين الى الهجره، و لم يهاجر قبله احد الا نفر يسير جدا.و ايضا فقد قلنا انه علل افضليته و تحريم البراءه منه مع الاكراه بمجموع امور:منها ولادته على الفطره، و منها سبقه الى الايمان، و منها سبقه الى الهجره، و هذه الامور الثلاثه لم تجتمع لاحد غيره، فكان بمجموعها متميزا عن كل احد من الناس.و ايضا فان اللام فى (الهجره) يجوز الا تكون للمعهود السابق، بل تكون للجنس، و اميرالمومنين (ع) سبق ابابكر و غيره الى الهجره التى قبل هجره المدينه، فان النبى (ص) هاجر عن مكه مرارا يطوف على احياء العرب، و ينتقل من ارض قوم الى غيرها، و كان على (ع) معه دون غيره.اما هجرته الى بنى شيبان، فما اختلف احد من اهل السيره ان عليا (ع) كان معه هو و ابوبكر، و انهم غابوا عن مكه ثلاثه عشر يوما و
عادوا اليها، لما لم يجدوا عند بنى شيبان ما ارادوه من النصره.و روى المدائنى فى كتاب "الامثال" عن المفضل الضبى، ان رسول الله (ص) لما خرج عن مكه يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج الى ربيعه، و معه على (ع) و ابوبكر، فدفعوا الى مجلس من مجالس العرب، فتقدم ابوبكر- و كان نسابه- فسلم فردوا (ع)، فقال: