شرح نهج البلاغه نسخه متنی

ممن القوم؟ قالوا:من ربيعه، قال:امن هامتها ام من لهازمها؟ قالوا:من هامتها العظمى، فقال:من اى هامتها العظمى انتم؟ قالوا:من ذهل الاكبر، قال:افمنكم عوف الذى يقال له:لاحر بوادى عوف؟ قالوا:لا، قال:افمنكم بسطام ذو اللواء و منتهى الاحياء؟ قالوا:لا، قال:افمنكم جساس حامى الذمار و مانع الجار؟ قالوا:لا، قال:افمنكم الحوفزان، قاتل الملوك و سالبها انفسها؟ قالوا:لا، قال:افمنكم المزدلف صاحب العمامه الفرده؟ قالوا:لا، قال:افانتم اخوال الملوك من كنده؟ قالوا:لاقال فلستم اذن ذهلا الاكبر، انتم ذهل الاصغر.

فقام اليه غلام قد بقل وجهه، اسمه دغفل، فقال:ان على سائلنا ان نساله و العب ء لاتعرفه او تحمله يا هذا، انك قد سالتنا فاجبناك، و لم نكتمك شيئا، فممن الرجل؟ قال:من قريش، قال:بخ بخ! اهل الشرف و الرياسه، فمن اى قريش انت؟ قال:من تيم بن مره، قال:امكنت و الله الرامى من الثغره، امنكم قصى بن كلاب الذى جمع القبائل من فهر فكان يدعى مجمعا؟ قال لا، قال:افمنكم هاشم الذى هشم لقومه الثريد؟ قال:لا، قال:افمنكم شيبه الحمد، مطعم طير السماء؟ قال:لا، قال:افمن المفيضين بالناس انت؟ قال:لا، قال:افمن اهل الندوه انت؟ قال:لا، قال:افمن اهل الرفاده انت؟ قال:لا، قال:افمن اهل الحجابه انت؟ قال:لا، قال:افمن اهل السقايه؟ قال:لا، قال:فاجتذب ابوبكر زمام ناقته، و رجع الى رسول الله (ص) هاربا من الغلام، فقال دغفل:صادف درء السيل درء يصدعه اما و الله لو ثبت لاخبرتك انك من زمعات قريش، فتبسم رسول الله (ص).

و قال على (ع) لابى بكر:لقد وقعت يا ابابكر من الاعرابى على باقعه، قال:اجل، ان لكل طامه طامه و البلاء موكل بالمنطق، فذهبت مثلا.

و اما هجرته (ص) الى الطائف، فكان معه على (ع) و زيد بن حارثه فى روايه ابى الحسن المدائنى، و لم يكن معهم ابوبكر.

و اما روايه محمد بن اسحاق، فانه قال:كان معه زيد بن حارثه وحده، و غاب رسول الله (ص) عن مكه فى هذه الهجره اربعين يوما، و دخل اليها فى جوار مطعم بن عدى.

و اما هجرته (ص) الى بنى عامر بن صعصعه و اخوانهم من قيس عيلان،
فانه لم يكن معه الا على (ع) وحده، و ذلك عقيب وفاه ابى طالب، اوحى اليه (ص) اخرج منها، فقد مات ناصرك، فخرج الى بنى عامر بن صعصعه، و معه على (ع) وحده، فعرض نفسه عليهم و سالهم النصر، و تلا عليهم القرآن فلم يجيبوه، فعادا (ع) الى مكه، و كانت مده غيبته فى هذه الهجره عشره ايام، و هى اول هجره هاجرها (ص) بنفسه.

فاما اول هجره هاجرها اصحابه و لم يهاجر بنفسه فهجره الحبشه، هاجر فيها كثير من اصحابه (ع) الى بلاد الحبشه فى البحر، منهم جعفر بن ابى طالب (ع) فغابوا عنه سنين، ثم قدم عليه منهم من سلم و طالت ايامه و كان قدوم جعفر عليه عام فتح خيبر، فقال (ص):(ما ادرى بايهما انا اسر، ابقدوم جعفر ام بفتح خيبر)!