شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

شدوا عليهم، فقد اتاهم ما ارعبهم، فشدوا عليهم، فهزموهم، و تخلف شبيب فى خاصه الناس، حتى خرج من الجسر، و تبعه خيل الحجاج، و غشيه النعاس، فجعل يخفق براسه، و الخيل تطلبه.

قال اصغر الخارجى:كنت معه ذلك اليوم، فقلت:يا اميرالمومنين، التفت فانظر من خلفك، فالتفت غير مكترث، و جعل يخفق براسه، قال:و دنوا منا، فقلت:يا اميرالمومنين، قد دنا القوم منك، فالتفت و الله ثانيه غير مكترث بهم، و جعل يخفق براسه، و بعث الحجاج خيلا تركض تقول:دعوه يذهب فى حرق الله، فتركوه و انصرفوا عنه.

و مضى شبيب باصحابه، حتى قطعوا جسر المدائن، فدخلوا ديرا هناك، و خالد بن عتاب يقفوهم، فحصرهم فى الدير، فخرج شبيب اليه فهزمه و اصحابه نحوا من فرسخين، حتى القى خا

لد نفسه فى دجله هو و اصحابه بخيولهم، فمر به شبيب فرآه فى دجله، و لواوه فى يده، فقال:قاتله الله فارسا، و قاتل فرسه! فرس هذا اشد الناس قوه، و فرسه اقوى فرس فى الارض، و انصرف، فقيل له بعد انصرافه:ان الفارس الذى رايت هو خالد بن عتاب بن ورقاء، فقال:معرق فى الشجاعه! لو علمت لاقحمت خلفه، و لو دخل النار.

ثم دخل الحجاج الكوفه بعد هزيمه شبيب، فصعد المنبر، و قال:و الله ما قوتل شبيب قط قبل اليوم، ولى هاربا، و ترك امراته يكسر فى استها القصب.

ثم دعا حبيب بن عبدالرحمن فبعثه فى اثره فى ثلاثه آلاف من اهل الشام، و قال:احذر بياته، و حيثما لقيته فنازله، فان الله تعالى قد فل حده، و قصم نابه.

فخرج حبيب فى اثره، حتى نزل الانبار، و بعث الحجاج الى العمال:ان دسوا الى اصحاب شبيب، من جاءنا منكم فهو آمن، فكان كل من ليست له بصيره فى دين الخوارج، ممن هزه القتال، و كرهه ذلك اليوم يجى ء فيومن.

و قبل ذلك كان الحجاج نادى يوم هزم شبيب:من جاءنا فهو آمن، فتفرق عن شبيب ناس كثير من اصحابه.

و بلغ شبيبا منزل حبيب بن عبدالرحمن بالانبار، فاقبل باصحابه حتى دنا منه، فقال يزيد السكسكى:كنت مع اهل الشام بالانبار ليله جاءنا شبيب، فبيتنا، فلما امسينا

جمعنا حبيب بن عبدالرحمن، فجعلنا ارباعا، و جعل على كل ربع اميرا، و قال لنا:ليحم كل ربع منكم جانبه، فان قتل هذا الربع فلا يعنهم الربع الاخر، فانه بلغنى ان الخوارج منكم قريب، فوطنوا انفسكم على انكم مبيتون فمقاتلون، قال:فما زلنا على تعبيتنا حتى جاءنا شبيب تلك الليله فبيتنا، فشد على ربع منا فصابرهم طويلا، فما زالت قدم انسان منهم.

ثم تركهم و اقبل الى ربع آخر، فقاتلهم طويلا فلم يظفر بشى ء، ثم طاف بنا يحمل علينا ربعا ربعا، حتى ذهب ثلاثه ارباع الليل و لصق بنا حتى قلنا:لايفارقنا، ثم ترجل فنازلنا راجلا نزالا طويلا هو و اصحابه، فسقطت و الله بيننا و بينهم الايدى و الارجل، و فقئت الاعين، و كثرت القتلى، فقتلنا منهم نحو ثلاثين، و قتلوا منا نحو مائه، و ايم الله لو كانوا اكثر من مائتى رجل لاهلكونا، ثم فارقونا و قد مللناهم و ملونا، و كرهناهم و كرهونا، و لقد رايت الرجل منا يضرب الرجل منهم بالسيف فما يضره من الاعياء و الضعف، و لقد رايت الرجل منا يقاتل جالسا ينفخ بسيفه ما يستطيع ان يقوم من الاعياء و البهر.

حتى ركب شبيب، و قال لاصحابه الذين نزلوا معه:اركبوا، و توجه بهم منصرفا عنا.

فقال فروه بن لقيط الخارجى- و كان شهد معه مواطنه

كلها- قال لنا ليلتئذ، و قد راى بنا كابه ظاهره، و جراحات شديده:ما اشد هذا الذى بنا لو كنا نطلب الدنيا! و ما ايسر هذا فى طاعه الله و ثوابه! فقال اصحابه:صدقت يا اميرالمومنين.

قال فروه بن لقيط:و سمعته تلك الليله يحدث سويد بن سليم، و يقول له:لقد قتلت منهم امس رجلين من اشجع الناس، خرجت عشيه امس طليعه لكم، فلقيت منهم ثلاثه نفر دخلوا قريه يشترون منها حوائجهم، فاشترى احدهم حاجته، و خرج قبل اصحابه فخرجت معه، فقال لى:اراك لم تشتر علفا! فقلت:ان لى رفقاء قد كفونى ذلك، ثم قلت له:اين ترى عدونا (هذا نزل)؟ فقال:بلغنى انه قد نزل قريبا منا، و ايم الله لوددت انى لقيت شبيبهم هذا، قلت:افتحب ذلك؟ قال:اى و الله، قلت:فخذ حذرك، فانا و الله شبيب، و انتضيت السيف، فخر و الله ميتا (فقلت له:ارتفع ويحك! و ذهبت انظر فاذا هو قد مات) فانصرفت راجعا، فاستقبلت الاخر خارجا من القريه، فقال:اين تذهب هذه الساعه التى يرجع فيها الناس الى معسكرهم؟ فلم اكلمه، و مضيت، فنفرت بى فرسى، و ذهبت تتمطر، فاذا به فى اثرى حتى لحقنى، فعطفت عليه، و قلت:ما بالك؟ قال:اظنك و الله من عدونا.

قلت:اجل و الله، قال:اذا لاتبرح حتى اقتلت او تقتلنى، فحملت عليه

و حمل على، فاضطربنا بسيفينا ساعه، فو الله ما فضلته فى شده نفس و لااقدام، الا ان سيفى كان اقطع من سيفه فقتلته.

و بلغ شبيبا ان جند الشام الذى مع حبيب حملوا معهم حجرا، و حلفوا لايفرون حتى يفر هذا الحجر، فاراد ان يكذبهم، فعمد الى اربعه افراس، و ربط فى اذبانها ترسه، فى ذنب كل فرس ترسين، ثم ندب ثمانيه نفر من اصحابه، و غلاما له يقال له حيان- كان شجاعا فاتكا- و امره ان يحمل معه اداوه من ماء، ثم سار ليلا حتى اتى ناحيه من عسكر اهل الشام، فامر اصحابه ان يكونوا فى نواحى العسكر الاربع، و ان يكون مع كل رجلين فرس:ثم يلبسوها الحديد حتى تجد حره، ثم يخلوها فى العسكر، و واعدهم تلعه قريبه من العسكر، و قال:من نجا منكم، فان موعده التلعه، فكره اصحابه الاقدام على ما امرهم، فنزل بنفسه حتى صنع بالخيل ما امرهم به، حتى دخلت فى العسكر، و دخل هو يتلوها، و يشد خلفها شدا محكما، فتفرقت فى نواحى العسكر، و اضطرب الناس، فضرب بعضهم بعضا، و ماجوا، و نادى حبيب بن عبدالرحمن:ويحكم انها مكيده! فالزموا الارض حتى يتبين لكم الامر، ففعلوا، و حصل شبيب بينهم، فلزم الارض معهم، حتى رآهم قد سكنوا، و قد اصابته ضربه عمود اوهنته.

فلما هدا الناس و رجعوا الى م

راكزهم خرج فى غمارهم، حتى اتى التلعه، فاذا مولاه حيان، فقال:افرغ ويحك على راسى من هذه الاداوه! فلما مد راسه ليصب عليه من الماء هم حيان بضرب عنقه، و قال لنفسه:لااجد مكرمه لى، و لاذكرا ارفع من هذا فى هذه الخلوه، و هو امانى من الحجاج، فاخذته الرعده حين هم بما هم به، فلما ابطا عليه، قال له:ويحك! ما انتظارك بحلها! ناولنيها، و تناول السكين من موزجه فخرقها به، ثم ناوله اياها، فافرغ عليه من الماء، فكان حيان بعد ذلك يقول:لقد هممت فاخذتنى الرعده فجبنت عنه، و ما كنت اعهد نفسى جبانا.

ثم ان الحجاج اخرج الناس الى شبيب، و قسم فيهم اموالا عظيمه، و اعطى الجرحى و كل ذى بلاء، و امر سفيان بن الابرد ان يسير بهم، فشق ذلك على حبيب ابن عبدالرحمن، و قال:تبعث سفيان الى رجل قد فللته، و قتلت فرسانه! و كان شبيب قد اقام بكرمان حتى جبر، و استراش هو و اصحابه، فمضى سفيان بالرجال، و استقبله شبيب بدجيل الاهواز، و عليه جسر معقود، فعبر الى سفيان، فوجده قد نزل بالرجال، و جعل مهاصر بن صيفى على خيله، و بشر بن حسان الفهرى، على ميمنته، و عمر بن هبيره الفزارى على ميسرته، و اقبل شبيب فى ثلاثه كراديس، هو فى كتيبه، و سويد بن سليم فى كتيبه، و قعنب ف

ى كتيبه، و خلف المحلل فى عسكره، فلما حمل سويد و هو فى ميمنته على ميسره سفيان و قعنب و هو فى ميسرته على ميمنه سفيان، حمل هو على سفيان، ثم اضطربوا مليا، حتى رجعت الخوارج الى مكانها الذى كانوا فيه.

فقال يزيد السكسكى- و كان من اصحاب سفيان يومئذ:كر علينا شبيب و اصحابه اكثر من ثلاثين كره، و لايزول من صفنا احد، فقال لنا سفيان:لاتحملوا عليهم متفرقين، و لكن لتزحف عليهم الرجال زحفا، ففعلنا، و ما زلنا نطاعنهم حتى اضطررناهم الى الجسر، فقاتلونا عليه اشد قتال يكون لقوم قط.

ثم نزل شبيب، و نزل معه نحو مائه رجل، فما هو الا ان نزلوا حتى اوقعوا بنا من الضرب و الطعن شيئا ما راينا مثله قط، و لاظنناه يكون، فلما راى سفيان انه لايقدر عليهم، و لايامن ظفرهم، دعا الرماه فقال:اشقوهم بالنبل، و ذلك عند المساء، و كان الالتقاء ذلك اليوم نصف النهار، فرشقهم اصحابه، و قد كان سفيان صفهم على حده، و عليهم امير، فلما رشقوهم شدوا عليهم، فشددنا نحن، و شغلناهم عنهم، فلما راوا ذلك ركب شبيب و اصحابه، و كروا على اصحاب النبل كره شديده، صرعوا منهم فيها اكثر من ثلاثين راميا، ثم عطف علينا يطاعننا بالرماح، حتى اختلط الظلام، ثم انصرف عنا، فقال سفيان بن الا

برد لاصحابه:يا قوم، دعوهم لاتتبعوهم، يا قوم دعوهم لاتتبعوهم حتى نصبحهم، قال:فكففنا عنهم و ليس شى ء احب الينا من ان ينصرفوا عنا.

قال فروه بن لقيظ الخارجى:فلما انتهينا الى الجسر، قال شبيب:اعبروا معاشر المسلمين فاذا اصبحنا باكرناهم ان شاءالله تعالى، قال:فعبرنا امامه، و تخلف فى آخرنا، و اقبل يعبر الجسر، و تحته حصان جموح، و بين يديه فرس انثى ماذيانه، فنزا حصانه عليها و هو على الجسر، فاضطربت الماذيانه، و زل حافر فرس شبيب عن حرف السفينه، فسقط فى الماء، فسمعناه يقول لما سقط:(ليقضى الله امرا كان مفعولا) و اغتمس فى الماء ثم ارتفع فقال:(ذلك تقدير العزيز العليم) ثم اغتمس فى الماء، فلم يرتفع.

هكذا روى اكثر الناس.

و قال قوم:انه كان مع شبيب رجال كثير بايعوه فى الوقائع التى كان يهزم الجيش فيها، و كانت بيعتهم اياه على غير بصيره، و قد كان اصاب عشائرهم و ساداتهم، فهم منه موتورون، فلما تخلف فى اخريات الناس يومئذ، قال بعضهم لبعض:هل لكم ان نقطع به الجسر، فندرك ثارنا الساعه! فقالوا:هذا هو الراى، فقطعوا الجسر، فمالت به السفينه، ففزع حصانه و نفر، فسقط فى الماء و غرق.

و الروايه الاولى اشهر، فحدث قوم من اصحاب سفيان، قالوا:س

معنا صوت الخوارج يقولون:غرق اميرالمومنين، فعبرنا الى عسكرهم، فاذا هو ليس فيه صافر و لا اثر، فنزلنا فيه، و طلبنا شبيبا حتى استخرجناه من الماء، و عليه الدرع، فيزعم الناس انهم شقوا بطنه و اخرجوا قلبه فكان مجتمعا صلبا كالصخره، و انه كان يضرب به الارض فينبو، و يثب قامه الانسان.

و يحكى ان ام شبيب كانت لاتصدق احدا نعاه اليها، و قد كان قيل لها مرارا انه قد قتل فلا تقبل، فلما قيل لها:انه قد غرق بكت، فقيل لها فى ذلك، فقالت:رايت فى المنام حين ولدته انه خرج من فرجى نار ملات الافاق، ثم سقطت فى ماء فخمدت، فعلمت انه لايهلك الا بالغرق.

/ 614