شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و قريب من هذه الكن
ايه قول سعيد بن عبدالرحمن بن حسان، و هو غلام يختلف الى عبدالصمد بن عبدالاعلى مودب ولد هشام بن عبدالملك، و قد جمشه عبدالصمد فاغضبه، فدخل الى هشام، فقال له:انه و الله لولا انت لم ينج منى سالما عبدالصمد فقال هشام:و لم ذلك؟ قال:انه قد رام منى خطه لم يرمها قبله منى احد قال هشام:و ما هى؟ ويحك! قال:رام جهلا بى و جهلا بابى يدخل الافعى الى بيت الاسد فضحك هشام، و قال:لو ضربته لم انكر عليك.و من هذا الباب قول ابى نواس:اذا ما كنت جار ابى حسين فنم و يداك فى طرف السلاح فان له نساء سارقات - اذا ما بتن- اطراف الرماح سرقن و قد نزلت عليه عضوى فلم اظفر به حتى الصباح فجاء و قد تخدش جانباه يئن الى من الم الجراح و الكنايه فى قوله:(اطراف الرماح)، و فى قوله:(فى طرف السلاح).و من الكنايه الحسنه قول الفرذق يرثى امراته، و قد ماتت بجمع:و جفن سلاح قد رزئت فلم انح عليه، و لم ابعث عليه البواكيا و فى جوفه من دارم ذو حفيظه لو ان المنايا اخطاته لياليا اخذه الرضى رحمه الله تعالى فقال يرثى امراه:ان لم تكن نصلا فغمد نصول غالته احداث الزمان بغول او لم تكن بابى شبول ضيغم تدمى اظافره فام شبول
و من الكنايات ما يروى ان رجلا من خواص كسرى احب الملك امراته، فكان يختلف اليها سرا و تختلف اليه، فعلم بذلك، فهجرها و ترك فراشها، فاخبرت كسرى، فقال له يوما:بلغنى ان لك عينا عذبه، و انك لاتشرب منها! فقال:بلغنى ايها الملك ان الاسد يردها فخفته، فتركتها له، فاستحسن ذلك منه و وصله.و من الكنايات الحسنه قول حاتم:و ما تشتكينى جارتى غير اننى اذا غاب عنها بعلها لاازورها سيبلغها خيرى و يرجع بعلها اليها، و لم يسبل على ستورها فكنى باسبال الستر عن الفعل، لانه يقع عنده غالبا.فاما قول عمر:(من ارخى سترا او اغلق بابا فقد وجب عليه المهر).فيمكن ان يكنى بذلك عن الجماع نفسه، و يمكن ان يكنى به عن الخلوه فقط، و هو مذهب ابى حنيفه، و هو الظاهر من اللفظ لامرين:احدهما قوله:(اغلق بابا) فانه لو اراد الكنايه لم يحسن الترديد ب(او)، و ثانيهما انه قد كان مقررا عندهم ان الجماع نفسه يوجب كمال المهر، فلم يكن به حاجه الى ذكر ذلك.و يشبه قول حاتم فى الكنايه المقدم ذكرها قول بشار بن بشر:و انى لعف عن زياره جارتى و انى لمشنوء الى اغتيابها و لم اك طلابا احاديث سرها و لا عالما من اى حوك ثيابها اذا غاب عنها بعلها لم اكن لها ز
ءورا و لم تنبح على كلابها و قال الاخطل فى ضد ذلك يهجو رجلا و يرميه بالزنا:سبنتى يظل الكلب يمضغ ثوبه له فى ديار الغانيات طريق السبنتى:النمر، يريد انه جرى ء وقح، و ان الكلب لانسه به و كثره اختلافه الى جاراته يعرفه، و يمضغ ثوبه، يطلب ما يطعمه، و العفيف ينكره الكلب و لايانس به، ثم اكد ذلك بانه قد صار له بكثره تردده الى ديار النساء طريق معروف.و من جيد الكنايه عن العفه قول عقيل بن علفه المرى:و لست بسائل جارات بيتى اغياب رجالك ام شهود و لاملق لذى الودعات سوطى الاعبه و ريبته اريد و من جيد ذلك و مختاره قول مسكين الدارمى:نارى و نار الجار واحده و اليه قبلى تنزل القدر ما ضر جارا لى اجاوره الا يكون لبابه ستر اعمى اذا ما جارتى برزت حتى يوارى جارتى الخدر و العرب تكنى عن الفرج بالازار، فتقول:هو عفيف الازار، و بالذيل، فتقول:هو طاهر الذيل، و انما كنوا بهما، لان الذيل و الازار لابد من رفعهما عند الفعل، و قد كنوا بالازار عن الزوجه فى قول الشاعر:الا ابلغ ابا بشر رسولا فدا لك من اخى ثقه ازارى يريد به زوجتى، او كنى بالازار هاهنا عن نفسه.و قال زهير:الحافظون ذمام عهدهم و الطيبون معاقد الازر
الستر دون الفاحشات و لا يلقاك دون الخير من ستر و يقولون فى الكنايه عن العفيف:ما وضعت مومسه عنده قناعها، و لارفع عن مومسه ذيلا.و قد احسن ابن طباطبا فى قوله:فطربت طربه فاسق متهتك و عففت عفه ناسك متحرج الله يعلم كيف كانت عفتى ما بين خلخال هناك و دملج و من الكنايه عن العفه قول ابن مياده:و ما نلت منها محرما غير اننى اقبل بساما من الثغر افلجا و الثم فاها آخذا بقرونها و اترك حاجات النفوس تحرجا فكنى عن الفعل نفسه بحاجات النفوس، كما كنى ابونواس عنه بذلك العمل فى قوله:مر بنا و العيون ترمقه تجرح منه مواضع القبل افرغ فى قالب الجمال فما يصلح الا لذلك العمل و كما كنى عنه ابن المعتز بقوله:و زارنى فى ظلام الليل مستترا يستعجل الخطو من خوف و من حذر و لاح ضوء هلال كاد يفضحه مثل القلامه قد قصت من الظفر فقمت افرش خدى فى الطريق له ذلا و اسحب اذيالى على الاثر فكان ما كان مما لست اذكره فظن خيرا و لاتسال عن الخبر و مما تطيروا من ذكره، فكنوا عنه قولهم:(مات)، فانهم عبروا عنه بعبارات مختلفه داخله فى باب الكنايه، نحو قولهم:(لعق اصبعه).و قالوا:(اصفرت انامله) لان اصفرار الانامل من صفا
ت الموتى، قال الشاعر:فقربانى بابى انتما من وطنى قبل اصفرار البنان و قبل منعاى الى نسوه منزلها حران و الرقتان و قال لبيد:و كل اناس سوف تدخل بينهم دويهيه تصفر منها الانامل يعنى الموت.و يقولون فى الكنايه عنه:صك لفلان على ابى يحيى، و ابويحيى كنيه الموت، كنى عنه بضده، كما كنوا عن الاسود بالابيض، و قال الخوارزمى:سريعه موت العاشقين كانما يغار عليهم من هواها ابويحيى و كنى رسول الله (ص) عنه بهاذم اللذات، فقال:(اكثروا من ذكر هاذم اللذات).و قال ابوالعتاهيه:رايت المنايا قسمت بين انفس و نفسى سياتى بينهن نصيبها فيا هاذم اللذات ما منك مهرب تحاذر نفسى منك ما سيصيبها و قالوا:حلقت به العنقاء، و حلقت به عنقاء مغرب، قال:فلولا دفاعى اليوم عنك لحلقت بشلوك بين القوم عنقاء مغرب و قالوا فيه:زل الشراك عن قدمه، قال:لايسلمون العداه جارهم حتى يزل الشراك عن قدمه اى حتى يموت، فيستغنى عن لبس النعل.فاما قولهم:(زلت نعله) فيكنى به تاره عن غلطه و خطئه، و تاره عن سوء حاله و اختلال امره بالفقر، و هذا المعنى الاخير اراده الشاعر بقوله:ساشكر عمرا ما تراخت منيتى ايادى لم تمنن و ان هى جلت فتى غير م
حجوب الغنى عن صديقه و لا مظهر الشكوى اذا النعل زلت راى خلتى من حيث يخفى مكانها فكانت قذى عينيه حتى تجلت و يقولون فيه:شالت نعامته، قال:يا ليت امى قد شالت نعامتها ايما الى جنه ايما الى نار ليست بشبعى و لو اوردتها هجرا و لا بريا و لو حلت بذى قار اى لايشبعها كثره التمر و لو نزلت هجر- و هجر كثيره النخل- و لاتروى و لو نزلت ذاقار، و هو موضع كثير الماء.قال ابن دريد:و النعامه خط باطن القدم فى هذه الكنايه.و يقال ايضا للقوم قد تفرقوا بجلاء عن منازلهم:شالت نعامتهم، و ذلك لان النعامه خفيفه الطيران عن وجه الارض، كانهم خفوا عن منزلهم.و قال ابن السكيت:يقال لمن يغضب ثم يسكن:شالت نعامته ثم وقعت.و قالوا ايضا فى الكنايه عن الموت:مضى لسبيله، و استاثر الله به، و نقله الى جواره، و دعى فاجاب، و قضى نحبه، و النحب:النذر، كانهم راوا ان الموت لما كان حتما فى الاعناق كان نذرا.و قالوا فى الدعاء عليه:اقتضاه الله بذنبه، اشاره الى هذا، و قالوا:ضحا ظله، و معناه صار ظله شمسا، و اذا صار الظل شمسا فقد عدم صاحبه.