شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و هذا مخا
لف لاصل الوضع، لان اصل الوضع ان تتكلم بشى ء و انت تريد غيره، و هاهنا يكون قد تكلمت بشى ء و انت تريد شيئين غيرين، و ان لم يكن للحقيقه شركه فى الدلاله، كان ذلك مخالفا لاصل الوضع ايضا، اذ اصل الوضع ان تتكلم بشى ء و انت تريد غيره، فيكون الذى تكلمت به دالا على غيره، و اذا اخرجت الحقيقه عن ان يكون لها شركه فى الدلاله، لم يكن الذى تكلمت به، و هذا محال، فثبت اذن ان الكنايه هى ان تتكلم بالحقيقه و انت تريد المجاز.

قال:و هذا مما لم يسبقنى اليه احد.

ثم قال:قد ياتى من الكلام ما يجوز ان يكون كنايه، و يجوز ان يكون استعاره، و يختلف ذلك باختلاف النظر اليه بمفرده و النظر الى ما بعده.

كقول نصر بن سيار (فى ابياته المشهوره التى يحرض بها على بنى اميه عند خروج ابى مسلم):ارى خلل الرماد و ميض جمر و يوشك ان يكون له ضرام فان النار بالزندين تورى و ان الحرب اولها كلام اقول من التعجب:ليت شعرى اايقاظ اميه ام نيام! فالبيت الاول لو ورد بمفرده لكان كنايه، لانه لايجوز حمله على جانبى الحقيقه و المجاز، فاذا نظرنا الى الابيات بجملتها، كان البيت الاول المذكور استعاره لا كنايه.

ثم اخذ فى الفرق بين الكنايه و التعريض، فقال:التعريض هو ال
لفظ الدال على الشى ء من طريق المفهوم، لا بالوضع الحقيقى و لا بالمجازى، فانك اذا قلت لمن تتوقع معروفه و صلته بغير طلب:انا محتاج و لا شى ء فى يدى، و انا عريان و البرد قد آذانى، فان هذا و اشباهه تعريض بالطلب، و ليس اللفظ موضوعا للطلب، لا حقيقه و لا مجازا، و انما يدل عليه من طريق المفهوم بخلاف قوله:(او لامستم النساء).

و على هذا ورد تفسير التعريض فى خطبه النكاح، كقولك للمراه:انت جميله، او انك خليه و انا عزب.

فان هذا و شبهه لايدل على طلب النكاح بالحقيقه و لا بالمجاز، و التعريض اخفى من الكنايه، لان دلاله الكنايه وضعيه من جهه المجاز، و دلاله التعريض من جهه المفهوم المركب، و ليست وضعيه، و انما يسمى التعريض تعريضا، لان المعنى فيه يفهم من عرض اللفظ المفهوم، اى من جانبه.

قال:و اعلم ان الكنايه تشتمل على اللفظ المفرد، و اللفظ المركب، فتاتى على هذا مره، و على هذا اخرى، و اما التعريض فانه يختص باللفظ المركب، و لاياتى فى اللفظ المفرد البته، لانه لايفهم المعنى فيه من جهه الحقيقه، و لا من جهه المجاز، بل من جهه التلويح و الاشاره، و هذا امر لايستقل به اللفظ المفرد، و يحتاج فى الدلاله عليه الى اللفظ المركب.

قال:فقد ظهر فيما
قلنا فى البيت الذى ذكره ابن سنان مثال الكنايه، و مثال التعريض هو بيت امرى ء القيس، لان غرض الشاعر منه ان يذكر الجماع، الا انه لم يذكره بل ذكر كلاما آخر، ففهم الجماع من عرضه، لان المصير الى الحسنى و رقه الكلام لايدلان على الجماع، لا حقيقه و لا مجازا.

ثم ذكر ان من باب الكنايه قوله سبحانه:(انزل من السماء ماء فسالت اوديه بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا و مما يوقدون عليه فى النار.

) الايه.

قال:كنى بالماء عن العلم، و بالاوديه عن القلوب، و بالزبد عن الضلال.

قال:و قد تحقق ما اخترعناه و قدرناه من هذه الايه، لانه يجوز حملها على جانب الحقيقه، كما يجوز حملها على جانب المجاز.

قال:و قد اخطا الفراء حيث زعم ان قوله سبحانه و تعالى:(و ان كان مكرهم لتزول منه الجبال) كنايه عن امر النبى (ص)، و انه كنى عنه بالجبال.

قال:و وجه الخطا انه لايجوز ان يتجاذب اللفظ هاهنا جانبا الحقيقه و المجاز، لان مكرهم لم يكن لتزول منه الجبال الحقيقيه، فالايه اذا من باب المجاز لا من باب الكنايه.

قال:و من الكنايات المستحسنه قوله (ع) للحادى بالنساء:(يا انجشه رفقا بالقوارير).

و قول امراه لرجل قعد منها مقعد القابله:لايحل لك ان تفض الخاتم الا بحقه.

و قول بديل بن ورقاء الخزاعى لرسول الله (ص):ان قريشا قد نزلت على ماء الحديبيه معها العوذ المطافيل، و انهم صادوك عن البيت.

قال:فهذه كنايه عن النساء و الصبيان، لان العوذ المطافيل:الابل الحديثات النتاج و معها اولادها.

و من الكنايه ما ورد فى شهاده الزنا، ان يشهد عليه برويه الميل فى المكحله.

و منها قول عمر لرسول الله (ص):هلكت يا رسول الله، قال:(و ما اهلكك؟)، قال:حولت رحلى البارحه.

قال:اشار بذلك الى الاتيان فى غير الماتى.

و منها قول ابن سلام لمن راى عليه ثوبا معصفرا:(لو ان ثوبك فى تنور اهلك لكان خيرا لك).

قال:و من الكنايات المستقبحه قول الرضى يرثى امراه:ان لم تكن نصلا فغمد نصول لان الوهم يسبق فى هذا الموضع الى ما يقبح، و انما سرقه من قول الفرزدق فى امراته و قد ماتت بجمع:و جفن سلاح قد رزئت فلم انح عليه، و لم ابعث عليه البواكيا و فى جوفه من دارم ذو حفيظه لو ان المنايا اخطاته لياليا فاخذه الرضى فافسده و لم يحسن تصريفه.

قال:فاما امثله التعريض فكثيره، منها قوله تعالى:(قال الملا الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا و ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادى الراى و ما نرى لكم علينا من فضل بل ن
ظنكم كاذبين)، فقوله:(ما نراك الا بشرا مثلنا) تعريض بانهم احق بالنبوه، و ان الله تعالى لو اراد ان يجعلها فى واحد من البشر لجعلها فيهم، فقالوا:هب انك واحد من الملا و موازيهم فى المنزله، فما جعلك احق بالنبوه منهم! الا ترى الى قوله:(و ما نرى لكم علينا من فضل).

هذه خلاصه ما ذكره ابن الاثير فى هذا الباب.

و اعلم انا قد تكلمنا عليه فى كثير من هذا الموضع فى كتابنا الذى افردناه للنقض عليه، و هو الكتاب المسمى ب(الفلك الدائر على المثل السائر) فقلنا اولا:انه اختار حد الكنايه و شرع يبرهن على التحديد، و الحدود لايبرهن عليها، و لا هى من باب الدعاوى التى تحتاج الى الادله، لان من وضع لفظ الكنايه لمفهوم مخصوص لايحتاج الى دليل، كمن وضع لفظ الجدار للحائط لايحتاج الى دليل.

/ 614