شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ثم يقال له:لم قلت:انه لابد من ان يتردد لفظ الكنايه بين محملى حقيقه و مجاز؟ و لم لايتردد بين مجازين؟ و ما استدللت به على ذلك لا معنى له.اما اولا، فلانك اردت ان تقول:اما ان تكون للفظه الداله على المجازين شركه فى الدلاله على الحقيقه، او لايكون لها فى الدلاله على الحقيقه شركه، لان كلامك هكذا يقتضى، و لاينتظم الا اذا قلت هكذا فلم تقله، و قلت:اما ان يكون لل
حقيقه شركه فى اللفظ الدال على المجازين، و هذا قلب للكلام الصحيح و عكس له.و اما ثانيا فلم قلت:انه لايكون للفظه الداله على المجازين شركه فى الدلاله على الحقيقه التى هى اصل لهما، فاما قولك هذا فيقتضى ان يكون الانسان متكلما بشى ء و هو يريد شيئين غيره، و اصل الوضع ان يتكلم بشى ء و هو يريد غيره، فليس معنى قولهم:الكنايه ان تتكلم بشى ء و انت تريد غيره، انك تريد شيئا واحدا غيره، كلا ليس هذا هو المقصود، بل المقصود ان تتكلم بشى ء و انت تريد ما هو مغاير له، و ان اردت شيئا واحدا او شيئين او ثلاثه اشياء او ما زاد، فقد اردت ما هو مغاير له، لان كل مغاير لما دل عليه ظاهر لفظك فليس فى لفظه غير ما يقتضى الوحده و الافراد.و اما ثالثا فلم لايجوز ان يكون للفظ الدال على المجازين شركه فى الدلاله على الحقيقه اصلا، بل يدل على المجازين فقط! فاما قولك اذا خرجت الحقيقه عن ان يكون لها فى ذلك شركه لم يكن الذى تكلمت به دالا على ما تكلمت به و هو محال، و مرادك بهذا الكلام المقلوب انه اذا خرجت اللفظه عن ان يكون لها شركه فى الدلاله على الحقيقه التى هى موضوعه لها فى الاصل لم يكن ما تكلم به الانسان دالا على ما تكلم به و هو حقيقه، و لا دالا اي
ضا على ما تكلم به و هو مجاز، لانه اذا لم يدل على الحقيقه، و هى الاصل، لم يجز ان يدل على المجاز الذى هو الفرع، لان انتفاء الدلاله على الاصل، يوجب انتفاء الدلاله على الفرع، و هكذا يجب ان يتاول استدلاله، و الا لم يكن له معنى محصل، لان اللفظ هو الدال على مفهوماته، و ليس المفهوم دالا على اللفظ، و لا له شركه فى الدلاله عليه، و لا على مفهوم آخر يعترض اللفظ بتقدير انتقال اللفظ، اللهم الا ان يكون دلاله عقليه، و كلامنا فى الالفاظ و دلالتها.فاذا اصلحنا كلامه على ما ينبغى، قلنا له فى الاعتراض عليه:لم قلت انه اذا خرج اللفظ عن ان يكون له شركه فى الدلاله على الحقيقه، لم يكن ما تكلم به الانسان دالا على ما تكلم به؟ و لم لايجوز ان يكون للحقيقه مجازان قد كثر استعمالهما حتى نسيت تلك الحقيقه، فاذا تكلم الانسان بذلك اللفظ كان دالا به على احد ذينك المجازين، و لايكون له تعرض ما بتلك الحقيقه، فلا يكون الذى تكلم به غير دال على ما تكلم به، لان حقيقه تلك اللفظه قد صارت ملغاه منسيه، فلا يكون عدم ارادتها موجبا ان يكون اللفظ الذى يتكلم به المتكلم غير دال على ما تكلم به، لانها قد خرجت بترك الاستعمال، عن ان تكون هى ما تكلم به المتكلم.ثم
يقال:انك منعت ان يكون قولنا:(زيد اسد).كنايه، و قلت:لانه لايجوز ان يحمل احد هذا اللفظ على ان (زيدا) هو السبع ذو الانياب و المخالب، و منعت من قول الفراء ان الجبال فى قوله:(لتزول منه الجبال) كنايه عن دعوه محمد (ص) و شريعته، لان احدا لايعتقد و لايتصور ان مكر البشر يزيل الجبال الحقيقيه عن اماكنها، و منعت من قول من قال ان قول الشاعر:و لو سكتوا اثنت عليك الحقائب من باب الكنايه، لان احدا لايتصور ان الحقائب- و هى جمادات- تثنى و تشكر.و قلت:لابد ان يصح حمل لفظ الكنايه على محملى الحقيقه و المجاز، ثم قلت:ان قول عبدالله بن سلام لصاحب الثوب المعصفر:(لو انك جعلت ثوبك فى تنور اهلك) كنايه، و قول الرضى فى امراه ماتت:ان لم تكن نصلا فغمد نصول كنايه، و ان كانت مستقبحه، و قول النبى (ص):(يا انجشه رفقا بالقوارير)، و هو يحدو بالنساء كنايه، فهل يجيز عاقل قط او يتصور فى الاذهان ان تكون المراه غمدا للسيف! و هل (يحمل احد) قط قوله للحادى (رفقا بالقوارير) على انه يمكن ان يكون نهاه عن العنف بالزجاج، او يحمل احد قط قول ابن سلام على انه اراد احراق الثوب بالنار، او يحمل قط احد قوله:(الميل فى المكحله) على حقيقتها، او يحمل قط اح
د قوله:(لايحل لك فض الخاتم) على حقيقته! و هل يشك عاقل قط فى ان هذه الالفاظ ليست دائره بين المحملين دوران اللمس و الجماع و المصافحه، و هذه مناقضه ظاهره، و لا جواب عنها الا باخراج هذه المواضع من باب الكنايه، او بحذف ذلك الشرط الذى اشترطته فى حد الكنايه.فاما ما ذكره حكايه عن غيره فى حد الكنايه بانها اللفظ الدال على الشى ء بغير الوضع الحقيقى، بوصف جامع بين الكنايه و المكنى عنه، و قوله:هذا الحد هو حد التشبيه، فلا يجوز ان يكون حد الكنايه.فلقائل ان يقول:اذا قلنا:زيد اسد، كان ذلك لفظا دالا على غير الوضع الحقيقى، و ذلك المدلول هو بعينه الوصف المشترك بين المشبه و المشبه به، الا ترى ان المدلول هو الشجاعه، و هى المشترك بين زيد و الاسد، و اصحاب الحد قالوا فى حدهم:الكنايه هى اللفظ الدال على الشى ء بغير الوضع الحقيقى، باعتبار وصف جامع بينهما، فجعلوا المدلول امرا و الوصف الجامع امرا آخر باعتباره وقت الدلاله، الا ترى ان لفظ (لامستم) يدل على الجماع الذى لم يوضع لفظ (لامستم) له، و انما يدل عليه باعتبار امر آخر، هو كون الملامسه مقدمه الجماع و مفضيه اليه! فقد تغاير اذن حد التشبيه و حد الكنايه، و لم يكن احدهما هو الاخر.فا
ما قوله:ان الكنايه قد تكون بالمفردات و التعريض لايكون بالمفردات، فدعوى، و ذلك ان اللفظ المفرد لاينتظم منه فائده، و انما تفيد الجمله المركبه من مبتدا و خبر، او من فعل و فاعل، و الكنايه و التعريض فى هذا الباب سواء، و اقل ما يمكن ان يقيد فى الكنايه قولك:لامست هندا، و كذلك اقل ما يمكن ان يفيد فى التعريض:(انا عزب)، كما قد ذكره هو فى امثله التعريض.فان قال:اردت انه قد يقال:اللمس يصلح ان يكنى به عن الجماع، و اللمس لفظ مفرد، قيل له:و قد يقال:التعزب يصلح ان يعرض به فى طلب النكاح.فاما قوله:ان بيت نصر بن سيار، اذا نظر اليه لمفرده صلح ان يكون كنايه، و انما يخرجه عن كونه كنايه ضم الابيات التى بعده اليه، و يدخله فى باب الاستعاره، فلزم عليه ان يخرج قول عمر:(حولت رحلى) عن باب الكنايه بما انضم اليه من قوله:(هلكت)، و بما اجابه رسول الله (ص) من قوله:(اقبل و ادبر و اتق الدبر و الحيضه)، و بقرينه الحال.و كان يجب الا تذكر هذه اللفظه فى امثله الكنايات.فاما بيت امرى ء القيس فلا وجه لاسقاطه من باب الكنايه و ادخاله فى باب التعريض، الا فيما اعتمد عليه، من ان من شرط الكنايه ان يتجاذبها جانبا حقيقه و مجاز.و قد بينا بطلان ا
شتراط ذلك، فبطل ما يتفرع عليه.و اما قول بديل بن ورقاء:(معها العوذ المطافيل) فانه ليس بكنايه عن النساء و الاولاد كما زعم، بل اراد به الابل و نتاجها، فان كتب السير كلها متفقه على ان قريشا لم يخرج معها فى سنه الحديبيه نساوها و اولادها، و لم يحارب رسول الله (ص) قوما احضروا معهم نساءهم و اولادهم، الا هوازن يوم حنين، و اذا لم يكن لهذا الوجه حقيقه و لا وجود، فقد بطل حمل اللفظ عليه.فاما ما زرى به على الرضى رحمه الله تعالى من قوله:ان لم تكن نصلا فغمد نصول و قوله:هذا مما يسبق الوهم فيه الى ما يستقبح و استحسانه شعر الفرزدق و قوله:ان الرضى اخذه منه فاساء الاخذ، فالوهم الذى يسبق الى بيت الرضى يسبق مثله الى بيت الفرزدق، لانه قد جعل هذه المراه جفن السلاح، فان كان الوهم يسبق هناك الى قبيح فهاهنا ايضا يسبق الى مثله.و اما الايه التى مثل بها على التعريض، فانه قال:ان قوله تعالى:(ما نراك الا بشرا مثلنا) تعريض بانهم احق بالنبوه منه، و لم يبين ذلك، و انما قال:فحوى الكلام انهم قالوا له:هب انك واحد من الملاء و موازيهم فى المنزله، فما جعلك احق بالنبوه منهم؟ الا ترى الى قوله:(و ما نرى لكم علينا من فضل)! و هذا الكلام لايقت
ضى ما ادعاه اولا من التعريض، لانه ادعى ان قوله:(ما نراك الا بشرا مثلنا) تعريض بانهم احق بالنبوه منه، و ما قرره به يقتضى مساواته لهم، و لايقتضى كونهم احق بالنبوه منه، فبطل دعوى الاحقيه، التى زعم ان التعريض انما كان بها.فاما قوله تعالى:(انزل من السماء ماء فسالت اوديه بقدرها فاحتمل السيل زبدا)، و قوله:ان هذا من باب الكنايه و انه تعالى كنى به عن العلم و الضلال و قلوب البشر، فبعيد، و الحكيم سبحانه لايجوز ان يخاطب قوما بلغتهم، فيعمى عليهم، و ان يصطلح هو نفسه على الفاظ لايفهمون المراد بها، و انما يعلمها هو وحده، الا ترى انه لايجوز ان يحمل قوله تعالى:(و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح و جعلناها رجوما للشياطين) على انه اراد انا زينا رءوس البشر بالحواس الباطنه و الظاهره المجعوله فيها، و جعلناها بالقوى الفكريه و الخياليه المركبه فى الدماغ راجمه و طارده للشبه المضله، و ان من حمل كلام الحكيم سبحانه على ذلك فقد نسبه الى الالغاز و التعميه، و ذلك يقدح فى حكمته تعالى.و المراد بالايه المقدم ذكرها ظاهرها، و المتكلف لحملها على غيرها سخيف العقل، و يوكد ذلك قوله تعالى:(و مما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حليه او متاع زبد مثله
)، افترى الحكيم سبحانه يقول:ان للذهب و الفضه زبدا مثل الجهل و الضلال! و يبين ذلك قوله:(كذلك يضرب الله الامثال)، فضرب سبحانه الماء الذى يبقى فى الارض فينتفع به الناس، و الزبد الذى يعلو فوق الماء فيذهب جفاء مثلا للحق و الباطل، كما صرح به سبحانه فقال:(كذلك يضرب الله الحق و الباطل)، و لو كانت هذه الايه من باب الكنايات- و قد كنى سبحانه بالاوديه عن القلوب، و بالماء الذى انزله من السماء عن العلم، و بالزبد عن الضلال- لما جعل تعالى هذه الالفاظ امثالا، فان الكنايه خارجه عن باب المثل، و لهذا لاتقول ان قوله تعالى:(او لامستم النساء) من باب المثل، و لهذا افرد هذا الرجل فى كتابه بابا آخر غير باب الكنايه، سماه باب المثل، و جعلهما قسمين متغايرين فى علم البيان، و الامر فى هذا الموضع واضح، و لكن هذا الرجل كان يحب هذه الترهات، و يذهب وقته فيها، و قد استقصينا فى مناقضته و الرد عليه فى كتابنا الذى اشرنا اليه.فاما قوله (ع):(كلما نجم منهم قرن قطع)، فاستعاره حسنه، يريد:كلما ظهر منهم قوم استوصلوا، فعبر عن ذلك بلفظه (قرن) كما يقطع قرن الشاه اذا نجم، و قد صح اخباره (ع) عنهم انهم لم يهلكوا باجمعهم فى وقعه النهروان، و انها دعوه سي
دعو اليها قوم لم يخلقوا بعد، و هكذا وقع و صح اخباره (ع) ايضا انه سيكون آخرهم لصوصا سلابين، فان دعوه الخوارج اضمحلت، و رجالها فنيت، حتى افضى الامر الى ان صار خلفهم قطاع طريق، متظاهرين بالفسوق و الفساد فى الارض.(مقتل الوليد بن طريف الخارجى و رثاء اخته له) فممن انتهى امره منهم الى ذلك الوليد بن طريف الشيبانى.فى ايام الرشيد بن المهدى، فاشخص اليه يزيد بن مزيد الشيبانى فقتله، و حمل راسه الى الرشيد، و قالت اخته ترثيه، و تذكر انه كان من اهل التقى و الدين، على قاعده شعراء الخوارج، و لم يكن الوليد كما زعمت:ايا شجر الخابور ما لك مورقا كانك لم تجزع على ابن طريف فتى لايحب الزاد الا من التقى و لا المال الا من قنا و سيوف و لا الذخر الا كل جرداء شطبه و كل رقيق الشفرتين خفيف فقدناك فقدان الربيع و ليتنا فديناك من ساداتنا بالوف و قال مسلم بن الوليد يمدح يزيد بن مزيد، و يذكر قتله الوليد:و المارق ابن طريف قد دلفت له بعارض للمنايا مسبل هطل لو ان شيئا بكى مما اطاف به فاز الوليد بقدح الناضل الخصل ما كان جمعهم لما لقيتهم الا كرجل جراد ربع منجفل فاسلم يزيد فما فى الملك من اود اذا سلمت، و لا فى ا
لدين من خلل (خروج ابن عمرو الخثعمى و امره مع محمد بن يوسف الطائى) ثم خرج فى ايام المتوكل ابن عمرو الخثعمى بالجزيره فقطع الطريق، و اخاف السبيل و تسمى بالخلافه، فحاربه ابوسعيد محمد بن يوسف الطائى الثغرى الصامتى، فقتل كثيرا من اصحابه، و اسر كثيرا منهم و نجا بنفسه هاربا، فمدحه ابوعباده البحترى، و ذكر ذلك فقال:كنا نكفر من اميه عصبه طلبوا الخلافه فجره و فسوقا و نلوم طلحه و الزبير كليهما و نعنف الصديق و الفاروقا و نقول:تيم اقربت و عديها امرا بعيدا حيث كان سحيقا و هم قريش الابطحون اذا انتموا طابوا اصولا فى العلا و عروقا حتى غدت جشم بن بكر تبتغى ارث النبى و تدعيه حقوقا جاءوا براعيهم ليتخذوا به عمدا الى قطع الطريق طريقا عقدوا عمامته براس قناته و راوه برا فاستحال عقوقا و اقام ينفذ فى الجزيره حكمه و يظن وعد الكاذبين صدوقا حتى اذا ما الحيه الذكر انكفى من ارزن حربا يمج حريقا غضبان يلقى الشمس منه بهامه يعشى العيون تالقا و بروقا اوفى عليه فظل من دهش يظن البر بحرا و الفضاء مضيقا غدرت امانيه به و تمزقت عنه غيابه سكره تمزيقا طلعت جيادك من ربا الجودى قد حملن من دفع المنون
وسوقا فدعا فريقا من سيوفك حتفهم و شددت فى عقد الحديد فريقا و مضى ابن عمرو قد اساء بعمره ظنا ينزق مهره تنزيقا فاجتاز دجله خائضا و كانها قعب على باب الكحيل اريقا لو خاضها عمليق او عوج اذا ما جوزت عوجا و لاعمليقا لولا اضطراب الخوف فى احشائه رسب العباب به فمات غريقا لو نفسته الخيل لفته ناظر ملا البلاد زلازلا و فتوقا لثنى صدور الخيل تكشف كربه و لوى رماح الخط تفرج ضيقا و لبكرت بكر و راحت تغلب فى نصر دعوته اليه طروقا حتى يعود الذئب ليثا ضيغما و الغصن ساقا و القراره نيقا هيهات مارس فليقا متيقظا قلقا اذا سكن البليد رشيقا مستسلفا جعل الغبوق صبوحه و مرى صبوح غد فكان غبوقا و هذه القصيده من ناصح شعر البحترى و مختاره.(ذكر جماعه ممن كان يرى راى الخوارج) و قد خرج بعد هذين جماعه من الخوارج باعمال كرمان و جماعه اخرى من اهل عمان لا نباهه لهم، و قد ذكرهم ابواسحق الصابى فى الكتاب "التاجى" و كلهم بمعزل عن طرائق سلفهم، و انما وكدهم و قصدهم اخافه السبيل، و الفساد فى الارض، و اكتساب الاموال من غير حلها.و لا حاجه لنا الى الاطاله بذكرهم.و من المشهورين براى الخوارج الذين تم بهم صدق قو
ل اميرالمومنين (ع):انهم نطف فى اصلاب الرجال و قرارات النساء، عكرمه مولى ابن عباس، و مالك بن انس الاصبحى الفقيه، يروى عنه انه كان يذكر عليا (ع) و عثمان و طلحه و الزبير، فيقول:و الله ما اقتتلوا الا على الثريد الاعفر.و منهم المنذر بن الجارود العبدى، و منهم يزيد بن ابى مسلم مولى الحجاج.و روى ان الحجاج اتى بامراه من الخوارج و بحضرته مولاه يزيد بن ابى مسلم، و كان يستسر براى الخوارج، فكلم الحجاج المراه فاعرضت عنه، فقال لها يزيد:الامير- ويلك- يكلمك! فقالت:بل الويل لك ايها الفاسق الردى ء! و الردى ء عند الخوارج هو الذى يعلم الحق من قولهم و يكتمه.و منهم صالح بن عبدالرحمن صاحب ديوان العراق.و ممن ينسب الى هذا الراى من السلف جابر بن زيد و عمرو بن دينار و مجاهد.و ممن ينسب اليه بعد هذه الطبقه ابوعبيده معمر بن المثنى التيمى، يقال:انه كان يرى راى الصفريه.و منهم اليمان بن رباب، و كان على راى البيهسيه، و عبدالله بن يزيد و محمد بن حرب و يحيى بن كامل، و هولاء اباضيه.و قد نسب الى هذا المذهب ايضا من قبل ابوهارون العبدى، و ابوالشعثاء، و اسماعيل بن سميع، و هبيره بن بريم.و زعم ابن قتيبه ان ابن هبيره كان من غلاه الشيعه.و
نسب ابوالعباس محمد بن يزيد المبرد الى راى الخوارج لاطنابه فى كتاب المعروف ب"الكامل" فى ذكرهم و ظهور الميل منه اليهم.