شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و قال آخرون:فارتفع السقف.و يقال:ان رجلا من الخوارج ذكر ذلك لابى العاليه الرياحى، يعجبه من الايه، و يرغبه فى مذهب القوم، فقال ابوالعاليه:كاد الخسف ينزل بهم، ثم ادركتهم نظره من الله.قال:فلما فرغ عباد من الجماعه اقبل بهم فصلب رءوسهم، و فيهم داود بن شبيب، و كان ناسكا، و فيهم حبيبه البكرى من عبدالقيس، و كا
ن مجتهدا، و يروى عنه انه قال:لما عزمت على الخروج فكرت فى بناتى، فقلت ذات ليله:لامسكن عن نفقتهن حتى انظر، فلما كان فى جوف الليل استسقت بنيه لى، فقالت:يا ابت اسقنى، فلم اجبها، و اعادت، فقامت اخت لها فسقتها، فعلمت ان الله عز و جل غير مضيعهن، فاتممت عزمى.و كان فى القوم كهمس، و كان من ابر الناس بامه، فقال لها:يا امه، لولا مكانك لخرجت، فقالت:يا بنى، وهبتك لله.ففى مقتلهم يقول عيسى بن فاتك الخطى:الا فى الله لا فى الناس سالت بداود و اخوته الجذوع مضوا قتلا و تمزيقا و صلبا تحوم عليهم طير وقوع اذا ما الليل اظلم كابدوه فيسفر عنهم و هم ركوع اطار الخوف نومهم فقاموا و اهل الارض فى الدنيا هجوع و قال عمران بن حطان:يا عين بكى لمرداس و مصرعه يا رب مرداس اجعلنى كمرداس تركتنى هائما ابكى لمرزئه فى منزل موحش من بعد ايناس انكرت بعدك من قد كنت اعرفه ما الناس بعدك يا مرداس بالناس اما شربت بكاس دار اولها على القرون فذاقوا جرعه الكاس فكل من لم يذقها شاربا عجلا يسقى بانفاس ورد بعد انفاس و قال ايضا:لقد زاد الحياه الى بغضا و حبا للخروج ابوبلال احاذر ان اموت على فراشى و ارجو الموت تحت ذرا
العوالى فمن يك همه الدنيا فانى لها- و الله رب البيت- قال (عمران بن حطان) و قال ابوالعباس:و عمران هذا، احد بنى عمرو بن يسار بن ذهل بن ثعلبه بن عكابه بن صعب بن عك بن بكر بن وائل، و كان راس القعد من الصفريه و فقيههم و خطيبهم.و شاعرهم، و شعره هذا بخلاف شعر ابى خالد القنانى و كان من قعد الخوارج ايضا.و قد كان كتب قطرى بن الفجاءه المازنى يلومه على القعود:اباخالد ايقن فلست بخالد و ما جعل الرحمن عذرا لقاعد اتزعم ان الخارجى على الهدى و انت مقيم بين لص و جاحد فكتب اليه ابوخالد:لقد زاد الحياه الى حبا بناتى انهن من الضعاف احاذر ان يرين الفقر بعدى و ان يشربن رنقا بعد صاف و ان يعرين ان كسى الجوارى فتنبو العين عن كرم عجاف و لولا ذاك قد سومت مهرى و فى الرحمن للضعفاء كاف و قال ابوالعباس:و مما حدثنى به العباس بن ابى الفرج الرياشى، عن محمد بن سلام ان عمران بن حطان لما طرده الحجاج، جعل يتنقل فى القبائل، و كان اذا نزل بحى انتسب نسبا يقرب منهم، ففى ذلك يقول:نزلنا فى بنى سعد بن زيد و فى عك و عامر عوبثان و فى لحم و فى ادد بن عمرو و فى بكر و حى بنى الغدان ثم خرج حتى لقى روح بن زنباع الجذا
مى، و كان روح يقرى الاضياف، و كان مسايرا لعبد الملك بن مروان، اثيرا عنده.و قال ابن عبدالملك فيه:من اعطى مثل ما اعطى ابوزرعه! اعطى فقه الحجاز و دهاء اهل العراق و طاعه اهل الشام.و انتمى عمران اليه انه من الازد، فكان روح لا يسمع شعرا نادرا، و لاحديثا غريبا عند عبدالملك، فيسال عنه عمران الا عرفه و زاد فيه.فقال روح لعبدالملك:ان لى ضيفا ما اسمع من اميرالمومنين خبرا و لاشعرا الا عرفه و زاد فيه، فقال:اخبرنى ببعض اخباره، فاخبره و انشده، فقال:ان اللغه لغه عدنانيه، و لااحسبه الا عمران بن حطان، حتى تذاكروا ليله البيتين اللذين اولهما:(يا ضربه...).فلم يدر عبدالملك لمن هما، فرجع روح فسال عمران عنهما، فقال:هذا الشعر لعمران بن حطان يمدح عبدالرحمن بن ملجم.فرجع روح اليه فاخبره، فقال:ضيفك عمران بن حطان، فاذهب فجئنى به، فرجع اليه فقال:اميرالمومنين قد احب ان يراك، فقال له عمران:قد اردت ان اسالك ذاك فاستحييت منك، فاذهب فانى بالاثر، فرجع روح الى عبدالملك فخبره، فقال:اما انك سترجع فلا تجده، فرجع فوجد عمران قد احتمل، و خلف رقعه فيها:يا روح كم من اخى مثوى نزلت به قد ظن ظنك من لخم و غسان حتى ذا خفته زايلت منزله م
ن بعد ما قيل عمران بن حطان قد كنت جارك حولا لايروعنى فيه طوارق من انس و لا جان حتى اردت بى العظمى فادركنى ما ادرك الناس من خوف ابن مروان فاعذر اخاك ابن زنباع فان له فى الحادثات هنات ذات الوان يوما يمان اذا لاقيت ذا يمن و ان لقيت معديا فعدنانى لو كنت مستغفرا يوما لطاغيه كنت المقدم فى سرى و اعلانى لكن ابت ذاك آيات مطهره عند التلاوه فى طه و عمران ثم ارتحل، حتى نزل بزفر بن الحارث احد بنى عمرو بن كلاب، فانتسب له اوزاعيا، و كان عمران يطيل الصلاه، فكان غلمان بنى عامر يضحكون منه، فاتاه رجل ممن كان عند روح، فسلم عليه، فدعاه زفر فقال له:من هذا؟ فقال:رجل من الازد، رايته ضيفا لروح بن زنباع، فقال له زفر:يا هذا، ازديا مره و اوزاعيا اخرى! ان كنت خائفا امناك، و ان كنت فقيرا جبرناك، فلما امسى خلف فى منزله رقعه، و هرب فوجدوا فيها:ان التى اصبحت يعيا بها زفر اعيت عياء على روح بن زنباع ما زال يسالنى حولا لاخبره و الناس ما بين مخدوع و خداع حتى اذا انقطعت منى و سائله كف السوال و لم يولع باهلاع فاكفف لسانك عن لومى و مسالتى ماذا تريد الى شيخ بلا راع! فاكفف كما كف عنى اننى رجل اما صميم
و اما فقعه القاع اما الصلاه فانى غير تاركها كل امرى ء للذى يعنى به ساع اكرم بروح بن زنباع و اسرته قوم دعا اوليهم للعلا داع جاورتهم سنه مما اسر به عرضى صحيح و نومى غير تهجاع فاعمل فانك منعى بواحده حسب اللبيب بهذا الشيب من داع ثم ارتحل حتى اتى عمان، فوجدهم يعظمون امر ابى بلال، و يظهر فيهم، فاظهر امره فيهم، فبلغ ذلك الحجاج، فكتب فيه الى اهل عمان، فهرب حتى اتى قوما من الازد فى سواد الكوفه، فنزل بهم، فلم يزل عندهم حتى مات، و فى نزوله فيهم يقول:نزلنا بحمد الله فى خير منزل نسر بما فيه من الانس و الخفر نزلنا بقوم يجمع الله شملهم و ليس لهم دعوى سوى المجد يعتصر من الازد ان الازد اكرم اسوه يمانيه طابوا اذا انتسب البشر فاصبحت فيهم آمنا لا كمعشر اتونى فقالوا:من ربيعه او مضر ام الحى قحطان فتلكم سفاهه كما قال لى روح و صاحبه زفر و ما منهما الا يسر بنسبه تقربنى منه و ان كان ذا نفر فنحن عباد الله، و الله واحد و اولى عباد الله بالله من شكر قال ابوالعباس:و من الخوارج من مشى فى الرمح و هو فى صدره خارجا من ظهره، حتى خالط طاعنه فضربه بالسيف فقتله، و هو يقول:(و عجلت اليك رب لترضى).و منهم الذى سال عليه (ع) يوم النهروان المبارزه فى قوله:اطعنهم و لاارى عليا و لو بدا اوجرته الخطيا فخرج اليه على فضربه بالسيف فقتله، فلما خالطه السيف قال:(يا حبذا الروحه الى الجنه).و منهم ابن ملجم، و قطع الحسن بن على يديه و رجليه و هو فى ذلك يذكر الله، ثم عمد الى لسانه فقطعه فجزع، فقيل له فى ذلك قال:احببت الا يزال لسانى رطبا من ذكر الله.و منهم القوم الذين وثب رجل منهم على رطبه سقطت من نخله، فوضعها فى فيه، فلفظها تورعا.و منهم ابوبلال مرداس، الذى ينحله من الفرق لتقشفه و تصرمه و صحه عبادته، و صلابه نيته.اما المعتزله فتنتحله و تقول:انه خرج منكرا لجور السلطان، داعيا الى الحق، و انه من اهل العدل، و يحتجون لذلك بقوله لزياد، و قد كان قال فى خطبته على المنبر، و الله لاخذن المحسن بالمسى ء، و الحاضر بالغائب، و الصحيح بالسقيم، فقام اليه مرداس فقال:قد سمعنا ما قلت ايها الانسان، و ما هكذا قال الله تعالى لنبيه ابراهيم، اذ يقول:(و ابراهيم الذى وفى الا تزر وازره وزر اخرى)، ثم خرج عليه عقيب هذا اليوم.و اما الشيعه فتنتحله، و تزعم انه كتب الى الحسين بن على:انى و الله لست من الخوارج، و لاارى رايهم، و انى على دين ا
بيك ابراهيم.(المستورد السعدى) و منهم المستورد، احد بنى سعد بن زيد بن مناه، كان ناسكا مجتهدا، و هو احد من تراس على الخوارج فى ايام على، و له الخطبه المشهوره التى اولها:ان رسول الله (ص) اتانا بالعدل تخفق راياته، و تلمع معالمه، فبلغنا عن ربه، و نصح لامته، حتى قبضه الله تعالى مخيرا مختارا.و نجا يوم النخيله من سيف على، فخرج بعد مده على المغيره بن شعبه- و هو والى الكوفه- فبارزه معقل بن قيس الرياحى، فاختلفا ضربتين، فخر كل واحد منهما ميتا.و من كلام المستورد:لو ملكت الدنيا بحذافيرها، ثم دعيت الى ان استفيد بها خطيئه ما فعلت.و من كلامه:اذا افضيت بسرى الى صديقى فافشاه لم المه، لانى كنت اولى بحفظه.و من كلامه:كن احرص على حفظ سرك منك على حقن دمك.و كان يقول:اول ما يدل على عيب عائب الناس معرفته بالعيوب، و لايعيب الا معيب.و كان يقول:المال غير باق عليك، فاشتر به من الحمد و الاجر ما يبقى عليك.(حوثره الاسدى) قال ابوالعباس:و خرج من الخوارج على معاويه بعد قتل على حوثره الاسدى، و حابس الطائى، خرجا فى جمعهما، فصارا الى مواضع اصحاب النخيله، و معاويه يومئذ بالكوفه قد دخلها فى عام الجماعه، و قد نزل الحسن بن على، و
خرج يريد المدينه، فوجه اليه معاويه- و قد تجاوز فى طريقه- يساله ان يكون المتولى لمحاربه الخوارج، فكان جواب الحسن:و الله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين، و ما احسب ذاك يسعنى، افاقاتل عنك قوما انت و الله اولى بالقتال منهم! قلت:هذا موافق لقول ابيه:(لاتقاتلوا الخوارج بعدى، فليس من طلب الحق فاخطاه، مثل من طلب الباطل فادركه)، و هو الحق الذى لايعدل عنه و به يقول اصحابنا، فان الخوارج عندهم اعذر من معاويه، و اقل ضلالا، و معاويه اولى بان يحارب منهم.