شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قالت نائحه اهل المدينه (تبكيهم):ما للزمان و ماليه افنت قديد رجاليه فلابكين سريره و لابكين علانيه و لابكين على قدي د بسوء ما اولانيه و لاعوين اذا خلو ت مع الكلاب العاويه (ابوحمزه الشارى) قال ابوالفرج:و لما سار عبدالواحد بن سليمان بن عبدالملك الى الشام، و خلف المدينه لبلج، اقبل ابوحمزه من مكه حتى دخلها، فرقى المنبر، فحمد الله و قال:يا اهل المدينه، سالناكم عن ولاتكم هولاء فاساتم لعمرى و الله القول فيهم، و سالناكم:هل يقتلون بالظن؟ فقلتم:نعم، و سالناكم:هل يستحلون المال الحرام و الفرج الحرام؟ فقلتم:نعم، فقلنا لكم:تعالوا نحن و انتم، فانشدوا الله وحده ان يتنحوا عنا و عن
كم ليختار المسلمون لانفسهم، فقلتم:لانفعل، فقلنا لكم:تعالوا نحن و انتم نلقاهم:فان نظهر نحن و انتم يات من يقيم لنا كتاب الله و سنه نبيه، و يعدل فى احكامكم، و يحملكم على سنه نبيكم، فابيتم و قاتلتمونا، فقاتلناكم و قتلناكم، فابعدكم الله و اسحقكم يا اهل المدينه! مررت بكم فى زمن الاحول هشام بن عبدالملك، و قد اصابتكم عاهه فى ثماركم، فركبتم اليه تسالونه ان يضع خراجكم عنكم، فكتب بوضعه عن قوم من ذوى اليسار منكم، فزاد الغنى، غنى و الفقير فقرا.

و قلتم:جزاه الله خيرا، فلا جزاه خيرا و لا جزاكم! قال ابوالفرج.

فاما خطبتا ابى حمزه المشهورتان اللتان خطب بهما فى المدينه، فان احداهما قوله:تعلمون يا اهل المدينه، انا لم نخرج من ديارنا و اموالنا اشرا و لابطرا، و لاعبثا و لالهوا، و لا لدوله ملك نريد ان نخوض فيه، و لا لثار قديم نيل منا، و لكنا لما راينا مصابيح الحق قد اطفئت، و معالم العدل قد عطلت، و عنف القائم بالحق، و قتل القائم بالقسط، ضاقت علينا الارض بما رحبت، و سمعنا داعيا يدعو الى طاعه الرحمن، و حكم القرآن، فاجبنا داعى الله، (و من لايجب داعى الله فليس بمعجز فى الارض) فاقبلنا من قبائل شتى، النفر منا على البعير الواحد، و علي
ه زادهم، يتعاورون لحافا واحدا، قليلون مستضعفون فى الارض، فاوانا الله و ايدنا بنصره، و اصبحنا- و الله المحمود- من اهل فضله و نعمته.

ثم لقينا رجالكم بقديد، فدعوناهم الى طاعه الرحمن، و حكم القرآن، فدعونا الى طاعه الشيطان، و حكم مروان، فشتان- لعمر الله- ما بين الغى و الرشد! ثم اقبلوا يزفون و يهرعون، قد ضرب الشيطان فيهم بجرانه، و صدق عليهم ابليس ظنه، و اقبل انصار الله عصائب و كتائب، بكل مهند ذى رونق، فدارت رحانا و استدارت رحاهم، بضرب يرتاب منه المبطلون.

و ايم الله يا اهل المدينه، ان تنصروا مروان و آل مروان فيسحتكم الله بعذاب من عنده او بايدينا، و يشف صدور قوم مومنين.

يا اهل المدينه، الناس منا و نحن منهم، الا مشركا عباد وثن، او كافرا من اهل الكتاب، او اماما جائرا.

يا اهل المدينه، من يزعم ان الله تعالى كلف نفسا فوق طاقتها، و سالها عما لم يوتها فهو لنا حرب.

يا اهل المدينه، اخبرونى عن ثمانيه اسهم فرضها الله فى كتابه على القوى و الضعيف، فجاء تاسع ليس له منها سهم، فاخذها جميعا لنفسه، مكابرا محاربا لربه، ما تقولون فيه، و فيمن عاونه على فعله؟ يا اهل المدينه، بلغنى انكم تنتقصون اصحابى، قلتم:هم شباب احداث، و اعراب جفاه، وي
حكم يا اهل المدينه! و هل كان اصحاب رسول الله (ص) الا شبابا احداثا! نعم و الله ان اصحابى لشباب مكتهلون فى شبابهم، غضيضه عن الشر اعينهم، ثقيله عن الباطل اقدامهم، قد باعوا انفسا تموت غدا بانفس لاتموت ابدا، قد خلطوا كلالهم بكلالهم، و قيام ليلهم بصيام نهارهم، محنيه اصلابهم على اجزاء القرآن، كلما مروا بايه خوف شهقوا خوفا من النار، و كلما مروا بايه رجاء شهقوا شوقا الى الجنه، و اذا نظروا الى السيوف و قد انتضيت، و الى الرماح و قد اشرعت، و الى السهام و قد فوقت، و ارعدت الكتيبه بصواعق الموت- استخفوا وعيدها عند وعيد الله، و انغمسوا فيها.

فطوبى لهم و حسن ماب! فكم من عين فى منقار طائر طالما بكى بها صاحبها من خشيه الله! و كم من يد قد ابينت عن ساعدها، طالما اعتمد عليها صاحبها راكعا و ساجدا فى طاعه الله! اقول قولى هذا و استغفر الله، و ما توفيقى الا بالله عليه توكلت و اليه انيب.

و اما الخطبه الثانيه، فقوله:يا اهل المدينه، ما لى رايت رسم الدين فيكم عافيا، و آثاره دارسه! لاتقبلون (عليه) عظه، و لاتفقهون من اهله حجه، قد بليت فيكم جدته، و انطمست عنكم سنته، ترون معروفه منكرا، و المنكر من غيره معروفا، فاذا انكشفت لكم العبر، و اوضحت
لكم النذر، عميت عنها ابصاركم، و صمت عنها آذانكم، ساهين فى غمره، لاهين فى غفله، تنبسط قلوبكم للباطل اذا نشر، و تنقبض عن الحق اذا ذكر، مستوحشه من العلم مستانسه بالجهل، كلما وردت عليها موعظه زادتها عن الحق نفورا، تحملون قلوبا فى صدوركم كالحجاره او اشد قسوه من الحجاره، فهى لاتلين بكتاب الله، الذى لو انزل على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشيه الله! يا اهل المدينه، انه لاتغنى عنكم صحه ابدانكم اذا سقمت قلوبكم، قد جعل الله لكل شى ء سببا غالبا عليه، لينقاد اليه مطيع امره، فجعل القلوب غالبه على الابدان، فاذا مالت القلوب ميلا كانت الابدان لها تبعا، و ان القلوب لاتلين لاهلها الا بصحتها و لايصححها الا المعرفه بالله، و قوه النيه و نفاذ البصيره، و لو استشعرت تقوى الله قلوبكم، لاستعملت فى طاعه الله ابدانكم.

يا اهل المدينه، داركم دارالهجره، و مثوى الرسول (ص)، لما نبت به داره، و ضاق به قراره، و آذاه الاعداء و تجهمت له، فنقله الله اليكم، بل الى قوم لعمرى لم يكونوا امثالكم، متوازرين مع الحق على الباطل، مختارين الاجل على العاجل، يصبرون للضراء رجاء ثوابها، فنصروا الله و جاهدوا فى سبيله، و آزروا رسوله (ص)، و اتبعوا النور الذى انزل م
عه، و آثروا الله على انفسهم، و لو كان بهم خصاصه، فقال الله تعالى لهم و لامثالهم، و لمن اهتدى بهديهم:(و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون).

و انتم ابناوهم و من بقى من خلفهم، تتركون ان تقتدوا بهم، او تاخذوا بسنتهم، عمى القلوب صم الاذان.

اتبعتم الهوى فارداكم عن الهدى، و اسهاكم عن مواعظ القرآن، لاتزجركم فتنزجرون، و لاتعظكم فتتعظون، و لاتوقظكم فتستيقظون، لبئس الخلف انتم من قوم مضوا قبلكم! ما سرتم سيرتهم، و لاحفظتم وصيتهم، و لااحتذيتم مثالهم، لو شقت عنهم قبورهم فعرضت عليهم اعمالكم لعجبوا كيف صرف العذاب عنكم! الا ترون الى خلافه الله و امامه المسلمين كيف اضيعت، حتى تداولها بنو مروان، اهل بيت اللعنه، و طرداء رسول الله، و قوم (من) الطلقاء، ليسوا من المهاجرين و لا الانصار و التابعين باحسان! فاكلوا مال الله اكلا و تلعبوا بدين الله لعبا، و اتخذوا عباد الله عبيدا، يورث الاكبر منهم ذلك الاصغر، فيا لها امه ما اضعفها و اضيعها! و مضوا على ذلك من سيى ء اعمالهم و استخفافهم بكتاب الله، قد نبذوه وراء ظهورهم، فالعنوهم لعنهم الله لعنا، (كما يستحقونه).

و لقد ولى منهم عمر بن عبدالعزيز فاجتهد و لم يكد، و عجز عن الذى اظهر، حتى مضى لسب
يله.

قال:و لم يذكره بخير و لا بشر.

ثم قال:و ولى بعده يزيد بن عبدالملك، غلام سفيه ضعيف، غير مامون على شى ء من امور المسلمين، لم يبلغ اشده، و لم يونس رشده، و قد قال الله عز و جل:(فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم) و امر امه محمد (ص) و احكامها و فروجها و دمائها اعظم عند الله من مال اليتيم، و ان كان عند الله عظيما، غلام مابون فى فرجه و بطنه، ياكل الحرام، و يشرب الخمر، و يلبس بردين قد حيكا من غير حلهما، و صرفت اثمانهما فى غير وجهها، بعد ان ضربت فيهما الابشار، و حلقت فيهما الاشعار، استحل ما لم يحله الله لعبد صالح، و لا لنبى مرسل، فاجلس حبابه عن يمينه، و سلامه عن يساره، يغنيانه بمزامير الشيطان، و يشرب الخمر الصراح، المحرمه نصا بعينها، حتى اذا اخذت منه ماخذها، و خالطت روحه و لحمه و دمه، و غلبت سورتها على عقله مزق برديه، ثم التفت اليهما، فقال:اتاذنان لى بان اطير! نعم فطر الى النار، طر الى لعنه الله، طر الى حيث لايردك الله.

ثم ذكر بنى اميه و اعمالهم، فقال:اصابوا امره ضائعه:و قوما طغاما جهالا لايقومون لله بحق، و لايفرقون بين الضلاله و الهدى، و يرون ان بنى اميه ارباب لهم، فملكوا الامر، و تسلطوا فيه تسلط ربو
بيه، بطشهم بطش الجبابره، يحكمون بالهوى، و يقتلون على الغضب و ياخذون بالظن، و يعطلون الحدود بالشفاعات، و يومنون الخونه، و يعصون ذوى الامانه، و يتناولون الصدقه من غير فرضها، و يضعونها غير موضعها، فتلك الفرقه الحاكمه بغير ما انزل الله، فالعنوهم لعنهم الله.

قال:ثم ذكر شيعه آل ابى طالب، فقال:و اما اخواننا من الشيعه- و ليسوا باخواننا فى الدين، لكنى سمعت الله يقول:(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا)- فانها فرقه تظاهرت بكتاب الله، و آثرت الفرقه على الله، لايرجعون الى نظر نافذ فى القرآن، و لا عقل بالغ فى الفقه، و لاتفتيش عن حقيقه الثواب، قد قلدوا امورهم اهواءهم، و جعلوا دينهم العصبيه لحزب لزموه و اطاعوه، فى جميع ما يقوله لهم:غيا كان او رشدا، ضلاله كان او اهدى، ينتظرون الدول فى رجعه الموتى، و يومنون بالبعث قبل الساعه، و يدعون علم الغيب لمخلوقين لايعلم واحدهم ما فى بيته، بل لايعلم ما ينطوى عليه ثوبه، او يحويه جسمه، ينقمون المعاصى على اهلها، و يعملون بها و لايعلمون المخرج منها، جفاه فى دينهم، قليله عقولهم، قد قلدوا اهل بيت من العرب دينهم، و زعموا ان موالاتهم لهم تغنيهم عن الاعم
ال الصالحه، و تنجيهم من عقاب الاعمال السيئه، قاتلهم الله انى يوفكون! فاى الفرق يا اهل المدينه تتبعون، ام باى مذاهبهم تقتدون! و لقد بلغنى مقالكم فى اصحابى و ما عبتموه من حداثه اسنانهم، ويحكم! و هل كان اصحاب رسول الله (ص) الا احداثا! نعم انهم لشباب مكتهلون فى شبابهم، غضيضه عن الشر اعينهم، ثقيله فى الباطل ارجلهم، انضاء عباده قد نظر الله اليهم فى جوف الليل، محنيه اصلابهم على اجزاء القرآن كلما مر احدهم بايه فيها ذكر الجنه بكى شوقا، و كلما مر بايه فيها ذكر النار شهق خوفا، كان زفير جهنم بين اذنيه، قد اكلت الارض جباههم و ركبهم، و وصلوا كلال ليلهم بكلال نهارهم، مصفره الوانهم، ناحله ابدانهم، من طول القيام، و كثره الصيام، يوفون بعهد الله، منجزون لوعد الله، قد شروا انفسهم فى طاعه الله حتى اذا التقت الكتيبتان، و ابرقت سيوفهما، و فوقت سهامهما، و اشرعت رماحهما، لقوا شبا الاسنه و زجاج السهام و ظبى السيوف، بنحورهم، و وجوههم و صدورهم فمضى الشاب منهم قدما، حتى اختلفت رجلاه على عنق فرسه، و اختضبت محاسن وجهه بالدماء، و عفر جبينه بالتراب و الثرى، و انحطت عليه الطير من السماء، و مزقته سباع الارض، فكم من عين فى منقار طائر طالما بكى
بها صاحبها فى جوف الليل من خوف الله، و كم من وجه رقيق، و جبين عتيق قد فلق بعمد الحديد.

ثم بكى فقال:آه، آه! على فراق الاخوان، رحمه الله تعالى على تلك الابدان، اللهم ادخل ارواحها الجنان! قال ابوالفرج:و سار ابوحمزه، و خلف بالمدينه المفضل الازدى فى جماعه، من اصحابه و بعث مروان بن محمد عبدالملك بن عطيه السعدى فى اربعه آلاف من اهل الشام، فيهم فرسان عسكره و وجهوهم لحرب ابى حمزه و عبدالله بن يحيى طالب الحق و امر ابن عطيه بالجد فى المسير، و اعطى كل رجل من الجيش مائه دينار، و فرسا عربيا، و بغلا لثقله، فخرج ابن عطيه حتى اذا كان بالمعلى.

فكان رجل من اهل وادى القرى، يقال له العلاء بن افلح ابى الغيث، يقول:لقينى فى ذلك اليوم و انا غلام رجل من اصحاب ابن عطيه:فقال لى:ما اسمك يا غلام؟ فقلت:العلاء، فقال:ابن من؟ قلت:ابن افلح، قال:اعربى ام مولى؟ فقلت:مولى، قال:مولى من؟ قلت:مولى ابى الغيث، قال:فاين نحن؟ قلت:بالمعلى، قال:فاين نحن غدا؟ قلت:بغالب، قال:فما كلمنى حتى اردفنى خلفه، و مضى حتى ادخلنى على ابن عطيه، و قال له:ايها الامير، سل الغلام ما اسمه؟ فسال و انا ارد عليه القول، فسر بذلك، و وهب لى دراهم.

قال ابوالفرج:و قدم ابوحمزه، و امامه بلج بن عقبه فى ستمائه رجل، ليقاتل عبدالملك بن عطيه، فلقيه بوادى القرى، لايام خلت من جمادى الاولى سنه ثلاثين و مائه، فتواقفوا، و دعاهم بلج الى الكتاب و السنه، و ذكر بنى اميه و ظلمهم، فشتمه اهل الشام، و قالوا:يا اعداء الله، انتم احق بهذا ممن ذكرتم.

فحمل بلج و اصحابه عليهم، و انكشفت طائفه من اهل الشام، و ثبت ابن عطيه فى عصبه صبروا معه، فناداهم:يا اهل الشام، يا اهل الحفاظ! ناضلوا عن دينكم و اميركم، و اصبروا و قاتلوا قتالا شديدا، فقتل بلج و اكثر اصحابه، و انحازت قطعه من اصحابه نحو المائه الى جبل اعتصموا به، فقاتلهم ابن عطيه ثلاثه ايام، فقتل منهم سبعين رجلا، و نجا منهم ثلاثون.

/ 614