شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قدموا اصحاب السلاح المستلئمه، و اخروا الحاسر، و احملوا باجمعكم، فقد بلغ الحق مقطعه، و انما هو ظالم و مظلوم.

قال نصر:و خطب على (ع) اصحابه فيما حدثنا به عمر بن سعد، عن ابى يحيى، عن محمد بن طلحه، عن ابى سنان، عن ابيه قال:كانى انظر اليه متوكئا على قوسه، و قد جمع اصحاب رسول الله (ص) عنده، فهم يلونه، كانه احب ان يعلم الناس ان الصحابه متوافرون معه، فحمد الله و اثنى عليه، و قال:اما بعد، فان الخيلاء من التجبر، و ان النخوه من التكبر، و ان الشيطان عدو حاضر، يعدكم الباطل، الا ان المسلم اخو المسلم، فلا تنابذوا و لاتخادلوا.

الا ان شرائع الدين واحده، و سبله قاصده، من اخذ بها لحق، و من فارقها محق، و من تركها مرق.

ليس المسلم بالخائن اذا ائتمن، و لا بالمخلف اذا وعد، و لا بالكذاب اذا نطق.

نحن اهل بيت الرحمه، و قولنا الصدق، و فعلنا القصد، و منا خاتم النبيين، و فينا قاده الاسلام، و فينا حمله الكتاب.

الا انا
ندعوكم الى الله و الى رسوله، و الى جهاد عدوه و الشده فى امره، و ابتغاء مرضاته، و اقام الصلاه، و ايتاء الزكاه، و حج البيت، و صيام شهر رمضان، و توفير الفى ء على اهله.

الا و ان من اعجب العجائب ان معاويه بن ابى سفيان الاموى و عمرو بن العاص السهمى، اصبحا يحرضان الناس على طلب الدين بزعمهما، و لقد علمتم انى لم اخالف رسول الله (ص) قط، و لم اعصه فى امر، اقيه بنفسى فى المواطن التى ينكص فيها الابطال، و ترعد فيها الفرائص، بنجده اكرمنى الله سبحانه بها، و له الحمد.

و لقد قبض رسول الله (ص) و ان راسه لفى حجرى، و لقد وليت غسله بيدى وحدى، تقلبه الملائكه المقربون معى.

و ايم الله ما اختلفت امه قط بعد نبيها الا ظهر اهل باطلها على اهل حقها، الا ماشاءالله.

قال ابوسنان الاسلمى:فاشهد لقد سمعت عمار بن ياسر، يقول للناس:اما اميرالمومنين فقد اعلمكم ان الامه لم تستقم عليه اولا، و انها لن تستقيم عليه آخرا.

قال:ثم تفرق الناس، و قد نفذت ابصارهم فى قتال عدوهم، فتاهبوا و استعدوا.

قال نصر:و حدثنا عمر بن سعد، عن مالك بن اعين، عن زيد بن وهب ان عليا (ع)، قال فى هذه الليله:حتى متى لانناهض القوم باجمعنا! ثم قام فى الناس فقال:الحمد لله الذى لا
يبرم ما نقض، و لاينقض ما ابرم، و لو شاء ما اختلف اثنان من هذه الامه و لا من خلقه، و لاتنازع البشر فى شى ء من امره، و لاجحد المفضول ذا الفضل فضله و قد ساقتنا و هولاء القوم الاقدار، حتى لفت بيننا فى هذا الموضع، و نحن من ربنا بمراى و مسمع، و لو شاء لعجل النقمه، و لكان منه النصر، حتى يكذب الله الظالم، و يعلم الحق اين مصيره.

و لكنه جعل الدنيا دار الاعمال، و الاخره دار الجزاء و القرار (ليجزى الذين اساءوا بما عملوا و يجزى الذين احسنوا بالحسنى).

الا انكم لاقوا العدو غدا ان شاءالله، فاطيلوا الليله القيام، و اكثروا تلاوه القرآن، و اسالوا الله الصبر و النصر، و القوهم بالجد و الحزم، و كونوا صادقين.

قال:فوثب الناس الى رماحهم و سيوفهم و نبالهم يصلحونها، و خرج (ع) فعبى الناس ليلته تلك كلها حتى اصبح، و عقد الالويه، و امر الامراء، و كتب الكتائب، و بعث الى اهل الشام مناديا نادى فيهم:اغدوا على مصافكم.

فضج اهل الشام فى معسكرهم، و اجتمعوا الى معاويه فعبى خيله، و عقد الويته، و امر امراءه، و كتب كتائبه، و احاط به اهل حمص فى راياتهم، و عليهم ابوالاعور السلمى، و اهل الاردن فى راياتهم، عليهم عمرو بن العاص، و اهل قنسرين و عليهم زفر ب
ن الحارث الكلابى، و اهل دمشق- و هم القلب- و عليهم الضحاك بن قيس الفهرى، فاطافوا كلهم بمعاويه، و كان اهل الشام اكثر من اهل العراق بالضعف، و سار ابوالاعور و عمرو بن العاص و من معهما، حتى وقفا بحيال اهل العراق، فنظرا اليهم، و استقلا جمعهم، و طمعا فيهم، و نصب لمعاويه منبر، فقعد عليه فى قبه ضربها، القى عليها الثياب و الارائك، و احاط به اهل يمن، و قال:لا يقربن هذا المنبر احد لاتعرفونه الا قتلتموه كائنا من كان.

قال نصر:و ارسل عمرو الى معاويه:قد عرفت ما بيننا من العهد، و العقد فاعصب براسى هذا الامر، و ارسل الى ابى الاعور فنحه عنى، و دعنى و القوم، فارسل معاويه الى ابى الاعور ان لابى عبدالله رايا و تجربه ليست لى و لا لك، و قد وليته اعنه الخيل، فسر انت حتى تقف بخيلك على تل كذا و دعه و القوم.

فسار ابوالاعور، و بقى عمرو بن العاص فيمن معه واقفا بازاء عسكر العراق، فنادى عمرو ابنيه:عبدالله و محمدا فقال لهما:قدما هولاء الدرع، و اخرا هولاء الحسر، و اقيما الصف قص الشارب، فان هولاء قد جاءوا بخطه قد بلغت السماء.

فمشيا برايتهما، فعدلا الصفوف، و سار بينهما عمرو فاحسن الصف ثانيه، ثم حمل قيسا و كليبا و كنانه على الخيول، و رجل س
ائر الناس.

قال نصر:و بات كعب بن جعيل التغلبى، شاعر اهل الشام تلك الليله يرتجز و ينشد:اصبحت الامه فى امر عجب و الملك مجموع غدا لمن غلب اقول قولا صادقا غير كذب ان غدا يهلك اعلام العرب غدا نلاقى ربنا فنحتسب غدا يصيرون رمادا قد ذهب بعد الجمال و الحياء و الحسب يا رب لاتشمت بنا و لاتصب من خلع الانداد طرا و الصلب قال نصر:و قال معاويه:من فى ميسره اهل العراق؟ فقيل:ربيعه، فلم يجد فى الشام ربيعه، فجاء بحمير، فجعلها بازاء ربيعه على قرعه اقرعها بين حمير و عك، فقال ذو الكلاع الحميرى:باستك من سهم (لم تبغ الضراب)! كانه انف عن ان تكون حمير بازاء ربيعه، فبلغ ذلك حجدرا الحنفى، فحلف بالله ان عاينه ليقتلنه او ليموتن دونه، فجاءت حمير حتى وقفت بازاء ربيعه، و جعل السكاسك و السكون بازاء كنده، و عليهما الاشعث بن قيس، و جعل بازاء همدان العراق الازد، و بازاء مذحج العراق عكا.

و قال راجز من اهل الشام:ويل لام مذحج من عك و امهم قائمه تبكى نصكهم بالسيف اى صك فلا رجال كرجال عك قال:و طرحت عك حجرا بين ايديهم، و قالوا:لا نفر حتى يفر هذا الحكر (بالكاف)- و عك تقلب الجيم كافا- و صف القلب خمسه صفوف، و فعل اهل العر
اق ايضا مثل ذلك، و نادى عمرو بن العاص باعلى صوته:يا ايها الجند الصليب الايمان قوموا قياما و استعينوا الرحمن انى اتانى خبر ذو الوان ان عليا قتل ابن عفان ردوا علينا شيخنا كما كان فرد عليه اهل العراق و قالوا:ابت سيوف مذحج و همدان بان ترد نعثلا كما كان خلقا جديدا مثل خلق الرحمن ذلك شان قد مضى و ذا شان ثم نادى عمرو بن العاص ثانيه برفع صوته:ردوا علينا شيخنا ثم بجل او لاتكونوا جزرا من الاسل فرد عليه اهل العراق:كيف نرد نعثلا و قد قحل! نحن ضربنا راسه حتى انجفل و ابدل الله به خير بدل اعلم باالدين و ازكى بالعمل و قال ابراهيم بن اوس بن عبيده من اهل الشام:لله در كتائب جاءتكم تبكى فوارسها على عثمان تسعون الفا ليس فيهم قاسط يتلون كل مفصل و مثان يسلون حق الله لايعدونه و مجيبكم للملك و السلطان فاتوا ببينه على ما جئتم او لا فحسبكم من العدوان و اتوا بما يمحو قصاص خليفه لله، ليس بكاذب خوان قال نصر:و بات على (ع) ليلته يعبى الناس حتى اذا اصبح زحف بهم، و خرج اليه معاويه فى اهل الشام فجعل يقول:من هذه القبيله؟ و من هذه القبيله؟ يعنى قبائل اهل الشام، فيسمون له حتى اذا عرفهم، و
عرف مراكزهم قال للازد:اكفونى الازد، و قال لخثعم:اكفونى خثعما، و امر كل قبيله من العراق ان تكفيه اختها من اهل الشام، الا قبيله ليس منهم بالعراق الا القليل مثل بجيله، فان لخما كانت بازائها.

ثم تناهض القوم يوم الاربعاء سادس صفر و اقتتلوا الى آخر نهارهم، و انصرفوا عند المساء، و كل غير غالب.

قال نصر:فاما اليوم السابع فكان القتال فيه شديدا، و الخطب عظيما، و كان عبدالله بن بديل الخزاعى على ميمنه العراق، فزحف نحو حبيب بن مسلمه، و هو على ميسره اهل الشام، فلم يزل يحوزه و يكشف خيله حتى اضطر بهم الى قبه معاويه وقت الظهر.

قال نصر:فحدثنا عمر بن سعد، قال:حدثنا مالك بن اعين، عن زيد بن وهب، ان عبدالله بن بديل قام فى اصحابه فخطبهم فقال:الا ان معاويه ادعى ما ليس له، و نازع الامر اهله و من ليس مثله، و جادل بالباطل ليدحض به الحق، و صال عليكم بالاعراب و الاحزاب، و زين لهم الضلاله، و زرع فى قلوبهم حب الفتنه، و لبس عليهم الامور، و زادهم رجسا الى رجسهم، و انتم - و الله- على نور و برهان (مبين) قاتلوا الطغاه الجفاه، قاتلوهم و لاتخشوهم، و كيف تخشونهم، و فى ايديكم كتاب من ربكم ظاهر مبين:(اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مومنين،
قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مومنين)، و لقد قاتلتهم مع النبى (ص)، و الله ما هم فى هذه بازكى، و لااتقى، و لاابر، انهضوا الى عدو الله و عدوكم.

قال نصر:و حدثنا عمر بن سعد، قال:حدثنى عبدالرحمن، عن ابى عمرو، عن ابيه، ان عليا (ع) خطب فى ليله هذا اليوم، فقال:معاشر المسلمين، استشعروا الخشيه، و تجلببوا السكينه، و عضوا على النواجذ، فانه انبى للسيوف عن الها.

، الفصل بطوله الى آخره، و هو المذكور فى الكتاب.

و روى نصر ايضا بالاسناد المذكور ان عليا (ع) خطب ذلك اليوم، و قال:ايها الناس، ان الله تعالى ذكره، قد دلكم على تجاره تنجيكم من العذاب، و تشفى بكم على الخير:ايمان بالله و رسوله، و جهاد فى سبيله، و جعل ثوابه مغفره الذنوب، و مساكن طيبه فى جنات عدن و رضوان من الله اكبر، و اخبركم بالذى يحب فقال:(ان الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص)، فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص، و قدموا الدارع، و اخروا الحاسر، و عضوا على الاضراس، فانه انبى للسيوف عن الهام، و اربط للجاش، و اسكن للقلوب.

و اميتوا الاصوات، فانه اطرد للفشل، و اولى بالوقار، و التووا فى اطراف الرماح، فانه امور للاسنه
، و رايتكم فلا تميلوها و لاتزيلوها، و لاتجعلوها الا بايدى شجعانكم المانعى الذمار، و الصبر عند نزول الحقائق، اهل الحفاظ، الذين يحفون برايتكم و يكتنفونها، يضربون خلفها و امامها، و لاتضيعوها.

اجزاء كل امرى ء (وقذ) قرنه، و واسى اخاه بنفسه، و لم يكل قرنه الى اخيه، فيجمع عليه قرنه و قرن اخيه، فيكسب بذلك من الاثم، و ياتى به دناءه، انى هذا، و كيف يكون هكذا! هذا يقاتل اثنين، و هذا ممسك يده، قد خلى قرنه الى اخيه، هاربا منه، او قائما ينظر اليه! من يفعل هذا يمقته الله، فلا تعرضوا لمقت الله، فانما مردكم الى الله، قال الله تعالى لقوم عابهم:(لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل و اذا لاتمتعون الا قليلا)، و ايم الله لئن فررتم من سيف العاجله لا تسلمون من سيف الاخره، استعينوا بالصدق و الصبر، فانه بعد الصبر ينزل النصر.

قال نصر:و حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن الشعبى، عن مالك بن قدامه الارحبى، قال:قام سعيد بن قيس يخطب اصحابه بقناصرين فقال:الحمد لله الذى هدانا لدينه، و اورثنا كتابه، و امتن علينا بنبيه، فجعله رحمه للعالمين، و سيدا للمرسلين، و قائدا للمومنين، و خاتما للنبيين، و حجه الله العظيم على الماضين و الغابرين، ثم
كان فيما قضى الله و قدره- و له الحمد على ما احببنا و كرهنا- ان ضمنا و عدونا بقناصرين، فلا يجمل بنا اليوم الحياص و ليس هذا باوان انصراف، و لات حين مناص، و قد خصنا الله منه برحمه لانستطيع اداء شكرها، و لانقدر قدرها، ان اصحاب محمد المصطفين الاخيار معنا، و فى حيز، فو الله الذى هو بالعباد بصير، ان لو كان قائدنا رجلا مجدعا، الا ان معنا من البدريين سبعين رجلا لكان ينبغى لنا ان تحسن بصائرنا، و تطيب انفسنا، فكيف و انما رئيسنا ابن عم نبينا، بدرى صدق، صلى صغيرا، و جاهد مع نبيكم كثيرا، و معاويه طليق من وثاق الاسار (و ابن طليق).

الا انه اغوى جفاه فاوردهم النار، و اوردهم العار، و الله محل بهم الذل و الصغار.

الا انكم ستلقون عدوكم غدا، فعليكم بتقوى الله، من الجد و الحزم، و الصدق و الصبر، فان الله مع الصابرين.

الا انكم تفوزون بقتلهم، و يشقون بقتلكم، و الله لايقتل رجل منكم رجلا منهم الا ادخل الله القاتل جنات عدن، و ادخل المقتول نارا تلظى (لايفتر عنهم و هم فيه مبلسون) عصمنا الله و اياكم بما عصم به اولياءه، و جعلنا و اياكم ممن اطاعه و اتقاه، و استغفر الله العظيم لى و لكم و للمومنين.

ثم قال الشعبى:و لقد صدق فعله ما قال فى خطبته
.

قال نصر:و حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابى جعفر و زيد بن الحسن، قالا:طلب معاويه الى عمرو بن العاص ان يسوى صفوف اهل الشام، فقال له عمرو:على ان لى حكمى ان قتل الله ابن ابى طالب، و استوثقت لك البلاد! فقال:اليس حكمك فى مصر! قال:و هل مصر تكون عوضا عن الجنه، و قتل ابن ابى طالب ثمنا لعذاب النار الذى (لايفتر عنهم و هم فيه مبلسون)! فقال معاويه:ان لك حكمك اباعبدالله ان قتل ابن ابى طالب.

رويدا لايسمع اهل الشام كلامك.

فقام عمرو فقال:معاشر اهل الشام، سووا صفوفكم قص الشارب، و اعيرونا جماجمكم ساعه، فقد بلغ الحق مقطعه، فلم يبق الا ظالم او مظلوم.

قال نصر:و اقبل ابوالهيثم بن التيهان و كان من اصحاب رسول الله (ص) بدريا نقيبا عقبيا، يسوى صفوف اهل العراق، و يقول:يا معشر اهل العراق، انه ليس بينكم و بين الفتح فى العاجل، و الجنه فى الاجل الا ساعه من النهار، فارسوا اقدامكم، و سووا صفوفكم، و اعيروا ربكم جماجمكم، استعينوا بالله الهكم، و جاهدوا عدو الله و عدوكم، و اقتلوهم قتلهم الله و ابادهم! و اصبروا فان الارض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبه للمتقين.

قال نصر:و حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن الفضل بن ادهم، عن ابيه ان
الاشتر قام يخطب الناس بقناصرين، و هو يومئذ على فرس ادهم، مثل حلك الغراب، فقال:الحمد لله الذى خلق السموات العلى (الرحمن على العرش استوى له ما فى السموات و ما فى الارض و ما بينهما و ما تحت الثرى)، احمده على حسن البلاء، و تظاهر النعماء حمدا كثيرا، بكره و اصيلا، من هداه الله فقد اهتدى، و من يضلل فقد غوى، ارسل محمدا بالصواب و الهدى، فاظهره على الدين و كله و لو كره المشركون، صلى الله عليه و سلم.

ثم قد كان مما قضى الله سبحانه و قدر ان ساقتنا المقادير الى اهل هذه البلده من الارض، فلفت بيننا و بين عدو الله و عدونا، فنحن بحمد الله و نعمه، و منه و فضله، قريره اعيننا، طيبه انفسنا، نرجو بقتالهم حسن الثواب، و الامن من العقاب، معنا ابن عم نبينا، و سيف من سيوف الله على بن ابى طالب، صلى مع رسول الله، لم يسبقه الى الصلاه ذكر حتى كان شيخا، لم تكن له صبوه و لا نبوه و لا هفوه و لا سقطه، فقيه فى دين الله تعالى، عالم بحدود الله، ذو راى اصيل، و صبر جميل، و عفاف قديم، فاتقوا الله و عليكم بالحزم و الجد، و اعلموا انكم على الحق، و ان القوم على الباطل، انما تقاتلون معاويه و انتم مع البدريين، قريب من مائه بدرى، سوى من حولكم من اصحاب محم
د، اكثر ما معكم رايات قد كانت مع رسول الله، و مع معاويه رايات قد كانت مع المشركين على رسول الله، فما يشك فى قتال هولاء الا ميت القلب، انتم على احدى الحسنيين، اما الفتح و اما الشهاده، عصمنا الله و اياكم بما عصم به من اطاعه و اتقاه، و الهمنا و اياكم طاعته و تقواه، و استغفر الله لى و لكم.

قال نصر:و حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن الشعبى، عن صعصعه بن صوحان، عن زامل بن عمرو الجذامى، قال:طلب معاويه الى ذى الكلاع ان يخطب الناس و يحرضهم على قتال على (ع) و من معه من اهل العراق، فعقد فرسه، و كان من اعظم اصحاب معاويه خطرا، و خطب الناس، فقال:الحمد لله حمدا كثيرا، ناميا واضحا منيرا، بكره و اصيلا، احمده و استعينه، و اومن به، و اتوكل عليه، و كفى بالله وكيلا، و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، و اشهد ان محمدا عبده و رسوله، ارسله بالفرقان اماما، و بالهدى و دين الحق، حين ظهرت المعاصى، و درست الطاعه، و امتلات الارض جورا و ضلاله، و اضطرمت الدنيا نيرانا و فتنه، و ورك عدو الله ابليس، على ان يكون قد عبد فى اكنافها، و استولى على جميع اهلها، فكان محمد (ص) هو الذى اطفا الله به نيرانها، و نزع به اوتادها، و اوهن به قوى ابليس
و آيسه مما كان قد طمع فيه من ظفره بهم، و اظهره على الدين كله و لو كره المشركون، ثم كان من قضاء الله ان ضم بيننا و بين اهل ديننا بصفين، و انا لنعلم ان فيهم قوما قد كانت لهم مع رسول الله (ص) سابقه ذات شان و خطر عظيم، و لكنى ضربت الامر ظهرا و بطنا، فلم ار يسعنى ان يهدر دم عثمان صهر نبينا (ص)، الذى جهز جيش العسره، و الحق فى مصلى رسول الله (ص) بيتا، و بنى سقايه، بايع له نبى الله بيده اليمنى على اليسرى، و اختصه بكريمتيه:ام كلثوم و رقيه:فان كان قد اذنب ذنبا فقد اذنب من هو خير منه، قال الله سبحانه لنبيه:(ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تاخر)، و قتل موسى نفسا، ثم استغفر الله فغفر له، و قد اذنب نوح، ثم استغفر الله فغفر له، و قد اذنب ابوكم آدم، ثم استغفر الله فغفر له، و لم يعر احدكم من الذنوب، و انا لنعلم انه قد كانت لابن ابى طالب سابقه حسنه مع رسول الله (ص)، فان لم يكن مالا على قتل عثمان فلقد خذله، و انه لاخوه فى دينه و ابن عمه و سلفه و ابن عمته.

ثم قد اقبلوا من عراقهم حتى نزلوا شامكم، و بلادكم و بيضتكم، و انما عامتهم بين قاتل و خاذل، فاستعينوا بالله و اصبروا، فلقد ابتليتم- ايتها الامه- و لقد رايت فى منامى فى ليل
تى هذه، لكانا و اهل العراق اعتورنا مصحفا نضربه بسيوفنا، و نحن فى ذلك جميعا ننادى:ويحكم الله! و مع انا و الله لانفارق العرصه حتى نموت، فعليكم بتقوى الله، و لتكن النيات لله، فانى سمعت عمر بن الخطاب يقول:سمعت رسول الله (ص) يقول:(انما يبعث المقتتلون على النيات)، افرغ الله علينا و عليكم الصبر، و اعز لنا و لكم النصر، و كان لنا و لكم فى كل امر، و استغفر الله لى و لكم.

قال نصر:و حدثنا عمرو بن شمر، عن ابن عامر، عن صعصعه العبدى، عن ابرهه ابن الصباح، قال:قام يزيد بن اسد البجلى فى اهل الشام يخطب الناس بصفين:و عليه قباء من خز، و عمامه سوداء، آخذا بقائم سيفه، واضعا نصل السيف فى الارض، متوكئا عليه.

قال صعصعه:فذكر لى ابرهه انه كان يومئذ من اجمل العرب و اكرمها و ابلغها، فقال:الحمد لله الواحد الفرد، ذى الطول و الجلال، العزيز الجبار، الحكيم الغفار، الكبير المتعال، ذى العطاء و الفعال، و السخاء و النوال، و البهاء و الجمال، و المن و الافضال، مالك اليوم الذى لابيع فيه و لا خلال، احمده على حسن البلاء، و تظاهر النعماء، و فى كل حال من شده او رخاء.

احمده على نعمه التوام، و آلائه العظام، حمدا يستنير بالليل و النهار.

و اشهد ان ل
ا اله الا الله وحده لا شريك له، كلمه النجاه فى الحياه، و عند الوفاه و فيها الخلاص يوم القصاص، و اشهد ان محمدا عبده و رسوله، النبى المصطفى، و امام الهدى، (ص).

ثم كان من قضاء الله ان جمعنا و اهل ديننا فى هذه الرقعه من الارض، و الله يعلم انى كنت كارها لذلك و لكنهم لم يبلعونا ريقنا، و لم يتركونا نرتاد لانفسنا، و ننظر لمعادنا، حتى نزلوا بين اظهرنا، و فى حريمنا و بيضتنا.

و قد علمنا ان فى القوم احلاما و طغاما، و لسنا نامن من طغامهم على ذرارينا و نسائنا، و لقد كنا نحب الا نقاتل اهل ديننا، فاخرجونا حتى صارت الامور الى ان قاتلناهم غدا حميه فانا لله و انا اليه راجعون، و الحمد لله رب العالمين! اما و الذى بعث محمدا بالرساله، لوددت انى مت منذ سنه، و لكن الله اذا اراد امرا لم يستطع العباد رده، فنستعين بالله العظيم، و استغفر الله لى و لكم.

قال نصر:و حدثنا عمرو، عن ابى روق الهمدانى ان يزيد بن قيس الارحبى، حرض اهل العراق بصفين يومئذ فقال.

ان المسلم (السليم) من سلم دينه و رايه، و ان هولاء القوم- و الله- ما ان يقاتلوننا على اقامه دين راونا ضيعناه، و لا على احياء حق راونا امتناه، و لايقاتلوننا الا على هذه الدنيا، ليكونوا فيها ج
بابره و ملوكا، و لو ظهروا عليكم- لااراهم الله ظهورا و لاسرورا- اذا لوليكم مثل سعيد و الوليد و عبدالله بن عامر السفيه، يحدث احدهم فى مجلسه بذيت و ذيت، و ياخذ مال الله و يقول:لا اثم على فيه، كانما اعطى تراثه من ابيه كيف! انما هو مال الله، افاءه علينا باسيافنا و رماحنا، قاتلوا عباد الله القوم الظالمين، الحاكمين بغير.

ما انزل الله، و لاتاخذكم فيهم لومه لائم، انهم ان يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم و دنياكم، و هم من قد عرفتم و جربتم، و الله ما ارادوا باجتماعهم عليكم الا شرا، و استغفر الله العظيم لى و لكم.

قال نصر:و ارتجز عمرو بن العاص، و ارسل بها الى على:لاتامننا بعدها اباحسن انا نمر الامر امرار الرسن و يروى:خذها اليك و اعلمن اباحسن لتصبحن مثلها ام لبن طاحنه تدقكم دق الحفن قال:فاجابه شاعر من شعراء اهل العراق:الا احذروا فى حربكم اباحسن ليثا اباشبلين محذور فطن يدقكم دق المهاريس الطحن لتغبنن يا جاهلا اى غبن حتى تغض الكف او تقرع سن قال نصر:فحدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن الشعبى ان اول فارسين التقيا فى هذا اليوم- و هو اليوم السابع من صفر، و كان من الايام العظيمه فى صفين، ذا اهوال شديده- حجر
الخير و حجر الشر، اما حجر الخير فهو حجر بن عدى، صاحب اميرالمومنين على بن ابى طالب (ع)، و اما حجر الشر فابن عمه، كلاهما من كنده، و كان من اصحاب معاويه، فاطعنا برمحيهما، و خرج رجل من بنى اسد، يقال له خزيمه، من عسكر معاويه، فضرب حجر بن عدى ضربه برمحه، فحمل اصحاب على (ع) فقتلوا خزيمه الاسدى، و نجا حجر الشر هاربا، فالتحق بصف معاويه.

ثم برز حجر الشر ثانيه، فبرز اليه الحكم بن ازهر، من اهل العراق فقتله حجر الشر، فخرج اليه رفاعه بن ظالم الحميرى، من صف العراق فقتله، و عاد الى اصحابه يقول:الحمد لله الذى قتل حجر الشر بالحكم بن ازهر.

ثم ان عليا (ع) دعا اصحابه الى ان يذهب واحد منهم بمصحف كان فى يده الى اهل الشام، فقال:من يذهب اليهم، فيدعوهم الى ما فى هذا المصحف؟ فسكت الناس، و اقبل فتى اسمه سعيد، فقال:انا صاحبه فاعاد القول ثانيه، فسكت الناس، و تقدم الفتى، فقال:انا صاحبه، فسلمه اليه فقبضه بيده، ثم اتاهم فانشدهم الله، و دعاهم الى ما فيه فقتلوه، فقال على (ع) لعبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعى:احمل عليهم الان.

/ 614