شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال نصر:و حدثنا عمرو، قال:حدثنا خالد بن عبدالواحد الجريرى قال:حدثنى من سمع عمرو بن العاص قبل الوقعه العظمى بصفين، و هو يحرض اهل الشام، و قد كان منحنيا على قوس، فقال:الحمد لله العظيم فى شانه، القوى فى سلطانه، العلى فى مكانه، الواضح فى برهانه، احمده على حسن البلاء، و تظاهر النعماء، فى كل رزيه من بلاء، او شده او رخاء، و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، و ان محمدا عبده و رسوله، ثم انا نحتسب عند الله رب العالمين ما اصبح فى امه محمد (ص) من اشتعال نيرانها، و اضطراب حبلها، و وقوع باسها بينها،
فانا لله و انا اليه راجعون، و الحمد لله رب العالمين! او لاتعلمون ان صلاتنا و صلاتهم، و صيامنا و صيامهم، و حجنا و حجهم، و قتلنا و قتلهم، و ديننا و دينهم واحد، و لكن الاهواء مختلفه، اللهم اصلح هذه الامه بما اصلحت به اولها، و احفظ فى ما بينها، مع ان القوم قد وطئوا بلادكم، و نعوا عليكم، فجدوا فى قتال عدوكم، و استعينوا بالله ربكم، و حافظوا على حرماتكم.

ثم جلس.

قال نصر:و خطب عبدالله بن العباس اهل العراق، يومئذ فقال:الحمد لله رب العالمين، الذى دحا تحتنا سبعا، و سمك فوقنا سبعا، و خلق فيما بينهن خلقا، و انزل لنا منهن رزقا، ثم جعل كل شى ء قدرا يبلى و يفنى غير وجهه الحى القيوم، الذى يحيا و يبقى.

ان الله تعالى بعث انبياء و رسلا، فجعلهم حججا على عباده، عذرا او نذرا، لايطاع الا بعلمه و اذنه، يمن بالطاعه على من يشاء من عباده، ثم يثيب عليها، و يعصى بعلم منه، فيعفو و يغفر بحلمه، لايقدر قدره، و لايبلغ شى ء مكانه، احصى كل شى ء عددا، و احاط بكل شى ء علما.

و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك، له و اشهد ان محمدا عبده و رسوله، امام الهدى، و النبى المصطفى، و قد ساقنا قدر الله الى ما ترون، حتى كان مما اضطرب من حبل هذه الامه، و
انتشر من امرها ان معاويه بن ابى سفيان، وجد من طغام الناس اعوانا، على على ابن عم رسول الله و صهره، و اول ذكر صلى معه، بدرى، قد شهد مع رسول الله (ص) كل مشاهده التى فيها الفضل و معاويه مشرك، كان يعبد الاصنام، و الذى ملك الملك وحده، و بان به و كان اهله، لقد قاتل على بن ابى طالب مع رسول الله، و هو يقول:صدق الله و رسوله، و معاويه يقول:كذب الله و رسوله، فعليكم بتقوى الله، و الجد و الحزم و الصبر، و الله انا لنعلم انكم لعلى حق، و ان القوم لعلى باطل، فلا يكونن اولى بالجد على باطلهم منكم فى حقكم، و انا لنعلم ان الله سيعذبهم بايديكم او بايدى غيركم، اللهم اعنا و لاتخذلنا، و انصرنا على عدونا، و لاتحل عنا، و افتح بيننا و بين قومنا بالحق، و انت خير الفاتحين.

قال نصر:و حدثنا عمرو، قال:حدثنا عبدالرحمن بن جندب، عن جندب بن عبدالله، قال:قام عمار يوم صفين فقال انهضوا معى عباد الله، الى قوم يزعمون انهم يطلبون بدم ظالم، انما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الامرون بالاحسان، فقال هولاء الذين لايبالون اذا سلمت لهم دنياهم و لو درس هذا الدين:لم قتلتموه؟ فقلنا:لاحداثه، فقالوا انه لم يحدث شيئا، و ذلك لانه مكنهم من الدنيا، فهم ياكل
ونها و يرعونها، و لايبالون لو انهدمت الجبال.

و الله ما اظنهم يطلبون بدم، و لكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحلوها، و استمرءوها، و علموا ان صاحب الحق لو وليهم لحال بينهم و بين ما ياكلون و يرعون منها.

ان القوم لم يكن لهم سابقه فى الاسلام يستحقون بها الطاعه و الولايه، فخدعوا اتباعهم بان قالوا:قتل امامنا مظلوما ليكونوا بذلك جبابره و ملوكا، تلك مكيده قد بلغوا بها ما ترون، و لولاها ما بايعهم من الناس رجل، اللهم ان تنصرنا فطالما نصرت، و ان تجعل لهم الامر فادخر لهم بما احدثوا لعبادك العذاب الاليم.

ثم مضى و مضى معه اصحابه، فدنا من عمرو بن العاص، فقال:يا عمرو، بعت دينك بمصر، فتبا لك! و طالما بغيت للاسلام عوجا.

ثم قال:اللهم انك تعلم انى لو اعلم ان رضاك فى ان اقذف بنفسى فى هذا البحر لفعلت.

اللهم انك تعلم انى لو اعلم ان رضاك ان اضع ظبه سيفى فى بطنى ثم انحنى عليه حتى يخرج من ظهرى لفعلت، اللهم انى اعلم مما علمتنى انى لااعمل عملا صالحا هذا اليوم، هو ارضى من جهاد هولاء الفاسقين، و لو اعلم اليوم عملا هو ارضى لك منه لفعلته.

قال نصر:و حدثنى عمرو بن سعيد، عن الشعبى، قال:نادى عمار عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال له:بعت دينك بالدني
ا من عدو الله، و عدو الاسلام معاويه، و طلبت هوى ابيك الفاسق، فقال:لا، و لكنى اطلب بدم عثمان الشهيد المظلوم، قال:كلا، اشهد على علمى فيك انك اصبحت لاتطلب بشى ء من فعلك وجه الله، و انك ان لم تقتل اليوم فستموت غدا، فانظر اذا اعطى الله العباد على نياتهم، ما نيتك! و روى ابن ديزيل فى كتاب صفين، عن صيف الضبى، قال:سمعت الصعب بن حكيم بن شريك بن نمله المحاربى يروى عن ابيه عن جده شريك، قال:كان الناس من اهل العراق و اهل الشام يقتتلون ايام صفين، و يتزايلون، فلا يستطيع الرجل ان يرجع الى مكانه حتى يسفر الغبار عنه، فاقتتلوا يوما، و تزايلوا و اسفر الغبار، فاذا على تحت رايتنا- يعنى بنى محارب- فقال:هل من ماء؟ فاتيته باداوه فخنثتها له ليشرب، فقال:لا انا نهينا ان نشرب من افواه الاسقيه.

ثم علق سيفه و انه لمخضب بالدم من ظبته الى قائمه، فصببت له على يديه فغسلهما حتى انقاهما، ثم شرب بيديه حتى اذا روى رفع راسه، ثم قال:اين مضر؟ فقلت:انت فيهم يا اميرالمومنين، فقال:من انتم بارك الله فيكم؟ فقلنا:نحن بنو محارب، فعرف موقفه، ثم رجع الى موضعه.

قلت:خنثت الاداوه، اذا ثنيت فاها الى خارج، و انما نهى رسول الله (ص) عن اختناث الاسقيه، لان
رجلا اختنث سقاء فشرب، فدخل الى جوفه حيه كانت فى السقاء.

قال ابن ديزيل:و روى اسماعيل بن ابى اويس، قال:حدثنى عبدالملك بن قدامه بن ابراهيم بن حاطب الجمحى، عن عمرو بن شعيب، عن ابيه، عن جده عبدالله بن عمرو بن العاص، قال:قال لى رسول الله (ص):كيف بك يا عبدالله اذا بقيت فى حثاله من الناس، قد مرجت عهودهم و مواثيقهم، و كانوا هكذا؟ و خالف بين اصابعه- فقلت:تامرنى بامرك يا رسول الله، قال:تاخذ مما تعرف، و تدع ما تنكر، و تعمل بخاصه نفسك، و تدع الناس و هوام امرهم.

قال:فلما كان يوم صفين، قال له ابوه عمرو بن العاص:يا عبدالله، اخرج فقاتل، فقال:يا ابتاه، اتامرنى ان اخرج فاقاتل، و قد سمعت ما سمعت يوم عهد الى رسول الله (ص) ما عهد! فقال:انشدك الله يا عبدالله، الم يكن آخر ما عهد اليك رسول الله (ص) ان اخذ بيدك، فوضعها فى يدى، فقال:اطع اباك! فقال:اللهم بلى، قال:فانى اعزم عليك ان تخرج فتقاتل، فخرج عبدالله بن عمرو فقاتل يومئذ متقلدا سيفين.

قال:و ان من شعر عبدالله بن عمرو بعد ذلك يذكر عليا بصفين:فلو شهدت جمل مقامى و مشهدى بصفين يوما شاب منها الذوائب عشيه جا اهل العراق كانهم سحاب ربيع رفعته الجنائب اذا قلت قد ولت
سراعا بدت لنا كتائب منهم و ارحجنت كتائب و جئناهم فرادى كان صفوفنا من البحر مد موجه متراكب فدارت رحانا و استدارت رحاهم سراه النهار ما تولى المناكب فقالوا لنا انا نرى ان تبايعوا فقلنا بلى انا نرى ان تضاربوا و روى ابن ديزيل، عن يحيى بن سليمان الجعفى، قال:حدثنا مسهر بن عبدالملك بن سلع الهمدانى، قال:حدثنى ابى عن عبد خير الهمدانى، قال:كنت انا و عبد خير فى سفر، قلت:يا ابا عماره، حدثنى عن بعض ما كنتم فيه بصفين، فقال لى:يا بن اخى، و ما سوالك؟ فقلت:احببت ان اسمع منك شيئا، فقال:يا بن اخى، انا كنا لنصلى الفجر، فنصف و يصف اهل الشام، و نشرع الرماح اليهم و يشرعون بها نحونا، اما لو دخلت تحتها لاظلتك، و الله يابن اخى، انا كنا لنقف و يقفون فى الحرب لانفتر و لايفترون، حتى نصلى العشاء الاخره، ما يعرف الرجل منا طول ذلك اليوم من عن يمينه و لا من عن يساره، من شده الظلمه و النقع الا بقرع الحديد بعضه على بعض، فيبرز منه شعاع كشعاع الشمس، فيعرف الرجل من عن يمينه و من عن يساره، حتى اذا صلينا العشاء الاخره جررنا قتلانا الينا فتوسدناهم حتى نصبح، و جروا قتلاهم فتوسدوهم حتى يصبحوا.

قال:قلت له يا اباعماره، هذا و الله
الصبر.

و روى ابن ديزيل، قال:كان عمرو بن العاص اذا مر عليه رجل من اصحاب على فسال عنه، فاخبر به، فقال:يرى على و معاويه انهما بريئان من دم هذا.

قال ابن ديزيل:و روى ابن وهب، عن مالك بن انس، قال:جلس عمرو بن العاص بصفين فى رواق- و كان اهل العراق يدفنون قتلاهم، و اهل الشام يجعلون قتلاهم فى العباء و الاكسيه يحملونهم فيها الى مدافنهم، فكلما مر عليه برجل، قال:من هذا؟ فيقال:فلان، فقال عمرو:كم من رجل احسن فى الله، عظيم الحال لم ينج من قتله فلان و فلان! قال:يعنى عليا و معاويه.

قلت:ليت شعرى! لم برا نفسه، و كان راسا فى الفتنه! بل لولاه لم تكن، و لكن الله تعالى انطقه بهذا الكلام و اشباهه، ليظهر بذلك شكه، و انه لم يكن على بصيره من امره.

و روى نصر بن مزاحم، قال:حدثنى يحيى بن يعلى، قال:حدثنى صباح المزنى، عن الحارث بن حصن، عن زيد بن ابى رجاء، عن اسماء بن حكيم الفزارى، قال:كنا بصفين مع على، تحت رايه عمار بن ياسر، ارتفاع الضحى، و قد استظللنا برداء احمر، اذ اقبل رجل يستقرى الصف حتى انتهى الينا، فقال:ايكم عمار بن ياسر؟ فقال عمار:انا عمار، قال:ابواليقظان؟ قال:نعم، قال:ان لى اليك حاجه افانطق بها سرا او علانيه؟ قال:ا
ختر لنفسك، ايهما شئت، قال:لا بل علانيه، قال:فانطق، قال:انى خرجت من اهلى مستبصرا فى الحق الذى نحن عليه، لااشك فى ضلاله هولاء القوم، و انهم على الباطل، فلم ازل على ذلك مستبصرا، حتى ليلتى هذه، فانى رايت فى منامى مناديا تقدم، فاذن و شهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله (ص)، و نادى بالصلاه، و نادى مناديهم مثل ذلك، ثم اقيمت الصلاه، فصلينا صلاه واحده، و تلونا كتابا واحدا، و دعونا دعوه واحده، فادركنى الشك فى ليلتى هذه، فبت بليله لايعلمها الا الله تعالى، حتى اصبحت، فاتيت اميرالمومنين، فذكرت ذلك له فقال:هل لقيت عمار بن ياسر؟ قلت:لا، فالقه، فانظر ماذا يقول لك عمار فاتبعه، فجئتك لذلك، فقال عمار:تعرف صاحب الرايه السوداء المقابله لى! فانها رايه عمرو بن العاص، قاتلتها مع رسول الله (ص) ثلاث مرات، و هذه الرابعه فما هى بخيرهن، و لاابرهن، بل هى شرهن و افجرهن.

اشهدت بدرا و احدا و يوم حنين، او شهدها اب لك فيخبرك عنها؟ قال:لا، قال:فان مراكزنا اليوم على مراكز رايات رسول الله (ص) يوم بدر و يوم احد و يوم حنين، و ان مراكز رايات هولاء على مراكز رايات المشركين من الاحزاب، فهل ترى هذا العسكر و من فيه! و الله لوددت ان جميع
من فيه ممن اقبل مع معاويه يريد قتالنا، مفارقا للذى نحن عليه كانوا خلقا واحدا، فقطعته و ذبحته.

و الله لدماوهم جميعا احل من دم عصفور، افترى دم عصفور حراما؟ قال:لا بل حلال، قال:فانهم حلال كذلك، اترانى بينت لك؟ قال:قد بينت لى، قال:فاختر اى ذلك احببت.

فانصرف الرجل، فدعاه عمار ثم قال:اما انهم سيضربونكم باسيافهم حتى يرتاب المبطلون منكم، فيقولوا:لو لم يكونوا على حق ما اظهروا علينا، و الله ما هم من الحق على ما يقذى عين ذباب، و الله لو ضربونا باسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا انا على حق، و انهم على باطل.

قال نصر:و حدثنا يحيى بن يعلى، عن الاصبغ بن نباته، قال:جاء رجل الى على، فقال:يا اميرالمومنين، هولاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوه واحده، و الرسول واحد، و الصلاه واحده، و الحج واحد فماذا نسميهم؟ قال:سمهم بما سماهم الله فى كتابه، قال:ما كل ما فى الكتاب اعلمه، قال:اما سمعت الله تعالى يقول:(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) الى قوله:(و لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر)! فلما وقع الاختلاف، كنا نحن اولى بالله و بالكتاب و بالنبى و بالحق، فنحن ال
ذين آمنوا و هم الذين كفروا، و شاء الله قتالهم، فقاتلهم بمشيئته و ارادته.

/ 614