شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال ابراهيم:ثم قام محمد بن ابى بكر خطيبا، فحمد الله و اثنى عليه، و قال:اما بعد فالحمد لله الذى هدانا و اياكم لما اختلف فيه من الحق، و بصرنا و اياكم كثيرا مما عمى عند الجاهلون.

الا و ان اميرالمومنين ولانى اموركم، و عهد الى بما سمعتم، و اوصانى بكثير منه مشافهه، و لن آلوكم خيرا ما است
طعت، و ما توفيقى الا بالله عليه توكلت و اليه انيب.

فان يكن ما ترون آثارى و اعمالى طاعه لله و تقوى، فاحمدوا الله على ما كان من ذلك، فانه هو الهادى اليه، فان رايتم من ذلك عملا بغير الحق، فارفعوه الى، و عاتبونى عليه، فانى بذلك اسعد و انتم بذلك جديرون.

وفقنا الله و اياكم لصالح العمل.

قال ابراهيم:و حدثنى يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد الاسدى، عن الحسن بن ابراهيم، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن، قال:كتب على (ع) الى اهل مصر لما بعث محمد بن ابى بكر اليهم كتابا يخاطبهم به، و يخاطب محمدا ايضا فيه:اما بعد، فانى اوصيكم بتقوى الله فى سر امركم و علانيته، و على اى حال كنتم عليها، و ليعلم المرء منكم ان الدنيا دار بلاء و فناء، و الاخره دار جزاء و بقاء، فمن استطاع ان يوثر ما يبقى على ما يفنى فليفعل، فان الاخره تبقى، و الدنيا تفنى.

رزقنا الله و اياكم بصرا لما بصرنا و فهما لما فهمنا، حتى لانقصر عما امرنا، و لانتعدى الى ما نهانا.

و اعلم يا محمد انك و ان كنت محتاجا الى نصيبك من الدنيا الا انك الى نصيبك من الاخره احوج، فان عرض لك امران:احدهما للاخره و الاخر للدنيا، فابدا بامر الاخره، و لتعظم رغبتك فى الخير، و لتحسن فيه نيتك، فان ا
لله عز و جل يعطى العبد على قدر نيته، و اذا احب الخير و اهله و لم يعمله كان ان شاءالله كمن عمله، فان رسول الله (ص) قال حين رجع من تبوك:ان بالمدينه لاقواما ما سرتم من مسير، و لاهبطتم من واد الا كانوا معكم، ما حبسهم الا المرض- يقول:كانت لهم نيه- ثم اعلم يا محمد انى قد وليتك اعظم اجنادى اهل مصر، و وليتك ما وليتك من امر الناس، فانت محقوق ان تخاف فيه على نفسك، و تحذر فيه على دينك، و لو كان ساعه من نهار.

فان استطعت الا تسخط ربك لرضا احد من خلقه فافعل، فان فى الله خلفا من غيره، و ليس فى شى ء خلف منه، فاشتد على الظالم، و لن لاهل الخير، و قربهم اليك، و اجعلهم بطانتك و اخوانك.

والسلام.

قال ابراهيم:حدثنى يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن الحسن بن ابراهيم، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن، قال:كتب على الى محمد بن ابى بكر و اهل مصر:اما بعد، فانى اوصيكم بتقوى الله و العمل بما انتم عنه مسوولون، فانتم به رهن، و اليه صائرون، فان الله عز و جل يقول:(كل نفس بما كسبت رهينه).

و قال:(و يحذركم الله نفسه و الى الله المصير).

و قال:(فو ربك لنسالنهم اجمعين، عما كانوا يعملون).

فاعلموا عبادالله ان الله سائلكم عن الصغير من اعمالكم و ال
كبير، فان يعذب فنحن الظالمون، و ان يغفر و يرحم فهو ارحم الراحمين.

و اعلموا ان اقرب ما يكون العبد الى الرحمه و المغفره حينما يعمل بطاعه الله و مناصحته فى التوبه، فعليكم بتقوى الله عز و جل، فانها تجمع من الخير ما لايجمع غيرها، و يدرك بها من الخير ما لايدرك بغيرها خير الدنيا و خير الاخره، يقول الله سبحانه:(و قيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين احسنوا فى هذه الدنيا حسنه و لدار الاخره خير و لنعم دار المتقين).

و اعلموا عباد الله ان المومنين المتقين قد ذهبوا بعاجل الخير و آجله، شركوا اهل الدنيا فى دنياهم و لم يشاركهم اهل الدنيا فى آخرتهم، يقول الله عز و جل:(قل من حرم زينه الله التى اخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياه الدنيا خالصه يوم القيامه)، سكنوا الدنيا بافضل ما سكنت، و اكلوها بافضل ما اكلت، شاركوا اهل الدنيا فى دنياهم، فاكلوا من افضل ما ياكلون، و شربوا من افضل ما يشربون، و يلبسون من افضل ما يلبسون، و يسكنون من افضل ما يسكنون، اصابوا لذه اهل الدنيا مع اهل الدنيا مع انهم غدا من جيران الله عز و جل، يتمنون عليه، لايرد لهم دعوه، و لاينقص لهم لذه.

اما فى هذا ما يشتاق اليه من كان ل
ه عقل! و اعلموا- عباد الله- انكم اذا اتقيتم ربكم، و حفظتم نبيكم فى اهل بيته، فقدد تموه بافضل ما عبد، و ذكرتموه بافضل ما ذكر، و شكرتموه بافضل ما شكر، و اخذتم بافضل الصبر، و جاهدتم بافضل الجهاد، و ان كان غيركم اطول صلاه منكم، و اكثر صياما، اذا كنتم اتقى لله و انصح لاولياء الله من آل محمد (ص) و اخشع.

و احذروا عباد الله الموت و نزوله، و خذوله، فانه يدخل بامر عظيم، خير لايكون معه شر ابدا، او شر لايكون معه خير ابدا.

و ليس احد من الناس يفارق روحه جسده، حتى يعلم الى اى المنزلتين يصير، الى الجنه ام الى النار! اعدو هو لله ام ولى له! فان كان وليا فتحت له ابواب الجنه، و شرع له طريقها، و نظر الى ما اعد الله عز و جل لاوليائه فيها، فرغ من كل شغل، و وضع عنه كل ثقل، و ان كان عدوا فتحت له ابواب النار، و سهل له طريقها، و نظر الى ما اعد الله فيها لاهلها.

و استقبل كل مكروه، و فارق كل سرور، قال الله تعالى:(الذين تتوفاهم الملائكه ظالمى انفسهم فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين).

و اعلموا عباد الله ان الموت ليس منه فوت، فاحذروه و اعدوا له عدته، فانكم
طرداء للموت، ان قمتم اخذكم، و ان هربتم ادرككم، و هو الزم لكم من ظلكم، معقود بنواصيكم، و الدنيا تطوى من خلفكم، فاكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم اليه انفسكم من الشهوات، فانه كفى بالموت واعظا.

قال رسول الله (ص):(اكثروا ذكر الموت فانه هادم اللذات).

و اعلموا عباد الله ان ما بعد الموت اشد من الموت، لمن لم يغفر الله له و يرحمه.

و احذروا القبر و ضمته و ضيقه و ظلمته، فانه الذى يتكلم كل يوم:انا بيت التراب، و انا بيت الغربه، و انا بيت الدود.

و القبر روضه من رياض الجنه.

او حفره من حفر النار.

ان المسلم اذا مات قالت له الارض مرحبا و اهلا، قد كنت ممن احب ان تمشى على ظهرى، فاذ وليتك فستعلم كيف صنعى بك! فيتسع له مد بصره.

و اذا دفن الكافر قالت له الارض:لا مرحبا و لا اهلا، قد كنت ممن ابغض ان تمشى على ظهرى، فاذ وليتك فستعلم كيف صنعى بك! فتنضم عليه حتى تلتقى اضلاعه.

و اعلموا ان المعيشه الضنك التى قال سبحانه:(فان له معيشه ضنكا) هى عذاب القبر، فانه يسلط على الكافر فى قبره حيات عظام تنهش لحمه حتى يبعث، لو ان تنينا منها نفخ الارض ما انبت الزرع ابدا.

اعلموا عباد الله ان انفسكم و اجسادكم الرقيقه الناعمه التى يكفيها اليسير من العقاب
ضعيفه عن هذا، فان استطعتم ان ترحموا انفسكم و اجسادكم مما لا طاقه لكم به، و لا صبر لكم عليه، فتعملوا بما احب الله سبحانه و تتركوا ما كره، فافعلوا، و لا حول و لا قوه الا بالله! و اعلموا- عباد الله- ان ما بعد القبر، اشد من القبر، يوم يشيب فيه الصغير، و يسكر فيه الكبير، و تذهل كل مرضعه عما ارضعت.

و احذروا يوما عبوسا قمطريرا، كان شره مستطيرا.

اما ان شر ذلك اليوم و فزعه استطار حتى فزعت منه الملائكه الذين ليست لهم ذنوب، و السبع الشداد، و الجبال الاوتاد، و الارضون المهاد.

و انشقت السماء فهى يومئذ واهيه، و تغيرت فكانت ورده كالدهان، و كانت الجبال سرابا، بعد ما كانت صما صلابا، يقول الله سبحانه:(و نفخ فى الصور فصعق من فى السموات و من فى الارض الا من شاء الله).

فكيف بمن يعصيه بالسمع و البصر، و اللسان و اليد، و الفرج و البطن، ان لم يغفر الله و يرحم! و اعلموا- عباد الله- ان ما بعد ذلك اليوم اشد و ادهى، نار قعرها بعيد، و حرها شديد، و عذابها جديد، و مقامعها حديد، و شرابها صديد، لايفتر عذابها، و لايموت ساكنها، دار ليست لله سبحانه فيها رحمه، و لايسمع فيها دعوه، و مع هذا رحمه الله التى وسعت كل شى ء، لاتعجز عن العباد، و جنه عرض
ها كعرض السماء و الارض، خير لايكون بعده شر ابدا، و شهوه لاتنفد ابدا، و لذه لاتفنى ابدا، و مجمع لايتفرق ابدا.

قوم قد جاوروا الرحمن، و قام بين ايديهم الغلمان، بصحاف من ذهب فيها الفاكهه و الريحان.

و ان اهل الجنه يزورون الجبار سبحانه فى كل جمعه، فيكون اقربهم منه على منابر من نور، و الذين يلونهم على منابر من ياقوت، و الذين يلونهم على منابر من مسك، فبينا هم كذلك ينظرون الله جل جلاله، و ينظر الله فى وجوههم، اذ اقبلت سحابه تغشاهم فتمطر عليهم من النعمه و اللذه و السرور و البهجه ما لايعلمه الا الله سبحانه و مع هذا ما هو افضل منه، رضوان الله الاكبر.

اما انا لو لم نخوف الا ببعض ما خوفنا به لكنا محقوقين ان يشتد خوفنا مما لا طاقه لنا به، و لا صبر لقوتنا عليه، و ان يشتد شوقنا الى ما لا غنى لنا عنه و لابد لنا منه، فان استطعتم عباد الله ان يشتد خوفكم من ربكم فافعلوا، فان العبد انما تكون طاعته على قدر خوفه، و ان احسن الناس لله طاعه، اشدهم له خوفا.

و انظر يا محمد صلاتك كيف تصليها، فانما انت امام ينبغى لك ان تتمها و ان تخففها و ان تصليها لوقتها، فانه ليس من امام يصلى بقوم فيكون فى صلاته و صلاتهم نقص الا كان اثم ذلك عليه، و لاين
قص من صلاتهم شيئا.

و اعلم ان كل شى ء من عملك يتبع صلاتك، فمن ضيع الصلاه فهو لغيرها اشد تضييعا.

و وضوءك من تمام الصلاه، فات به على وجهه، فالوضوء نصف الايمان.

اسال الله الذى يرى و لايرى و هو بالمنظر الاعلى، ان يجعلنا و اياك من المتقين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

فان استطعتم يا اهل مصر، ان تصدق اقوالكم افعالكم، و ان يتوافق سركم و علانيتكم، و لاتخالف السنتكم قلوبكم فافعلوا.

عصمنا الله و اياكم بالهدى، و سلك بنا و بكم المحجه الوسطى.

و اياكم و دعوه الكذاب ابن هند.

و تاملوا و اعلموا انه لا سوى امام الهدى و امام الردى، و وصى النبى و عدو النبى، جعلنا الله و اياكم ممن يحب و يرضى.

و لقد سمعت رسول الله (ص) يقول:(انى لااخاف على امتى مومنا و لا مشركا، اما المومن فيمنعه الله بايمانه، و اما المشرك فيخزيه الله بشركه، و لكنى اخاف عليهم كل منافق اللسان، يقول ما تعرفون، و يفعل ما تنكرون).

و اعلم يا محمد ان افضل الفقه الورع فى دين الله، و العمل بطاعته، فعليك بالتقوى فى سر امرك و علانيته، اوصيك بسبع هن جوامع الاسلام:اخش الله و لاتخش الناس فى الله، و خير القول ما صدقه العمل و لاتقض فى امر واحد بقضاءين مختلفين فيتناقض امرك
و تزيغ عن الحق.

/ 614