شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(و لا يحيطون به علما)، و منها قوله:
ينقلب اليك البصر خاسئا و هو حسير، و قال بعض الصحابه:
العجز عن درك الادارك ادراك، و قد غلا محمد بن هانى ء فقال فى ممدوحه المعز ابى تميم معد بن المنصور العلوى:
اتبعته فكرى حتى اذا بلغت غاي
اتها بين تصويب و تصعيد رايت موضع برهان يلوح و ما رايت موضع تكييف و تحديد و هذا مدح يليق بالخالق تعالى، و لا يليق بالمخلوق. فاما قوله:
(فطر الخلائق...) الى آخر الفصل، فهو تقسيم مشتق من الكتاب العزيز، فقوله:
(فطر الخلائق بقدرته) من قوله تعالى:
(قال من رب السموات و الارض و ما بينهما)، و قوله:
(و نشر الرياح برحمته) من قوله:
(يرسل الرياح نشرا بين يدى رحمته). و قوله:
(و وتد بالصخور ميدان ارضه) من قوله:
(و الجبال اوتادا). و الميدان:
التحرك و التموج. فاما القطب الراوندى رحمه الله فانه قال انه (ع) اخبر عن نفسه باول هذا الفصل انه يحمد الله، و ذلك من ظاهر كلامه، ثم امر غيره من فحوى كلامه ان يحمد الله، و اخبر (ع) انه ثابت على ذلك مده حياته، و انه يجب على المكلفين ثبوتهم عليه ما بقوا، و لو قال:
(احمد الله) لم يعلم منه جميع ذلك. ثم قال:
و الحمد اعم من الشكر، و الله اخص من الاله. قال فاما قوله:
(الذى لا يبلغ مدحته القائلون)، فانه اظهر العجز عن القيام بواجب مدائحه، فكيف بمحامده! و المعنى ان الحمد كل الحمد ثابت للمعبود الذى حقت العباده له فى الازل، و استحقها حين خلق الخلق، و انعم باصول النعم التى يستحق بها العباده. و لق
ائل ان يقول:
انه ليس فى فحوى كلامه انه امر غيره ان يحمد الله، و ليس يفهم من قول بعض رعيه الملك لغيره منهم:
العظمه و الجلال لهذا الملك انه قد امرهم بتعظيمه و اجلاله. و لا ايضا فى الكلام ما يدل على انه ثابت على ذلك مده حياته، و انه يجب على المكلفين ثبوتهم عليه ما بقوا. و لا اعلم كيف قد وقع ذلك للراوندى! فان زعم ان العقل يقتضى ذلك فحق، و لكن ليس مستفادا من الكلام، و هو انه قال:
ان ذلك موجود فى الكلام. فاما قوله:
لو كان قال:
احمد الله لم يعلم منه جميع ذلك، فانه لا فرق فى انتفاء دلاله (احمد الله) على ذلك و دلاله (الحمدلله)، و هما سواء فى انهما لا يدلان على شى ء من احوال غير القائل، فضلا عن دلالتهما على ثبوت ذلك و دوامه فى حق غير القائل. و اما قوله:
الله اخص من الاله، فان اراد فى اصل اللغه، فلا فرق، بل الله هو الاله و فخم بعد حذف الهمزه، هذا قول كافه البصريين، و ان اراد ان اهل الجاهليه كانوا يطلقون على الاصنام لفظه (الالهه)، و لا يسمونها (الله) فحق، و ذلك عائد الى عرفهم و اصطلاحهم، لا الى اصل اللغه و الاشتقاق، الا ترى ان الدابه فى العرف لاتطلق على القمله، و ان كانت فى اصل اللغه دابه! فاما قوله:
قد اظهر العجز عن ال
قيام بواجب مدائحه فكيف بمحامده! فكلام يقتضى ان المدح غير الحمد، و نحن لانعرف فرقا بينهما. و ايضا فان الكلام لا يقتضى العجز عن القيام بالواجب، لا من الممادح و لا من المحامد، و لا فيه تعرض لذكر الوجوب، و انما نفى ان يبلغ القائلون مدحته، لم يقل غير ذلك. و اما قوله:
الذى حقت العباده له فى الازل و استحقها حين خلق الخلق، و انعم باصول النعم، فكلام ظاهره متناقض، لانه اذا كان انما استحقها حين خلق الخلق، فكيف يقال:
انه استحقها فى الازل! و هل يكون فى الازل مخلوق ليستحق عليه العباده! و اعلم ان المتكلمين لايطلقون على البارى ء سبحانه انه معبود فى الازل او مستحق للعباده فى الازل الا بالقوه لا بالفعل، لانه ليس فى الازل مكلف يعبده تعالى، و لا انعم على احد فى الازل بنعمه يستحق بها العباده، حتى انهم قالوا فى الاثر الوارد:
(يا قديم الاحسان):
ان معناه ان احسانه متقادم العهد، لا انه قديم حقيقه، كما جاء فى الكتاب العزيز:
(حتى عاد كالعرجون القديم)، اى الذى قد توالت عليه الازمنه المتطاوله. ثم قال الراوندى:
و الحمد و المدح يكونان بالقول و بالفعل، و الالف و اللام فى "القائلون) لتعريف الجنس، كمثلهما فى الحمد. و البلوغ:
المشارفه، يقال: