شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشرح:

الجهائل: جمع جهاله، كما قالوا: علاقه و علائق.

و الاضاليل: الضلال، جمع لا واحد له من لفظه.

و قوله: (و قد حمل الكتاب على آرائه)، يعنى قد فسر الكتاب و تاوله على مقتضى هواه و قد اوضح ذلك بقوله: (و عطف الحق على اهوائه).

و قوله: (يومن الناس من العظائم)، فيه تاكيد لمذهب اصحابنا فى الوعيد، و تضعيف لمذهب المرجئه الذين يومنون الناس من عظائم الذنوب، و يمنونهم العفو، مع الاصرار و ترك التوبه.

و جاء فى الخبر المرفوع المشهور: (الكيس من دان نفسه، و عمل لما بعد الموت، و الاحمق من اتبع نفسه هواها، و تمنى على الله).

و قوله: (يقول اقف عند الشبهات)، يعنى ان هذا المدعى للعلم يقول لنفسه و للناس: انا واقف عند ادنى شبهه تحرجا و تورعا، كما قال (ص): (دع ما يريبك الى ما لايريبك).

ثم قال: (و فى الشبهات وقع)، اى بجهله: لان من لايعلم الشبهه ما هى، كيف يقف عندها، و يتخرج من الورطه فيها، و هو لايامن من كونها غير شبهه على الحقيقه! و قوله: (اعتزل البدع، و بينها اضطجع)، اشاره الى تضعيف مذاهب العامه و الحشويه الذين رفضوا النظر العقلى، و قالوا: نعتزل البدع.

و قوله: (فالصوره صوره انسان...) و ما بعده، فمراده بالحيوان هاهنا ا
لحيوان الاخرس كالحمار و الثور، و ليس يريد العموم، لان الانسان داخل فى الحيوان، و هذا مثل قوله تعالى: (ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا).

و قال الشاعر: و كائن ترى من صامت لك معجب زيادته او نقصه فى التكلم لسان الفتى نصف و نصف فواده فلم يبق الا صوره اللحم و الدم قوله: (و ذلك ميت الاحياء) كلمه فصيحه، و قد اخذها شاعر فقال: ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء الا ان اميرالمومنين (ع) اراد لجهله، و الشاعر اراد لبوسه.

و توفكون: تقلبون و تصرفون.

و الاعلام: المعجزات هاهنا، جمع علم، و اصله الجبل او الرايه و المناره، تنصب فى الفلاه ليهتدى بها.

و قوله: (فاين يتاه بكم!) اى اين يذهب بكم فى التيه! و يقال: ارض تهياء يتحير سالكها.

و تعمهون: تتحيرون و تضلون.

و عتره رسول الله (ص): اهله الادنون و نسله، و ليس بصحيح قول من قال: انهم رهطه و ان بعدوا، و انما قال ابوبكر يوم السقيفه او بعده: (نحن عتره رسول الله (ص) و بيضته التى فقئت عنه)، على طريق المجاز، لانهم بالنسبه الى الامصار عتره له لا فى الحقيقه، الا ترى ان العدنانى يفاخر القحطانى، فيقول له: انا ابن عم رسول الله (ص)، ليس يعنى انه ابن عمه على الحقيقه، بل
هو بالاضافه الى القحطانى كانه ابن عمه، و انما استعمل ذلك و نطق به مجازا.

فان قدر مقدر انه على طريق حذف المضافات، اى ابن ابن عم اب الاب، الى عدد كثير فى البنين و الاباء، فكذلك اراد ابوبكر انهم عتره اجداده، على طريق حذف المضاف.

و قد بين رسول الله (ص) عترته من هى، لما قال: (انى تارك فيكم الثقلين)، فقال: (عترتى اهل بيتى)، و بين فى مقام آخر من اهل بيته حيث طرح عليهم كساء.

و قال حين نزلت: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس): (اهل البيت اللهم هولاء اهل بيتى فاذهب الرجس عنهم) فان قلت: فمن هى العتره التى عناها اميرالمومنين (ع) بهذا الكلام؟ قلت: نفسه و ولداه، و الاصل فى الحقيقه نفسه، لان ولديه تابعان له، و نسبتهما اليه مع وجوده كنسبه الكواكب المضيئه مع طلوع الشمس المشرقه، و قد نبه النبى (ص) على ذلك بقوله: (و ابوكما خير منكما).

و قوله: (و هم ازمه الحق): جمع زمام، كانه جعل الحق دائرا معهم حيثما داروا، و ذاهبا معهم حيثما ذهبوا، كما ان الناقه طوع زمامها، و قد نبه الرسول (ص) على صدق هذه القضيه بقوله: (و ادر الحق معه حيث دار).

و قوله: (و السنه الصدق) من الالفاظ الشريفه القرآنيه، قال الله تعالى: (و اجعل لى لسان صدق فى الاخرين)
، لما كان يصدر عنهم حكم و لا قول الا و هو موافق للحق، و الصواب جعلهم كانهم السنه صدق لايصدر عنها قول كاذب اصلا، بل هى كالمطبوعه على الصدق.

و قوله: (فانزلوهم منازل القرآن) تحته سر عظيم، و ذلك انه امر المكلفين بان يجروا العتره فى اجلالها و اعظامها و الانقياد لها و الطاعه لاوامرها مجرى القرآن.

فان قلت: فهذا القول منه يشعر بان العتره معصومه، فما قول اصحابكم فى ذلك؟ قلت: نص ابو محمد بن متويه، رحمه الله تعالى فى كتاب "الكفايه" على ان عليا (ع) معصوم، و ان لم يكن واجب العصمه، و لا العصمه شرط فى الامامه، لكن ادله النصوص قد دلت على عصمته، و القطع على باطنه و مغيبه، و ان ذلك امر اختص هو به دون غيره من الصحابه، و الفرق ظاهر بين قولنا: زيد معصوم، و بين قولنا: (زيد واجب العصمه)، لانه امام، و من شرط الامام ان يكون معصوما، فالاعتبار الاول مذهبنا، و الاعتبار الثانى مذهب الاماميه.

ثم قال: (و ردوهم ورد الهيم العطاش)، اى كونوا ذوى حرص و انكماش على اخذ العلم و الدين منهم، كحرص الهيم الظماء على ورود الماء.

ثم قال: (ايها الناس خذوها عن خاتم النبيين) الى قوله: (و ليس ببال) هذا الموضع يحتاج الى تلطف فى الشرح، لان لقائل ان يقول: ظاهر
هذا الكلام متناقض، لانه قال: (يموت من مات منا و ليس بميت)، و هذا كما تقول: يتحرك المتحرك، و ليس بمتحرك و كذلك قوله: و يبلى من بلى منا، و ليس ببال)، الا ترى انه سلب و ايجاب لشى ء واحد! فان قلتم: اراد بقاء النفس بعد موت الجسد، كما قاله الاوائل و قوم من المتكلمين، قيل لكم: فلا اختصاص للنبى و لا لعلى بذلك، بل هذه قضيه عامه فى جميع البشر، و الكلام خرج مخرج التمدح و الفخر.

فنقول فى الجواب: ان هذا يمكن ان يحمل على وجهين: احدهما: ان يكون النبى (ص) و على و من يتلوهما من اطايب العتره احياء بابدانهم التى كانت فى الدنيا باعيانها، قد رفعهم الله تعالى الى ملكوت سماواته، و على هذا لو قدرنا ان محتفرا احتفر تلك الاجداث الطاهره عقب دفنهم لم يجد الابدان فى الارض، و قد روى فى الخبر النبوى (ص) مثل ذلك، و هو قوله: (ان الارض لم تسلط على، و انها لاتاكل لى لحما و لاتشرب لى دما) نعم يبقى الاشكال فى قوله: (و يبلى من بلى منا و ليس ببال)، فانه ان صح هذا التفسير فى الكلام الاول، و هو قوله: (يموت من مات منا و ليس بميت)، فليس يصح فى القضيه الثانيه، و هى حديث البلاء، لانها تقتضى ان الابدان تبلى و ذاك الانسان لم يبل، فاحوج هذا الاشكال الى تق
دير فاعل محذوف، فيكون تقدير الكلام: يموت من مات حال موته و ليس بميت فيما بعد ذلك من الاحوال و الاوقات، و يبلى كفن من بلى منا و ليس هو ببال، فحذف المضاف كقوله: (و الى مدين)، اى و الى اهل مدين، و لما كان الكفن كالجزء من الميت لاشتماله عليه عبر باحدهما عن الاخر للمجاوره و الاشتمال، كما عبروا عن المطر بالسماء، و عن الخارج المخصوص بالغائط، و عن الخمر بالكاس.

و يجوز ان يحذف الفاعل كقوله تعالى: (حتى توارت بالحجاب)، و (فلولا اذا بلغت الحلقوم).

و قول حاتم: (اذا حشرجت) و حذف الفاعل كثير.

و الوجه الثانى ان اكثر المتكلمين ذهبوا الى ان للانسان الحى الفعال اجزاء اصليه فى هذه البنيه المشاهده، و هى اقل ما يمكن ان تاتلف منه البنيه التى معها يصح كون الحى حيا، و جعلوا الخطاب متوجها نحوها، و التكليف واردا عليها، و ما عداها من الاجزاء، فهى فاضله ليست داخله فى حقيقه الانسان، و اذا صح ذلك جاز ان ينتزع الله تلك الاجزاء الاصليه من ابدان الانبياء و الاوصياء، فيرفعها اليه بعد ان يخلق لها من الاجزاء الفاضله عنها نظير ما كان لها فى الدار الاولى، كما قاله من ذهب الى قيامه الانفس و الابدان معا، فتنعم عنده و تلتذ بضروب اللذات الجسمانيه، و ي
كون هذا مخصوصا بهذه الشجره المباركه دون غيرها، و لا عجب فقد ورد فى حق الشهداء نحو ذلك فى قوله تعالى: (و لاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون).

و على الوجه الاول لو ان محتفرا احتفر اجداثهم لوجد الابدان فيها، و ان لم يعلم ان اصول تلك البنى قد انتزعت منها و نقلت الى الرفيق الاعلى، و هذا الوجه لايحتاج الى تقدير ما قدرناه اولا من الحذف، لان الجسد يبلى فى القبر الا قدر ما انتزع منه و نقل الى محل القدس، و كذلك ايضا يصدق على الجسد انه ميت، و ان كان اصل بنيته لم يمت، و قد ورد فى الخبر الصحيح: (ان ارواح الشهداء من المومنين فى حواصل طيور خضر تدور فى افناء الجنان، و تاكل من ثمارها، و تاوى الى قناديل من ذهب معلقه فى ظل العرش)، فاذا جاء هذا فى الشهداء فما ظنك بموالى الشهداء و ساداتهم! فان قلت: فهل يجوز ان يتاول كلامه، فيقال: لعله اراد بقاء الذكر و الصيت؟ قلت انه لبعيد، لان غيرهم يشركهم فى ذلك، و لانه اخرج الكلام مخرج المستغرب المستعظم له.

فان قلت: فهل يمكن ان يقال: ان الضمير يعود الى النبى (ص)، لانه قد ذكره فى قوله: (خاتم النبيين) فيكون التقدير: انه يموت من مات منا و النبى (ص) ليس بميت، و يبلى
من بلى منا و النبى ليس ببال.

قلت: هذا ابعد من الاول، لانه لو اراد ذلك لقال: ان رسول الله (ص) لاتبليه الارض، و انه الان حى، و لم يات بهذا الكلام الموهم، و لانه فى سياق تعظيم العتره و تبجيل امرها، و فخره بنفسه و تمدحه بخصائصه و مزاياه، فلا يجوز ان يدخل فى غضون ذلك ما ليس منه.

فان قلت: فهل هذا الكلام منه ام قاله مرفوعا؟ قلت: بل ذكره مرفوعا، الا تراه قال: (خذوها عن خاتم النبيين).

ثم نعود الى التفسير فنقول: انه لما قال لهم ذلك علم انه قال قولا عجيبا، و ذكر امرا غريبا، و علم انهم ينكرون ذلك و يعجبون منه فقال لهم: فلا تقولوا ما لاتعرفون، اى لاتكذبوا اخبارى، و لاتكذبوا اخبار رسول الله لكم بهذا فتقولون ما لاتعلمون صحته، ثم قال: فان اكثر الحق فى الامور العجيبه التى تنكرونها كاحياء الموتى فى القيامه، و كالصراط و الميزان و النار و الجنه و سائر احوال الاخره، هذا ان كان خاطب من لايعتقد الاسلام، فان كان الخطاب لمن يعتقد الاسلام فانه يعنى بذلك ان اكثرهم كانوا مرجئه و مشبهه و مجبره، و من يعتقد افضليه غيره عليه، و من يعتقد انه شرك فى دم عثمان، و من يعتقد ان معاويه صاحب حجه فى حربه، او شبهه يمكن ان يتعلق بها متعلق، و من يعتقد
انه اخطا فى التحكيم، الى غير ذلك من ضروب الخطا التى كان اكثرهم عليها.

ثم قال: (و اعذروا من لا حجه لكم عليه و هو انا)، يقول: قد عدلت فيكم، و احسنت السيره و اقمتكم على المحجه البيضاء، حتى لم يبق لاحد منكم حجه يحتج بها على، ثم شرح ذلك، فقال: (عملت فيكم بالثقل الاكبر)، يعنى الكتاب (و خلفت فيكم الاصغر) يعنى ولديه، لانهما بقيه الثقل الاصغر، فجاز ان يطلق عليهما بعد ذهاب من ذهب منه انهما الثقل الاصغر، و انما سمى النبى (ص) الكتاب، و العتره الثقلين لان الثقل فى اللغه متاع المسافر و حشمه، فكانه (ص) لما شارف الانتقال الى جوار ربه تعالى جعل نفسه كالمسافر الذى ينتقل من منزل الى منزل، و جعل الكتاب و العتره كمتاعه و حشمه، لانهما اخص الاشياء به.

قوله: (و ركزت فيكم رايه الايمان)، اى غرزتها و اثبتها، و هذا من باب الاستعاره.

و كذلك قوله: (و وقفتكم على حدود الحلال و الحرام) من باب الاستعاره ايضا، ماخوذ من حدود الدار و هى الجهات الفاصله بينها و بين غيرها.

قوله: (و البستكم العافيه من عدلى) استعاره فصيحه، و افصح منها قوله: (و فرشتكم المعروف من قولى و فعلى)، اى جعلته لكم فراشا، و فرش هاهنا: متعد الى مفعولين، يقال فرشته كذا، اى اوسعت
ه اياه.

ثم نهاهم ان يستعملوا الراى فيما ذكره لهم من خصائص العتره و عجائب ما منحها الله تعالى، فقال: ان امرنا امر صعب لاتهتدى اليه العقول، و لاتدرك الابصار قعره، و لاتتغلغل الافكار اليه.

و التغلغل: الدخول، من تغلغل الماء بين الشجر، اذا تخللها و دخل بين اصولها.

/ 614