شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشرح:

هذا موضع المثل.

(فى كل شجره نار، و استمجد المرخ و العفار)، الخطب الوعظيه الحسان كثيره، و لكن هذا حديث ياكل الاحاديث: محاسن اصناف المغنين جمه و ما قصبات السبق الا لمعبد من اراد ان يتعلم الفصاحه و البلاغه، و يعرف فضل الكلام بعضه على بعض، فليتامل هذه الخطبه، فان نسبتها الى كل فصيح من الكلام- عدا كلام الله و رسوله- نسبه الكواكب المنيره الفلكيه الى الحجاره المظلمه الارضيه، ثم لينظر الناظر الى ما عليها من البهاء، و الجلاله و الرواء، و الديباجه، و ما تحدثه من الروعه و الرهبه، و المخافه و الخشيه، حتى لو تليت على زنديق ملحد مصمم على اعتقاد نفى البعث و النشور لهدت قواه، و ارعبت قلبه، و اضعفت على نفسه، و زلزلت اعتقاده، فجزى الله قائلها عن الاسلام افضل ما جزى به وليا من اوليائه! فما ابلغ نصرته له! تاره بيده و سيفه، و تاره بلسانه و نطقه، و تاره بقلبه و فكره! ان قيل: جهاد و حرب فهو سيد المجاهدين و المحاربين، و ان قيل: وعظ و تذكير، فهو ابلغ الواعظين و المذكرين، و ان قيل: فقه و تفسير فهو رئيس الفقهاء و المفسرين، و ان قيل: عدل و توحيد، فهو امام اهل العدل و الموحدين: ليس على الله بمستنكر ان يجمع
العالم فى واحد ثم نعود الى الشرح، فنقول: قوله (ع): (اسكنتهم سمواتك)، لايقتضى ان جميع الملائكه فى السماوات، فانه قد ثبت ان الكرام الكاتبين فى الارض، و انما لم يقتض ذلك، لان قوله: (من ملائكه) ليس من صيغ العموم، فانه نكره فى سياق الاثبات: و قد قيل ايضا: ان ملائكه الارض تعرج الى السماء و مسكنها بها، و يتناوبون على اهل الارض.

قوله: (هم اعلم خلقك بك)، ليس يعنى به انهم يعلمون من ماهيته تعالى ما لايعلمه البشر، اما على قول المتكلمين فلان ذاته تعالى معلومه للبشر، و العلم لايقبل الاشد و الاضعف، و اما على قول الحكماء، فلان ذاته تعالى غير معلومه للبشر و لا للملائكه، و يستحيل ان تكون معلومه لاحد منهم، فلم يبق وجه يحمل عليه قوله (ع): (هم اعلم خلقك بك) الا انهم يعلمون من تفاصيل مخلوقاته و تدبيراته ما لايعلمه غيرهم، كما يقال: وزير الملك اعلم بالملك من الرعيه، ليس المراد انه اعلم بذاته و ماهيته، بل بافعاله و تدبيره و مراده و غرضه.

قوله: (و اخوفهم لك)، لان قوتى الشهوه و الغضب مرفوعتان عنهم، و هما منبع الشر، و بهما يقع الطمع و الاقدام على المعاصى.

و ايضا فان منهم من يشاهد الجنه و النار عيانا، فيكون اخوف لانه ليس الخبر كالعيان.

قوله: (و اقربهم منك) لايريد القرب المكانى لانه تعالى منزه عن المكان و الجهه، بل المراد كثره الثواب و زياده التعظيم و التبجيل، و هذا يدل على صحه مذهب اصحابنا فى ان الملائكه افضل من الانبياء.

ثم نبه على مزيه لهم تقتضى افضليه جنسهم على جنس البشر، بمعنى الاشرفيه، لا بمعنى زياده الثواب و هو قوله (لم يسكنوا الاصلاب، و لم يضمنوا الارحام، و لم يخلقوا من ماء مهين، و لم يتشعبهم ريب المنون)، و هذه خصائص اربع: فالاولى انهم لم يسكنوا الاصلاب، و البشر سكنوا الاصلاب، و لاشبهه ان ما ارتفع عن مخالطه الصوره اللحميه و الدمويه اشرف مما خالطها و مازجها.

و الثانيه انهم لم يضمنوا الارحام، و لاشبهه ان من لم يخرج من ذلك الموضع المستقذر اشرف ممن خرج منه، و كان احمد بن سهل بن هاشم بن الوليد بن كامكاو بن يزدجرد بن شهريار، يفخر على ابناء الملوك بانه لم يخرج من بضع امراه، لان امه ماتت و هى حامل به، فشق بطنها عنه و اخرج، قال ابوالريحان البيرونى فى كتاب "الاثار الباقيه عن القرون الخاليه" عن هذا الرجل: انه كان يتيه على الناس، و اذا شتم احدا، قال: ابن البضع، قال ابوالريحان: و اول من اتفق له ذلك الملك المعروف باغسلطس ملك الروم، و هو اول من سمى
فيهم قيصر، لان تفسير (قيصر) بلغتهم، شق عنه، و ايامه تاريخ، كما ان ايام الاسكندر تاريخ لعظمه و جلالته عندهم.

و الثالثه انهم لم يخلقوا من ماء مهين، و قد نص القرآن العزيز على انه مهين، و كفى ذلك فى تحقيره و ضعته، فهم لامحاله اشرف ممن خلق منه، لا سيما و قد ذهب كثير من العلماء الى نجاسته.

و الرابعه انهم لايتشعبهم المنيه، و لاريب ان من لاتتطرق اليه الاسقام و الامراض و لايموت، اشرف ممن هو فى كل ساعه و لحظه بعرض سقام، و بصدد موت و حمام.

و اعلم ان مساله تفضيل الملائكه على الانبياء لها صورتان: احداهما ان (افضل) بمعنى كونهم اكثر ثوابا، و الاخرى كونهم افضل بمعنى اشرف، كما تقول: ان الفلك افضل من الارض، اى ان الجوهر الذى منه جسميه الفلك اشرف من الجوهر الذى منه جسميه الارض.

و هذه المزايا الاربع داله على تفضيل الملائكه بهذا الاعتبار الثانى.

قوله (ع): (يتشعبهم ريب المنون)، اى يتقسمهم، و الشعب: التفريق، و منه قيل للمنيه: شعوب، لانها تفرق الجماعات، و ريب المنون: حوادث الدهر، و اصل الريب ماراب الانسان، اى جاءه بما يكره، و المنون الدهر نفسه، و المنون ايضا المنيه، لانها تمن المده اى تقطعها، و المن: القطع، و منه قوله تعالى: (لهم ا
جر غير ممنون).

و قال لبيد: غبس كواسب لايمن طعامها ثم ذكر انهم كثره عبادتهم و اخلاصهم لو عاينوا كنه ما خفى عليهم من البارى ء تعالى لحقروا اعمالهم.

/ 614