شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و زروا على انفسهم، اى عابوها: تقول زريت على فلان، اى عبته و ازريت بفلان اى قصرت به.

فان قلت: ما هذا الكنه الذى خفى عن الملائكه، حتى قال: (لو عاينوه لحقروا عبادتهم، و لعلموا انهم قد قصروا فيها) ؟ قلت: ان علوم الملائكه بالبارى ء تعالى نظريه كعلوم البشر، و العلوم النظريه دون العلوم الضروريه فى الجلاء و الوضوح، فاميرالمومنين (ع) يقول: لو كانت علومهم بك و بصفاتك اثباتيه و السلبيه و الاضافيه ضروريه، عوض علومهم هذه المتحققه الان، التى هى نظريه و لانكشف لهم ما ليس الان على حد ذلك الكشف و الوضوح.

و لاشبهه ان العباده و الخدمه على قدر المعرفه بالمعبود، فكلما كان العابد به اعرف، كانت عبادته له اعظم، و لاشبهه ان العظيم عند الاعظم حقير.

فان قلت: فما معنى قوله: (و استجماع اهوائهم فيك)، و هل للملائكه هوى؟ و هل تستعمل الاهواء الا فى الباطل؟ قلت: الهوى: الحب و ميل النفس، و قد يكون فى باطل و حق، و انما يحمل على احدهما بالقرينه، و الاهواء تستعمل فيهما، و معنى استجماع اهوائهم فيه: ان
دواعيهم الى طاعته و خدمته لاتنازعها الصوارف، و كانت مجتمعه مائله الى شق واحد.

فان قلت: الباء فى قوله: (بحسن بلائك) بماذا تتعلق؟ قلت: الباء هاهنا للتعليل بمعنى اللام، كقوله تعالى: (ذلك بانهم كانت تاتيهم رسلهم)، اى لانهم، فتكون متعلقه بما فى (سبحانك) من معنى الفعل، اى اسبحك لحسن بلائك.

و يجوز ان تتعلق بمعبود، اى يعبد لذلك.

ثم قال: (خلقت دارا) يعنى الجنه.

و المادبه و المادبه، بفتح الدال و ضمها: الطعام الذى يدعى الانسان اليه، ادب زيد القوم، يادبهم بالكسر، اى دعاهم الى طعامه، و الادب الداعى الى طعامه، قال طرفه: نحن فى المشتاه ندعو الجفلى لاترى الادب فينا ينتقر و فى هذا الكلام دلاله على ان الجنه الان مخلوقه، و هو مذهب اكثر اصحابنا.

و معنى قوله: (و زروعا) اى و غروسا من الشجر، يقال: زرعت الشجر، كما يقال: زرعت البر و الشعير، و يجوز ان يقال: الزروع: جمع زرع و هو الانبات، يقال: زرعه الله اى انبته، و منه قوله تعالى: (افرايتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون).

و لو قال قائل: ان فى الجنه زروعا من البر و القطنيه لم يبعد.

قوله: ثم ارسلت داعيا يعنى الانبياء.

و اقبلوا على جيفه، يعنى الدنيا، و من كلام الحسن رضى الله عنه: انما يتهارشون على جيفه.

و الى قوله: (و من عشق شيئا اعشى بصر
ه) نظر الشاعر فقال: و عين الرضا عن كل عيب كليله كما ان عين السخط تبدى المساويا و قيل لحكيم: ما بال الناس لايرون عيب انفسهم، كما يرون عيب غيرهم؟ قال: ان الانسان عاشق لنفسه، و العاشق لايرى عيوب المعشوق.

قد خرقت الشهوات عقله، اى افسدته كما تخرق الثوب فيفسد.

و الى قوله: (فهو عبد لها و لمن فى يديه شى ء منها) نظر ابن دريد، فقال: عبيد ذى المال و ان لم يطمعوا من ماله فى نغبه تشفى الصدا و هم لمن املق اعداء و ان شاركهم فيما افاد و حوى و الى قوله: (حيثما زالت زال اليها، و حيثما اقبلت اقبل عليها) نظر الشاعر، فقال: ما الناس الا مع الدنيا و صاحبها فكيفما انقلبت يوما به انقلبوا يعظمون اخا الدنيا فان وثبت يوما عليه بما لايشتهى وثبوا و الغره: الاغترار و الغفله، و الغار: الغافل، و قد اغتررت بالرجل، و اغتره زيد، اى اتاه على غره منه، و يجوز ان يعنى بقوله: (الماخوذين على الغره) الحداثه و الشبيبه، يقول: كان ذلك فى غرارتى و غرتى، اى فى حداثتى و صباى.

قوله: (سكره الموت و حسره الفوت)، اى الحسره على ما فاتهم من الدنيا و لذتها، و الحسره على ما فاتهم من التوبه و الندم و استدراك فارط المعاصى.

و الولوج: الدخول، ولج يلج.

قوله.

(و بقاء من لبه) اى لبه باق لم يعدم، و يروى (و نقاء) بالنون، و النقاء: النظافه، اى لبه غير مغمور.

اغمض فى مطالبها، اى تساهل فى دينه فى اكتسابه اياها، اى كان يفنى نفسه بتاويلات ضعيفه فى استحلال تلك المطالب و المكاسب، فذاك هو الاغماض، قال تعالى: (و لستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه)، و يمكن ان يحمل على وجه آخر، و هو انه قد كان يحتال بحيل غامضه دقيقه فى تلك المطالب حتى حصلها و اكتسبها.

قوله (ع): (و اخذها من مصرحاتها و مشتبهاتها)، اى من وجوه مباحه و ذوات شبهه، و هذا يوكد المحمل الاول فى (اغمض).

و التبعات: الاثام، الواحده تبعه و مثلها التباعه، قال: لم يحذروا من ربهم سوء العواقب و التباعه و المهنا: المصدر من هنى ء الطعام و هنو بالكسر و الضم، مثل فقه وفقه، فان كسرت قلت: (يهنا)، و ان ضممت قلت: (يهنو)، و المصدر (هناءه) و (مهنا)، اى صار هنيئا، و هنانى الطعام يهنونى و يهنئنى- و لانظير له فى المهموز- هنا وهناء، و هنئت الطعام، اى تهنات به،
و منه قوله تعالى: (فكلوه هنيئا مريئا).

و العب ء: الحمل، و الجمع اعباء.

و غلق الرهن، اى استحقه المرتهن، و ذلك اذا لم يفتكك فى الوقت المشروط، قال زهير: و فارقتك برهن لافكاك له يوم الوداع فامسى الرهن قد غلقا فان قلت: فما معنى قوله (ع): (قد غلقت رهونه بها) فى هذا الموضع؟ قلت: لما كان قد شارف الرحيل و اشفى على الفراق، و صارت تلك الاموال التى جمعها مستحقه لغيره، و لم يبق له فيها تصرف، اشبهت الرهن الذى غلق على صاحبه، فخرج عن كونه مستحقا له، و صار مستحقا لغيره و هو المرتهن.

/ 614