شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و اصحر: انكشف، و اصله الخروج الى الصحراء و البروز من المكمن.

رجع كلامهم: ما يتراجعونه بينهم من الكلام.

ازداد الموت التياطا به، اى التصاقا.

قد اوحشوا، اى جعلوا مستوحشين، و المستوحش: المهموم الفزع، و يروى (اوحشوا من جانبه)، اى خلوا منه و اقفروا، تقول: قد اوحش المنزل من اهله، اى اقفر.

و خلا الى مخط فى الارض، اى الى خط، سماه مخطا او خطا لدقته، يعنى اللحد، و يروى: (الى محط) بالحاء المهمله، و هو المنزل، و حط القوم، اى نزلوا.

و الحق آخر الخلق باوله، اى تساوى الكل فى شمول الموت و الفناء، لهم فالتحق الاخر بالاول.

اماد السماء: حركها، و يروى: (امار)، و الموران: الحركه.

و فطرها: شقها.

و ارج الارض: زلزلها، تقول: رجت الارض، و ارجها الله، و يجوز (رجها)، و قد روى (رج الارض) بغير همزه، و هو الاصح، و عليه ورد القرآن: (كلا اذا رجت الارض رجا).

ارجفها: جعلها راجفه اى مرتعده متزلزله، رجفت الارض، ترجف، و الرجفان: الاضطراب الشديد، و سمى البحر رجافا لاضطرابه، قال الشاعر: حتى تغيب الشمس فى الرجاف و نسفها: قلعها من اصولها.

و دك بعضها بعضا: صدمه و دقه حتى يكسره و يسويه بالارض، و منه قوله سبحانه: (و حملت الارض و الجبال فدكتا دكه واحده).

ميزهم، اى فصل بينهم، فجعلهم فريقين: سعداء و اشقياء، و منه قوله تعالى: (و امتازوا اليوم ايها المجرمون)، اى انفصلوا من اهل الطاعه.

يظعن: يرحل.

تنوبهم الافزاع: تعاودهم، و تعرض لهم الاخطار: جمع خطر، و هو ما يشرف به على الهلكه.

و تشخصهم الاسفار: تخرجهم من منزل الى منزل، شخص الرجل و اشخصه غيره.

و غل الايدى: جعلها فى الاغلال، جمع غل بالضم، و هو القيد.

و القطران: الهناء، قطرت البعير اى طليته بالقطران، قال: كما
قطر المهنوءه الرجل الطالى و بعير مقطور، و هذا من الالفاظ القرآنيه، قال تعالى: (سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار)، و المعنى ان النار الى القطران سريعه جدا.

و مقطعات النيران، اى ثياب من النيران، قد قطعت و فصلت لهم، و قيل: المقطعات: قصار الثياب.

و الكلب: الشده.

و الجلب و اللجب: الصوت.

القصيف: الصوت الشديد.

لايقصم كبولها: لايكسر قيودها، الواحد كبل.

ثم ذكر ان عذابهم سرمدى، و انه لا نهايه له، نعوذ بالله من عذاب ساعه واحده، فكيف من العذاب الابدى! (موازنه بين كلام الامام على و خطب ابن نباته) و نحن نذكر فى هذا الموضع فصولا من خطب الخطيب الفاضل عبدالرحيم بن نباته رحمه الله، و هو الفائز بقصبات السبق من الخطباء، و للناس غرام عظيم بخطبه و كلامه، ليتامل الناظر كلام اميرالمومنين (ع) فى خطبه و مواعظه، و كلام هذا الخطيب المتاخر الذى قد وقع الاجماع على خطابته و حسنها، و ان مواعظه هى الغايه التى ليس بعدها غايه.

فمن ذلك قوله: (ايها الناس، تجهزوا فقد ضرب فيكم بوق الرحيل، و ابرزوا فقد قربت لكم نوق التحويل، و دعوا التمسك بخدع الاباطيل، و الركون الى التسويف و التعليل، فقد سمعتم ما كرر الله عليكم من قصص ابناء القرى، و ما و
عظكم به من مصارع من سلف من الورى، مما لايعترض لذوى البصائر فيه شك و لا مرا، و انتم معرضون عنه اعراضكم عما يختلق و يفترى، حتى كان ما تعلمون منه اضغاث احلام الكرى، و ايدى المنايا قد فصمت من اعماركم اوثق العرا، و هجمت بكم على هول مطلع كريه القرى، فالقهقرى رحمكم الله عن حبائل العطب القهقرى! و اقطعوا مفاوز الهلكات بمواصله السرى، و قفوا على احداث المنزلين من شناخيب الذرا، المنجلين بوازع ام حبوكرى، المشغولين بما عليهم من الموت جرى، و اكشفوا عن الوجوه المنعمه اطباق الثرى، تجدوا ما بقى منها عبره لمن يرى.

فرحم الله امرا رحم نفسه فبكاها، و جعل منها اليها مشتكاها! قبل ان تعلق به خطاطيف المنون، و تصدق فيه اراجيف الظنون، و تشرق عليه بمائها مقل العيون، و يلحق بمن دثر من القرون، قبل ان يبدوا على المناكب محمولا، و يغدو الى محل المصائب منقولا، و يكون عن الواجب مسئولا، و بالقدوم على الطالب الغالب مشغولا.

هناك يرفع الحجاب، و يوضع الكتاب، و تقطع الاسباب، و تذهب الاحساب، و يمنع الاعتاب، و يجمع من حق عليه العقاب، و من وجب له الثواب، فيضرب بينهم بسور له باب، باطنه فيه الرحمه و ظاهره من قبله العذاب).

فلينظر المنصف هذا الكلام و ما علي
ه من اثر التوليد، اولا بالنسبه الى ذلك الكلام العربى المحض، ثم لينظر فيما عليه من الكسل و الرخاوه، و الفتور و البلاده، حتى كان ذلك الكلام لعامر بن الطفيل مستلئما شكته، راكبا جواده، و هذا الكلام للدلال المدينى المخنث، آخدا زمارته، متابطا دفه.

و المح ما فى (بوق الرحيل) من السفسفه و اللفظ العامى الغث.

و اعلم انهم كلهم عابوا على ابى الطيب قوله: فان كان بعض الناس سيفا لدوله ففى الناس بوقات لها و طبول و قالوا: لاتدخل لفظه (بوق) فى كلام يفلح ابدا.

و المح ما على قوله: (القهقرى القهقرى) متكرره من الهجنه، و اهجن منها (ام حبوكرى).

و اين هذا اللفظ الحوشى الذى تفوح منه روائح الشيح و القيصوم، و كانه من اعرابى قح قد قدم من نجد لايفهم محاوره اهل الحضر، و لا اهل الحضر يفهمون جواره) من هذه الخطبه اللينه الالفاظ التى تكاد ان تتثنى من لينها) و تتساقط من ضعفها! ثم المح هذه الفقر و السجعات، التى اولها (القرى) ثم (المرا) ثم (يفترى) ثم (الكرى) الى قوله: (عبره لمن يرى)، هل ترى تحت هذا الكلام معنى لطيفا، او مقصدا رشيقا! او هل تجد اللفظ نفسه لفظا جرلا فصيحا، او عذبا معسولا! و انما هى الفاظ قد ضم بعضها الى بعض، و الطائل تحتها قليل
جدا.

و تامل لفظه (مرا) فانها ممدوده فى اللغه، فان كان قصرها فقد ركب ضروره مستهجنه، و ان اراد جمع (مريه) فقد خرج عن الصناعه، لانه يكون قد عطف الجمع المفرد، فيصير مثل قول القائل: (ما اخذت منه دينارا و لا دراهم)، فى انه ليس بالمستحسن فى فن البيان.

و من ذلك قوله: (ايها الناس، حصحص الحق، فما من الحق مناص، و اشخص الخلق، فما لاحد من الخلق خلاص، و انتم على ما يباعدكم من الله حراص، و لكم على موارد الهلكه اغتصاص، و فيكم عن مقاصد البركه انتكاص، كان ليس امامكم جزاء و لا قصاص، و لجوارح الموت فى وحش نفوسكم اقتناص، ليس بها عليها تاب و لا اعتياص).

فليتامل اهل المعرفه بعلم الفصاحه و البيان هذا الكلام بعين الانصاف، يعلموا ان سطرا واحدا من كلام (نهج البلاغه) يساوى الف سطر منه، بل يزيد و يربى على ذلك، فان هذا الكلام ملزق عليه آثار كلفه و هجنه ظاهره، يعرفها العامى فضلا عن العالم.

و من هذه الخطبه: (فاهجروا رحمكم الله وثير المراقد، و ادخروا طيب المكتسب تخلصوا من انتقاد الناقد، و اغتنموا فسحه المهل قبل انسداد المقاصد، و اقتحموا سبل الاخره على قله المرافق و المساعد).

فهل يجد متصفح الكلام لهذا الفصل عذوبه، او معنى يمدح الكلام لاجله؟
و هل هو الا الفاظ مضموم بعضها الى بعض، ليس لها حاصل، كما قيل فى شعر ذى الرمه: (بعرظباء و نقط عروس)! و من ذلك قوله: (فياله من واقع فى كرب الحشارج، مصارع لسكرات الموت معالج! حتى درج على تلك المدارج، و قدم بصحيفته على ذى المعارج).

و غير خاف ما فى هذا الكلام من التكلف.

و من ذلك قوله: (فكانكم بمنادى الرحيل قد نادى فى اهل الاقامه، فاقتحموا بالصغار محجه القيامه، يتلو الاوائل منهم الاواخر، و يتبع الاكابر منهم الاصاغر، و يلتحق الغوامر من ديارهم بالغوامر، حتى تبتلع جميعهم الحفر و المقابر).

فان هذا الكلام ركيك جدا، لو قاله خطيب من خطباء قرى السواد لم يستحسن منه، بل ترك و استرذل.

و لعل عائبا يعيب علينا فيقول: شرعتم فى المقايسه و الموازنه بين كلام اميرالمومنين (ع)، و بين كلام ابن نباته، و هل هذا الا بمنزله قول من يقول: السيف امضى من العصا، و فى هذه غضاضه على السيف! فنقول: انه قد اشتملت كتب المتكلمين على المقايسه بين كلام الله تعالى و بين كلام البشر، ليبينوا فضل القرآن و زياده فصاحته على فصاحه كلام العرب، نحو مقايستهم بين قوله تعالى: (و لكم فى القصاص حياه) و بين قول القائل: (القتل انفى للقتل) و نحو مقايستهم بين قوله تعالى
: (خذ العفو و امر بالعرف و اعرض عن الجاهلين) و بين قول الشاعر: فان عرضوا بالشر فاصفح تكرما و ان كتموا عنك الحديث فلا تسل و نحو ايرادهم كلام مسيلمه، و احمد بن سليمان المعرى، و عبدالله بن المقفع، فصلا فصلا، و الموازنه و المقايسه بين ذلك و بين القرآن المجيد، و ايضاح انه لايبلغ ذلك الى درجه القرآن العزيز، و لايقاربها، فليس بمستنكر منا ان نذكر كلام ابن نباته فى معرض ايرادنا كلام اميرالمومنين (ع) لتظهر فضيله كلامه (ع)، بالنسبه الى هذا الخطيب الفاضل، الذى قد اتفق الناس على انه اوحد عصره فى فنه.

و اعلم انا لاننكر فضل ابن نباته و حسن اكثر خطبه، و لكن قوما من اهل العصبيه و العناد، يزعمون ان كلامه يساوى كلام اميرالمومنين (ع) و يماثله، و قد ناظر بعضهم فى ذلك، فاحببت ان ابين للناس فى هذا الكتاب انه لا نسبه لكلامه الى كلام اميرالمومنين (ع)، و انه بمنزله شعر الابله و ابن المعلم بالاضافه الى زهير و النابغه.

و اعلم ان معرفه الفصيح و الافصح، و الرشيق و الارشق و الحلو و الاحلى، و العالى و الاعلى من الكلام امر لايدرك الا بالذوق، و لايمكن اقامه الدلاله المنطقيه عليه، و هو بمنزله جاريتين، احداهما بيضاء مشربه حمره دقيقه الشفتي
ن، نقيه الثغر، كحلاء العينين، اسيله الخد، دقيقه الانف، معتدله القامه، و الاخرى دونها فى هذه الصفات و المحاسن، لكنها احلى فى العيون و القلوب منها، و اليق و اصلح، و لايدرى لاى سبب كان ذلك و لكنه بالذوق و المشاهده يعرف، و لايمكن تعليله، و هكذا الكلام، نعم يبقى الفرق بين الموضعين.

ان حسن الوجوه و ملاحتها و تفضيل بعضها على بعض يدركه كل من له عين صحيحه، و اما الكلام فلا يعرفه الا اهل الذوق، و ليس كل من اشتغل بالنحو و اللغه او بالفقه كان من اهل الذوق و ممن يصلح لانتقاد الكلام، و انما اهل الذوق هم الذين اشتغلوا بعلم البيان، و راضوا انفسهم بالرسائل و الخطب و الكتابه و الشعر، و صارت لهم بذلك دربه و ملكه تامه، فالى اولئك ينبغى ان ترجع فى معرفه الكلام و فضل بعضه على بعض، ان كنت عادما لذلك من نفسك.

/ 614