شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشرح:

ذكر (ع) ثمانيه اشياء، كل منها واجب.

اولها: الايمان بالله و برسوله، و يعنى بالايمان هاهنا مجرد التصديق بالقلب، مع قطع النظر عما عدا ذلك من التلفظ بالشهاده، و من الاعمال الواجبه، و ترك القبائح و قد ذهب الى ان ماهيه الايمان هو مجرد التصديق القلبى جماعه من المتكلمين، و هو و ان لم يكن مذهب اصحابنا، فان لهم ان يقولوا: ان اميرالمومنين (ع) جاء بهذا اللفظ على اصل الوضع اللغوى، لان الايمان فى اصل اللغه هو التصديق، قال سبحانه و تعالى: (و ما انت بمومن لنا و لو كنا صادقين)، اى لست بمصدق لنا، لا ان كنا صادقين، و لا ان كنا كاذبين.

و مجيئه (ع) به على اصل الوضع اللغوى لايبطل مذهبنا فى مسمى الايمان، لانا نذهب الى ان الشرع استجد لهذه اللفظه مسمى ثانيا، كما نذهب اليه فى الصلاه و الزكاه و غيرهما، فلا منافاه اذا بين مذهبنا و بين ما اطلقه (ع).

و ثانيها: الجهاد فى سبيل الله، و انما قدمه على التلفظ بكلمتى الشهاده،: لانه من باب دفع الضرر عن النفس، و دفع الضرر عن النفس مقدم على سائر الاعمال المتعلقه بالجوارح، و التلفظ بكلمتى الشهاده من اعمال الجوارح، و انما اخره عن الايمان، لان الايمان من افعال القلوب، فهو خارج
عما يتقدم عليه، و دفع الضرر من الافعال المختصه بالجوارح، و ايضا فان الايمان اصل الجهاد، لانه ما لم يعلم الانسان على ما ذا يجاهد لايجاهد، و انما جعله ذروه الاسلام، اى اعلاه، لانه ما لم تتحصن دار الاسلام بالجهاد لايتمكن المسلمون من القيام بوظائف الاسلام، فكان اذا من الاسلام بمنزله الراس من البدن.

و ثالثها: كلمه الاخلاص، يعنى شهاده ان لا اله الا الله و شهاده ان محمدا رسول الله، قال: فانها الفطره، يعنى هى التى فطر الناس عليها، و الاصل الكلمه الاولى لانها التوحيد، و عليها فطر البشر كلهم، و الكلمه الثانيه تبع لها فاجريت مجراها، و انما اخرت هذه الخصله عن الجهاد، لان الجهاد كان هو السبب فى اظهار الناس لها و نطقهم بها، فصار كالاصل بالنسبه اليها.

و رابعها اقام الصلاه اى ادامتها، و الاصل (اقام اقواما)، فحذفوا عين الفعل، و تاره يعوضون عن العين المفتوحه هاء، فيقولون: (اقامه).

قال: فانها المله، و هذا مثل قول النبى (ص): (الصلاه عماد الدين، فمن تركها فقد هدم الدين).

و خامسها ايتاء الزكاه، و انما اخرها عن الصلاه لان الصلاه آكد افتراضا منها، و انما قال فى الزكاه (فانها فريضه واجبه)، لان الفريضه لفظ يطلق على الجزء المعين المقد
ر فى السائمه، باعتبار غير الاعتبار الذى يطلق به على صلاه الظهر لفظ الفريضه، و الاعتبار الاول من القطع، و الثانى من الوجوب، و قال: فانها فريضه واجبه، مثل ان يقول: فانها شى ء مقتطع من المال موصوف بالوجوب.

و سادسها صوم شهر رمضان، و هو اضعف وجوبا من الزكاه، و جعله جنه من العقاب، اى ستره.

و سابعها الحج و العمره، و هما دون فريضه الصوم، و قال: انهما ينفيان الفقر، و يرحضان الذنب، اى يغسلانه، رحضت الثوب، و ثوب رحيض.

و هذا الكلام يدل على وجوب العمره، و قد ذهب اليه كثير من الفقهاء العلماء.

و ثامنها صله الرحم و هى واجبه، و قطيعه الرحم محرمه، قال: فانها مثراه فى المال، اى تثريه و تكثره.

و منساه فى الاجل، اى تنسوه و توخره، و يقال: نسا الله فى اجلك.

و يجوز انساه بالهمزه.

فان قلت: فما الحجه على تقديم وجوب الصلاه، ثم الزكاه، ثم الصوم، ثم الحج؟ قلت: اما الصلاه، فلان تاركها يقتل، و ان لم يجحد وجوبها، و غيرها ليس كذلك، و انما قدمت الزكاه على الصوم لان الله تعالى قرنها بالصلاه فى كثير من الكتاب العزيز، و لم يذكر صوم شهر رمضان الا فى موضع واحد، و كثره تاكيد الشى ء و ذكره دليل على انه اهم، و انما قدم الصوم على الحج، لانه يتكرر وجو
به، و الحج لايجب فى العمر الا مره واحده، فدل على انه اهم عند الشارع من الحج.

ثم قال (ع)، (و صدقه السر)، فخرج من الواجبات الى النوافل.

قال: (فانها تكفر الخطيئه)، و التكفير هو اسقاط عقاب مستحق بثواب ازيد منه او توبه و اصله فى اللغه الستر و التغطيه، و منه الكافر، لانه يغطى الحق، و سمى البحر كافرا لتغطيته ما تحته، و سمى الفلاح كافرا لانه يغطى الحب فى الارض المحروثه.

ثم قال: (و صدقه العلانيه)، فانها تدفع ميته السوء كالغرق و الهدم و غيرها.

قال: (و صنائع المعروف، فانها تقى مصارع الهوان) كاسر الروم للمسلم، او كاخذ الظلمه لغير المستحق للاخذ.

ثم شرع فى وصايا اخر عددها.

و الهدى: السيره، و فى الحديث: (و اهدوا هدى عمار)، يقال: هدى فلان هدى فلان، اى سار سيرته.

و سمى القرآن حديثا اتباعا لقول الله تعالى: (نزل احسن الحديث كتابا متشابها)، و استدل اصحابنا بالايه على انه محدث، لانه لافرق بين حديث و محدث فى اللغه.

فان قالوا: انما اراد احسن الكلام، قلنا: لعمرى انه كذلك، و لكنه لايطلق على الكلام القديم لفظه حديث، لانه انما سمى الكلام و المحاوره و المخاطبه حديثا، لانه امر يتجدد حالا فحالا، و القديم ليس كذلك.

ثم قال: (تفقهوا فيه فانه ربيع القلوب)، من هذا اخذ ابن عباس قوله: (اذا قرات الم حم، وقعت فى روضات دمثات).

ثم قال: (فانه شفاء الصدور)، و هذا من الالفاظ القرآنيه.

ثم سماه قصصا، اتباعا لما ورد فى القرآن من قوله: (نحن نقص عليك احسن القصص).

ثم ذكر ان العالم الذى لايعمل بعلمه كالجاهل الحائر الذى لايستفيق من جهله.

ثم قال: (بل الحجه عليه اعظم)، لانه يعلم الحق و لايعمل به، فالحجه عليه اعظم من الحجه على الجاهل، و ان كانا جميعا محجوجين، اما احدهما فبعلمه، و اما الاخر فبتمكنه من ان يعلم.

ثم قال: (و الحسره له الزم)، لانه عند الموت يتاسف الا يكون عمل بما علم
، و الجاهل لاياسف ذلك الاسف.

ثم قال: (و هو عند الله الوم) اى احق ان يلام، لان المتمكن عالم بالقوه، و هذا عالم بالفعل، فاستحقاقه اللوم و العقاب اشد.

/ 614