شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اقدمه على عمر و اخبره انه وجده فى عيش ناعم.

فامر له بعصا و كساء، و قال: اذهب بهذه الغنم، فاحسن رعيها، فقال: الموت اهون من ذلك، فقال: كذبت، و لقد كان ترك ما كنت عليه اهون عليك من ذلك.

فساق الغنم بعصاه، و الكساء فى عنقه، فلما بعد رده، و قال: ارايت ان رددتك الى عملك اتصنع خيرا؟ قال: نعم و الله يا اميرالمومنين، لايبلغك منى بعدها ما تكره.

فرده الى عمله، فلم يبلغه عنه بعدها ما ينقمه عليه.

كان الناس بعد وفاه رسول الله (ص) ياتون الشجره التى كانت بيعه الرضوان تحتها فيصلون عندها، فقال عمر: اراكم ايها الناس رجعتم الى العزى! الا لا اوتى منذ اليوم باحد عاد لمثلها الا قتلته بالسيف كما يقتل المرتد، ثم امر بها فقطعت.

لما مات رسول الله (ص)، و شاع بين الناس موته، طاف عمر على الناس قائلا: انه لم يمت، و لكنه غاب عنا كما غاب موسى عن قومه، و ليرجعن فليقطعن ايدى رجال و ارجلهم يزعمون انه مات.

فجعل لا يمر باحد يقول انه مات الا و يخبطه و يتوعده، حتى جاء ابوبكر، فقال: ايها الناس، من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات، و من كان يعبد رب محمد فانه حى لم يمت، ثم تلا قوله تعالى: (افائن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم)، قالوا: فو الله لكان النا
س ما سمعوا هذه الايه حتى تلاها ابوبكر.

و قال عمر: لما سمعته يتلوها هويت الى الارض، و علمت ان رسول الله قد مات.

لما قتل خالد مالك بن نويره و نكح امراته، كان فى عسكره ابوقتاده الانصارى، فركب فرسه، و التحق بابى بكر، و حلف الا يسير فى جيش تحت لواء خالد ابدا، فقص على ابى بكر القصه، فقال ابوبكر: لقد فتنت الغنائم العرب، و ترك خالد ما امر به، فقال عمر: ان عليك ان تقيده بمالك، فسكت ابوبكر، و قدم خالد فدخل المسجد و عليه ثياب قد صدئت من الحديد، و فى عمامته ثلاثه اسهم، فلما رآه عمر قال: ارياء يا عدو الله.

عدوت على رجل من المسلمين فقتلته و نكحت امراته، اما و الله ان امكننى الله منك لارجمنك، ثم تناول الاسهم من عمامته فكسرها- و خالد ساكت لايرد عليه، ظنا ان ذلك عن امر ابى بكر و رايه- فلما دخل الى ابى بكر و حدثه، صدقه فيما حكاه و قبل عذره.

فكان عمر يحرض ابابكر على خالد و يشير عليه ان يقتص منه بدم مالك، فقال ابوبكر: ايها يا عمر! ما هو باول من اخطا، فارفع لسانك عنه.

ثم ودى مالكا من بيت مال المسلمين.

لما صالح خالد اهل اليمامه و كتب بينه و بينهم كتاب الصلح، و تزوج ابنه مجاعه بن مراره الحنفى، وصل اليه كتاب ابى بكر: لعمرى يا بن ام
خالد، انك لفارغ حتى تزوج النساء، و حول حجرتك دماء المسلمين لم تجف بعد... فى كلام اغلظ له فيه، فقال خالد: هذا الكتاب ليس من عمل ابى بكر، هذا عمل الاعيسر- يعنى عمر.

عزل عمر خالدا عن اماره حمص فى سنه سبع عشره، و اقامه للناس، و عقله بعمامته، و نزع قلنسوته عن راسه و قال: اعلمنى، من اين لك هذا المال؟ و ذلك انه اجاز الاشعث بن قيس بعشره آلاف درهم، فقال: من الانفال و السهمان، فقال: لا و الله، لاتعمل لى عملا بعد اليوم، و شاطره ماله، و كتب الى الامصار بعزله، و قال.

ان الناس فتنوا به، فخفت ان يوكلوا اليه، و احببت ان يعلموا ان الله هو الصانع.

لما اسر الهرمزان حمل الى عمر من تستر الى المدينه، و معه رجال من المسلمين، منهم الاحنف بن قيس، و انس بن مالك، فادخلوه المدينه فى هيئته و تاجه و كسوته، فوجدوا عمر نائما فى جانب المسجد، فجلسوا عنده ينتظرون انتباهه، فقال الهرمزان: و اين عمر؟ قالوا: ها هو ذا.

قال: اين حرسه؟ قالوا: لا حاجب له و لا حارس.

قال: فينبغى ان يكون هذا نبيا، قالوا: انه يعمل بعمل الانبياء.

و استيقظ عمر، فقال: الهرمزان؟ فقالوا: نعم، قال: لا اكلمه او لايبقى عليه من حليته شى ء، فرموا ما عليه، و البسوه ثوبا صفيقا، فلما
كلمه عمر، امر اباطلحه ان ينتضى سيفه و يقوم على راسه، ففعل.

ثم قال له: ما عذرك فى نقض الصلح و نكث العهد؟- و قد كان الهرمزان صالح اولا، ثم نقض و غدر- فقال: اخبرك، قال: قل، قال: و انا شديد العطش! فاسقنى ثم اخبرك.

فاحضر له ماء، فلما تناوله جعلت يده ترعد، قال: ما شانك؟ قال: اخاف ان امد عنقى و انا اشرب فيقتلنى سيفك.

قال: لا باس عليك حتى تشرب، فالقى الاناء عن يده، فقال: ما بالك؟ اعيدوا عليه الماء، و لاتجمعوا عليه بين القتل و العطش، قال: انك قد امنتنى، قال: كذبت! قال: لم اكذب، قال انس: صدق يا اميرالمومنين، قال: ويحك يا انس! انا اومن قاتل مجزاه بن ثور و البراء بن مالك! و الله لتاتينى بالمخرج او لاعاقبنك، قال: انت يا اميرالمومنين قلت: لا باس عليك حتى تشرب.

و قال له ناس من المسلمين مثل قول انس، فقال للهرمزان: ويحك! اتخدعنى! و الله لاقتلنك الا ان تسلم، ثم اوما الى ابى طلحه، فقال الهرمزان: اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله.

فامنه و انزله المدينه.

سال عمر عمرو بن معديكرب عن السلاح فقال له: ما تقول فى الرمح؟ قال: اخوك و ربما خانك، قال فالنبل؟ قال: رسل المنايا، تخطى ء و تصيب، قال فالدرع؟ قال: مشغله للفارس، م
تعبه للراجل، و انها مع ذلك لحصن حصين، قال فالترس؟ قال: هو المجن، و عليه تدور الدوائر، قال: فالسيف؟ قال: هناك قارعت امك الهبل، قال: بل امك، قال: و الحمى اضرعتنى لك.

و اول من ضرب عمر بالدره ام فروه بنت ابى قحافه، مات ابوبكر فناح النساء عليه، و فيهن اخته ام فروه، فنها هن عمر مرارا، و هن يعاودن، فاخرج ام فروه من بينهن، و علاها بالدره، فهربن و تفرقن.

كان يقال: دره عمر اهيب من سيف الحجاج.

و فى الصحيح: ان نسوه كن عند رسول الله (ص) قد كثر لغطهن، فجاء عمر فهربن هيبه له، فقال لهن: يا عديات انفسهن، اتهبننى و لا تهبن رسول الله! قلن: نعم، انت اغلظ و افظ.

و كان عمر يفتى كثيرا بالحكم ثم ينقضه، و يفتى بضده و خلافه، قضى فى الجد مع الاخوه قضايا كثيره مختلفه، ثم خاف من الحكم فى هذه المساله فقال: من اراد ان يتقحم جراثيم جهنم فليقل فى الجد برايه.

و قال مره: لايبلغنى ان امراه تجاوز صداقها صداق نساء النبى الا ارتجعت ذلك منها، فقالت له امراه: ما جعل الله لك ذلك، انه تعالى قال: (و آتيتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا اتاخذونه بهتانا و اثما مبينا)، فقال: كل الناس افقه من عمر، حتى ربات الحجال! الا تعجبون من امام اخطا و امراه اصابت،
فاضلت امامكم ففضلته! و مر يوما بشاب من فتيان الانصار و هو ظمان، فاستسقاه، فجدح له ماء بعسل فلم يشربه، و قال: ان الله تعالى يقول: (اذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا) فقال له الفتى: يا اميرالمومنين، انها ليست لك و لا لاحد من هذه القبيله، اقرا ما قبلها: (و يوم يعرض الذين كفروا على النار اذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا)، فقال عمر: كل الناس افقه من عمر! و قيل: ان عمر كان يعس بالليل، فسمع صوت رجل و امراه فى بيت، فارتاب فتسور الحائط، فوجد امراه و رجلا، و عندهما زق خمر، فقال: يا عدو الله، اكنت ترى ان الله يسترك و انت على معصيته! قال: يا اميرالمومنين، ان كنت اخطات فى واحده فقد اخطات فى ثلاث، قال الله تعالى: (و لاتجسسوا)، و قد تجسست.

و قال: (و اتوا البيوت من ابوابها) و قد تسورت، و قال: (فاذا دخلتم بيوتا فسلموا)، و ما سلمت! و قال: متعتان كانتا على عهد رسول الله و انا محرمهما، و معاقب عليهما: متعه النساء و متعه الحج.

و هذا الكلام و ان كان ظاهره منكرا فله عندنا مخرج و تاويل، و قد ذكره اصحابنا الفقهاء فى كتبهم.

و كان فى اخلاق عمر و الفاظه جفاء و عنجهيه ظاهره، يحسبه السامع لها انه اراد بها ما لم يكن قد اراد، و يتوهم من تحكى
له انه قصد بها ظاهرا ما لم يقصده، فمنها الكلمه التى قالها فى مرض رسول الله (ص).

و معاذ الله ان يقصد بها ظاهرها! و لكنه ارسلها على مقتضى خشونه غريزته، و لم يتحفظ منها.

و كان الاحسن ان يقول: (مغمور) او (مغلوب بالمرض)، و حاشاه ان يعنى بها غير ذلك! و لجفاه الاعراب من هذا الفن كثير، سمع سليمان بن عبدالملك اعرابيا يقول فى سنه قحط: رب العباد ما لنا و ما لكا قد كنت تسقينا فما بدا لكا انزل علينا القطر لا ابا لكا فقال سليمان: اشهد انه لا اب له و لا صاحبه و لا ولد، فاخرجه احسن مخرج.

و على نحو هذا يحتمل كلامه فى صلح الحديبيه لما قال للنبى (ص): الم تقل لنا: ستد خلونها! فى الفاظ نكره حكايتها، حتى شكاه النبى (ص) الى ابى بكر، و حتى قال له ابوبكر: الزم بغرزه، فو الله انه لرسول الله.

و عمر هو الذى اغلظ على جبله بن الايهم حتى اضطره الى مفارقه دار الهجره، بل مفارقه دار الاسلام كلها، و عاد مرتدا داخلا فى دين النصرانيه، لاجل لطمه لطمها.

و قال جبله بعد ارتداده متندما على ما فعل: تنصرت الاشراف من اجل لطمه و ما كان فيها لو صبرت لها ضرر! فيا ليت امى لم تلدنى و ليتنى رجعت الى القول الذى قاله عمر

/ 614