الشرح:
نافجا حضنيه: رافعا لهما، و الحضن: ما بين الابط و الكشح يقال للمتكبر: جاء نافجا حضنيه، و يقال لمن امتلا بطنه طعاما: جاء نافجا حضنيه، و مراده (ع) هذا الثانى.و النثيل: الروث.و المعتلف: موضع العلف، يريد ان همه الاكل و الرجيع، و هذا من ممض الذم، و اشد من قول الحطيئه الذى قيل: انه اهجى بيت للعرب: دع المكارم لا ترحل لبغيتها و اقعد فانك انت الطاعم الكاسى و الخضم: اكل بكل الفم، و ضده القضم، و هو الاكل باطراف الاسنان، و قيل: الخضم اكل الشى ء الرطب، و القضم اكل الشى ء اليابس، و المراد على التفسيرين لايختلف، و هو انهم على قدم عظيمه من النهم و شده الاكل و امتلاء الافواه.و قال ابوذر رحمه الله تعالى عن ابنى اميه: يخضمون و نقضم، و الموعد الله.و الماضى (خصته) بالكسر، و مثله قضمت.و النبته، بكسر النون كالنبات، تقول: نبت الرطب نباتا و نبته.و انتكث فتله: انتقض، و هذه استعاره.و اجهز عليه عمله: تمم قتله.يقال: اجهز على الجريح، مثل ذففت، اذا اتممت قتله و كبت به بطنته، كبا الجواد، اذا سقط لوجهه.و البطنه: الاسراف فى الشبع.(نتف من اخبار عثمان بن عفان) و ثالث القوم هو عثمان بن عفان بن ابى العاصبن اميه بن عبدشمس بن عبدمناف، كنيته ابوعمرو، و امه اروى بنت كريز بن ربيعه بن حبيب بن عبدشمس.بايعه الناس بعد انقضاء الشورى و استقرار الامر له، و صحت فيه فراسه عمر، فانه اوطا بنى اميه رقاب الناس، و ولاهم الولايات و اقطعهم القطائع، و افتتحت افريقيه فى ايامه، فاخذ الخمس كله فوهبه لمروان، فقال عبدالرحمن بن حنبل الجمحى: احلف بالله رب الانا م ما ترك الله شيئا سدى و لكن خلقت لنا فتنه لكى نبتلى بك او تبتلى فان الامينين قد بينا منار الطريق عليه الهدى فما اخذا درهما غيله و لا جعلا درهما فى هوى و اعطيت مروان خمس البلاد فهيهات سعيك ممن سعى! الامينان: ابوبكر و عمر.و طلب منه عبدالله بن خالد بن اسيد صله، فاعطاه اربعمائه الف درهم.و اعاد الحكم بن ابى العاص، بعد ان كان رسول الله (ص) قد سيره ثم لم يرده ابوبكر و لا عمر، و اعطاه مائه الف درهم.و تصدق رسول الله (ص) بموضع سوق بالمدينه يعرف بمهزور على المسلمين، فاقطعه عثمان الحارث بن الحكم اخا مروان بن الحكم.و اقطع مروان فدك، و قد كانت فاطمه (ع) طلبتها بعد وفاه ابيها (ص)، تاره بالميراث، و تاره بالنحله فدفعت عنها.و حمى المراعى حول المدينه كلها من مواشى المس
لمين كلهم الا عن بنى اميه.و اعطى عبدالله بن ابى سرح جميع ما افاء الله عليه من فتح افريقيه بالمغرب- و هى من طرابلس الغرب الى طنجه- من غير ان يشركه فيه احد من المسلمين.و اعطى اباسفيان بن حرب مائتى الف من بيت المال، فى اليوم الذى امر فيه لمروان بن الحكم بمائه الف من بيت المال، و قد كان زوجه ابنته ام ابان، فجاء زيد بن ارقم صاحب بيت المال بالمفاتيح، فوضعها بين يدى عثمان و بكى، فقال عثمان: اتبكى ان وصلت رحمى! قال: لا، و لكن ابكى لانى اظنك انك اخذت هذا المال عوضا عما كنت انفقته فى سبيل الله فى حياه رسول الله (ص).و الله لو اعطيت مروان مائه درهم لكان كثيرا، فقال: الق المفاتيح يا بن ارقم، فانا سنجد غيرك.و اتاه ابوموسى باموال من العراق جليله، فقسمها كلها فى بنى اميه.و انكح الحارث بن الحكم ابنته عائشه، فاعطاه مائه الف من بيت المال ايضا بعد صرفه زيد بن ارقم عن خزنه.و انضم الى هذه الامور امور اخرى نقمها عليه المسلمون، كتسيير ابى ذر رحمه الله تعالى الى الربذه، و ضرب عبدالله بن مسعود حتى كسر اضلاعه، و ما اظهر من الحجاب و العدول عن طريقه عمر فى اقامه الحدود ورد المظالم، و كف الايدى العاديه، و الانتصاب لسياسه الرعيه، و خ
تم ذلك ما وجدوه من كتابه الى معاويه يامره فيه بقتل قوم من المسلمين، و اجتمع عليه كثير من اهل المدينه مع القوم الذين و صلوا من مصر لتعديد احداثه عليه فقتلوه.و قد اجاب اصحابنا عن المطاعن فى عثمان باجوبه مشهوره مذكوره فى كتبهم.و الذى نقول نحن: انها و ان كانت احداثا، الا انها لم تبلغ المبلغ الذى يستباح به دمه، و قد كان الواجب عليهم ان يخلعوه من الخلافه حيث لم يستصلحوه لها، و لايعجلوا بقتله، و اميرالمومنين (ع) ابرا الناس من دمه، و قد صرح بذلك فى كثير من كلامه، من ذلك قوله (ع): و الله ما قتلت عثمان و لا مالات على قتله.و صدق (ص).