الشرح:
عرف الضبع ثخين، و يضرب به المثل فى الازدحام.و ينثالون: يتتابعون مزدحمين.و الحسنان: الحسن و الحسين (ع).و العطفان: الجانبان من المنكب الى الورك، و يروى (عطافى)، و العطاف: الرداء و هو اشبه بالحال، الا ان الروايه الاولى اشهر، و المعنى خدش جانباى لشده الاصطكاك منهم و الزحام.و قال القطب الراوندى: الحسنان: ابهاما الرجل، و هذا لا اعرفه.و قوله: (كربيضه الغنم) اى كالقطعه الرابضه من الغنم، يصف شده ازدحامهم حوله، و جثومهم بين يديه.و قال القطب الراوندى: يصف بلادتهم و نقصان عقولهم، لان الغنم توصف بقله الفطنه.و هذا التفسير بعيد و غير مناسب للحال.فاما الطائفه الناكثه، فهم اصحاب الجمل، و اما الطائفه الفاسقه فاصحاب صفين.و سماهم رسول الله (ص) القاسطين.و اما الطائفه المارقه فاصحاب النهروان، و اشرنا نحن بقولنا: سماهم رسول الله (ص) القاسطين الى قوله (ع): (ستقاتل بعدى الناكثين، و القاسطين و المارقين).و هذا الخبر من دلائل نبوته (ص)، لانه اخبار صريح بالغيب، لايحتمل التمويه و التدليس كما تحتمله الاخبار المجمله، و صدق قوله (ع): (و المارقين)، قوله اولا فى الخوارج: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه)، و صدق قوله (ع) (الناكثين) كونهم نكثوا البيعه بادى ء بدء، و قد كان (ع) يتلو وقت مبايعتهم له: (فمن نكث فانما ينكث على نفسه).و اما اصحاب صفين، فانهم عند اصحابنا رحمهم الله مخلدون فى النار لفسقهم، فصح فيهم قوله تعالى: (و اما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا).و قوله (ع): (حليت الدنيا فى اعينهم) تقول: حلا الشى ء فى فمى يحلو و حلى لعينى يحلى.و الزبرج: الزينه من وشى او غيره، و يقال: الزبرج: الذهب.فاما الايه فنحن نذكر بعض ما فيها، فنقول: انه تعالى لم يعلق الوعد بترك العلو فى الارض و الفساد، و لكن بترك ارادتهما، و هو كقوله تعالى: (و لاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار).علق الوعيد بالركون اليهم و الميل معهم، و هذا شديد فى الوعيد.و يروى عن اميرالمومنين (ع) انه قال: ان الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله احسن من شراك نعل صاحبه فيدخل تحت هذه الايه.و يقال: ان عمر بن عبدالعزيز كان يرددها حتى قبض.
الشرح:
فلق الحبه، من قوله تعالى: (فالق الحب و النوى).و النسمه: كل ذى روح من البشر خاصه.قوله: (لولا حضور الحاضر)، يمكن ان يريد به لولا حضور البيعه، فانها بعد عقدها تتعين المحاماه عنها، و يمكن ان يريد بالحاضر من حضره من الجيش الذين يستعين بهم على الحرب.و الكظه بكسر الكاف: ما يعترى الانسان من الثقل و الكرب عند الامتلاء من الطعام.و السغب: الجوع.و قولهم: قد القى فلان حبل فلان على غاربه، اى تركه هملا يسرح حيث يشاء من غير وازع و لا مانع، و الفقهاء يذكرون هذه اللفظه فى كنايات الطلاق.و عفطه عنز: ما تنثره من انفها، عفطت تعفط بالكسر، و اكثر ما يستعمل ذلك فى النعجه، فاما العنز فالمستعمل الاشهر فيها (النفطه) بالنون، و يقولون: ما له عافط و لا نافط، اى نعجه و لا عنز.فان قيل: ايجوز ان يقال العفطه هاهنا الحبقه؟ فان ذلك يقال فى العنز خاصه، عفطت تعفط، قيل: ذلك جائز، الا ان الاحسن و الاليق بكلام اميرالمومنين (ع) التفسير الاول، فان جلالته و سودده تقتضى ان يكون ذاك اراد لا الثانى.فان صح انه لايقال فى العطسه عفطه الا للنعجه.قلنا: انه استعمله فى العنز مجازا.يقول (ع): لولا وجود من ينصرنى- لا كما كانت الحالعليها اولا بعد وفاه رسول الله (ص)، فانى لم اكن حينئذ واجدا للناصر مع كونى مكلفا الا امكن الظالم من ظلمه- لتركت الخلافه، و لرفضتها الان كما رفضتها قبل، و لوجدتم هذه الدنيا عندى اهون من عطسه عنز، و هذا اشاره الى ما يقوله اصحابنا من وجوب النهى عن المنكر عند التمكن.