شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فقال: كيف عرفت صدقه؟ قال: لانى سمعت رسول الله (ص) يقول: (ما اظلت الخضراء، و لااقلت الغبراء من ذى لهجه اصدق من ابى ذر)، فقال من حضر: اما هذا فسمعناه كلنا من رسول الله، فقال ابوذر: احدثكم انى سمعت هذا من رسول الله (ص) فتتهموننى! ما كنت اظن انى اعيش حتى اسمع هذا من اصحاب محمد (ص)! و روى الواقدى فى خبر آخر باسناده، عن صهبان، مولى الاسلميين، قال: رايت اباذر يوم دخل به على عثمان، فقال له: انت الذى فعلت و فعلت! فقال ابوذر: نصحتك فاستغششتنى، و نصحت صاحبك فاستغشنى! قال عثمان: كذبت، و لكنك تريد الفتنه و تحبها، قد انغلت الشام علينا، فقال له ابوذر: اتبع سنه صاحبيك لايكن لاحد عليك كلام، فقال عثمان: ما لك و ذلك لا ام لك! قال ابوذر: و الله ما وجدت لى عذرا الا الامر بالمعروف و النهى عن المنكر.

فغضب عثمان، و قال: اشيروا على فى هذا الشيخ الكذاب، اما ان
اضربه، او احبسه، او اقتله، فانه قد فرق جماعه المسلمين، او انفيه من ارض الاسلام.

فتكلم على (ع)- و كان حاضرا- فقال: اشير عليك بما قال مومن آل فرعون (فان يك كاذبا فعليه كذبه و ان يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم ان الله لايهدى من هو مسرف كذاب) فاجابه عثمان بجواب غليظ، و اجابه على (ع) بمثله، و لم نذكر الجوابين تذمما منهما.

قال الواقدى: ثم ان عثمان حظر على الناس ان يقاعدوا اباذر، او يكلموه.

فمكث كذلك اياما، ثم اتى به فوقف بين يديه، فقال ابوذر: ويحك يا عثمان! اما رايت رسول الله (ص)، و رايت ابابكر و عمر! هل هديك كهديهم! اما انك لتبطش بى بطش جبار، فقال عثمان: اخرج عنا من بلادنا، فقال ابوذر: ما ابغض الى جوارك! فالى اين اخرج؟ قال: حيث شئت، قال: اخرج الى الشام ارض الجهاد؟ قال: انما جلبتك من الشام لما قد افسدتها افاردك اليها! قال: افاخرج الى العراق؟ قال: لا، انك ان تخرج اليها تقدم على قوم اولى شبه و طعن على الائمه و الولاه، قال: افاخرج الى مصر؟ قال: لا، قال: فالى اين اخرج؟ قال: الى الباديه، قال ابوذر: اصير بعد الهجره اعرابيا! قال: نعم، قال ابوذر: فاخرج الى باديه نجد؟ قال عثمان: بل الى الشرق الابعد، اقصى فاقصى، امض على وجهك
هذا فلاتعدون الربذه فخرج اليها.

و روى الواقدى ايضا عن مالك بن ابى الرجال، عن موسى بن ميسره، ان ابوالاسود الدولى، قال: كنت احب لقاء ابى ذر لاساله عن سبب خروجه الى الربذه، فجئته فقلت له: الا تخبرنى، اخرجت من المدينه طائعا، ام اخرجت كرها؟ فقال: كنت فى ثغر من ثغور المسلمين اغنى عنهم، فاخرجت الى المدينه، فقلت: دار هجرتى و اصحابى، فاخرجت من المدينه الى ما ترى.

ثم قال: بينا انا ذات ليله نائم فى المسجد على عهد رسول الله (ص)، اذ مر بى (ع) فضربنى برجله، و قال: لااراك نائما فى المسجد، فقلت: بابى انت و امى! غلبتنى عينى، فنمت فيه.

قال: فكيف تصنع اذا اخرجوك منه؟ قلت: اذا الحق بالشام، فانها ارض مقدسه، و ارض الجهاد.

قال: فكيف تصنع اذا اخرجت منها؟ قلت: ارجع الى المسجد، قال: فكيف تصنع اذا اخرجوك منه؟ قلت: آخذ سيفى فاضربهم به.

فقال: الا ادلك على خير من ذلك؟ انسق معهم حيث ساقوك، و تسمع و تطيع.

فسمعت و اطعت و انا اسمع و اطيع، و الله ليلقين الله عثمان و هو آثم فى جنبى.

و اعلم ان اصحابنا رحمهم الله قد رووا اخبارا كثيره، معناها انه اخرج الى الربذه باختياره.

و حكى قاضى القضاه رحمه الله فى "المغنى" عن شيخنا ابى على رحمه الله، ان النا
س اختلفوا فى امر ابى ذر، و ان الروايه وردت بانه قيل له: اعثمان انزلك الربذه؟ فقال: لا بل انا اخترت لنفسى ذلك.

و روى ابوعلى ايضا ان معاويه كتب يشكوه و هو بالشام، فكتب اليه عثمان: ان صر الى المدينه.

فلما صار اليها، قال له: ما اخرجك الى الشام؟ قال: انى سمعت رسول الله (ص) يقول: (اذا بلغت عماره المدينه موضع كذا فاخرج منها)، فلذلك خرجت.

فقال: اى البلاد احب اليك بعد الشام؟ قال الربذه، فقال: صر اليها.

و روى الشيخ ابوعلى ايضا عن زيد بن وهب، قال: قلت لابى ذر و هو بالربذه: ما انزلك هذا المنزل؟ قال: اخبرك انى كنت بالشام، فذكرت قوله تعالى: (و الذين يكنزون الذهب و الفضه و لاينفقونها).

فقال لى معاويه: هذه نزلت فى اهل الكتاب، فقلت: فيهم و فينا.

فكتب معاويه الى عثمان فى ذلك، فكتب الى: ان اقدم، فقدمت عليه، فانثال الناس الى كانهم لم يعرفونى، فشكوت ذلك الى عثمان، فخيرنى و قال: انزل حيث شئت، فنزلت الربذه.

و نحن نقول: هذه الاخبار و ان كانت قد رويت، لكنها ليست فى الاشتهار و الكثره كتلك الاخبار، و الوجه ان يقال فى الاعتذار عن عثمان و حسن الظن بفعله: انه خاف الفتنه و اختلاف كلمه المسلمين، فغلب على ظنه ان اخراج ابى ذر الى الربذه احسم
للشغب، و اقطع لاطماع من يشرئب الى شق العصا، فاخرجه مراعاه للمصلحه، و مثل ذلك يجوز للامام.

هكذا يقول اصحابنا المعتزله، و هو الاليق بمكارم الاخلاق، فقد قال الشاعر: اذا ما اتت من صاحب لك زله فكن انت محتالا لزلته عذرا و انما يتاول اصابنا لمن يحتمل حاله التاويل كعثمان، فاما من لم يحتمل حاله التاويل، - و ان كانت له صحبه سالفه- كمعاويه و اضرابه، فانهم لايتاولون لهم اذا كانت افعالهم و احوالهم لا وجه لتاويلها، و لاتقبل العلاج و الاصلاح.

/ 614