شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و كذلك البيض للسيوف، و البيض للنساء، كله بمعنى البياض، فبطل معنى التجنيس، و اظننى ذكرت هذا ايضا فى كتاب "الفلك الدائر" قالوا: و من هذا القسم قوله ايضا: اذا الخيل جابت قسط
ل الخيل صدعوا صدور العوالى فى صدور الكتائب و هذا عندى ايضا ليس بتجنيس، لان الصدور فى الموضعين بمعنى واحد، و هو جزء الشى ء المتقدم البارز عن سائره، فاما قوله ايضا: عامى و عام العيس بين وديقه مسجوره، و تنوفه صيخود حتى اغادر كل يوم بالفلا للطير عيدا من بنات العيد فانه من التجنيس التام، لا شبهه فى ذلك لاختلاف المعنى، فالعيد الاول هو اليوم المعروف من الاعياد، و العيد الثانى فحل من فحول الابل.و نحو هذا قول ابى نواس: عباس عباس اذا احتدم الوغى و الفضل فضل و الربيع ربيع و قول البحترى: اذا العين راحت و هى عين على الهوى فليس بسر ما تسر الاضالع فالعين الثانيه الجاسوس، و الاولى العين المبصره.و للغزى المتاخر قصيده اكثر من التجنيس التام فيها، اولها: لو زارنا طيف ذات الخال احيانا و نحن فى حفر الاجداث احيانا و قال فى اثنائها: تقول انت امرو جاف مغالطه فقلت لاهومت اجفان اجفانا و قال فى مديحها: لم يبق غيرك انسان يلاذ به فلابرحت لعين الدهر انسانا و قد ذكر الغانمى فى كتابه من صناعه الشعر بابا سماه رد الاعجاز على الصدور، ذكر انه خارج عن باب التجنيس، قال: مثل قول الشاعر: و نشرى بجميل الصن ع ذكرا
طيب النشر و نفرى بسيوف الهن د من اسرف فى النفر و بحرى فى شرى الحمد على شاكله البحر و هذا من التجنيس، و ليس بخارج عنه و لكنه تجنيس مخصوص، و هو الاتيان به فى طرفى البيت.و عد ابن الاثير الموصلى فى كتابه من التجنيس قول الشاعر فى الشيب: يا بياضا اذرى دموعى حتى عاد منها سواد عينى بياضا و كذلك قول البحترى: و اغر فى الزمن البهيم محجل قد رحت منه على اغر محجل و هذا عندى ليس بتجنيس، لاتفاق المعنى.و العجب منه انه بعد ايراده هذا انكر على من قال: ان قول ابى تمام: اظن الدمع فى خدى سيبقى رسوما من بكائى فى الرسوم من التجنيس، و قال: اى تجنيس هاهنا و المعنى متفق! و لو امعن النظر لراى هذا مثل البيتين السابقين.قالوا: فاما الاجناس السته الباقيه، فانها خارجه عن التجنيس التام و مشبهه به.فمنها ان تكون الحروف متساويه فى تركيبها، مختلفه فى وزنها، فمن ذلك قول النبى (ص): (اللهم كما حسنت خلقى فحسن خلقى)، و قول بعضهم: لن تنالوا غرر المعالى الا بركوب الغرر و اهتبال الغرر)، و قول البحترى: و فر الحائن المغرور يرجو امانا اى ساعه ما امان! يهاب الالتفات و قد تصدى للحظه طرفه طرف السنان و قال آخر: قد ذبت بين حشا
شه و ذماء ما بين حر هوى و حر هواء و منها: ان تكون الالفاظ متساويه فى الوزن مختلفه فى التركيب بحرف واحد لا غير، فان زاد على ذلك خرج من باب التجنيس، و ذلك نحو قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره).و كذلك قوله سبحانه: (و هم ينهون عنه و يناون عنه) و قوله تعالى (ذلكم بما كنتم تفرحون فى الارض بغير الحق و بما كنتم تمرحون).و نحو هذا ما ورد عن النبى (ص) من قوله: (الخير معقود بنواصى الخيل الى يوم القيامه)، و قال بعضهم: (لاتنال المكارم الا بالمكاره).