شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قال ميمون بن مهران: بت ليله عند عمر بن عبد العزيز، فرايته يبكى و يكثر من تمنى الموت، فقلت له: انك احييت سننا، و امت بدعا، و فى بقائك خير
للمسلمين، فما بالك تتمنى الموت! فقال: الا اكون كالعبد الصالح حين اقر الله له عينه، و جمع له امره، قال: (رب قد آتيتنى من الملك و علمتنى من تاويل الاحاديث فاطر السموات و الارض انت وليى فى الدنيا و الاخره توفنى مسلما و الحقنى بالصالحين)! و قالت الفلاسفه: لايستكمل الانسان حد الانسانيه الا بالموت، لان الانسان هو الحى الناطق الميت.

و قال بعضهم: الصالح اذا مات استراح، و الطالح اذا مات استريح منه.

و قال الشاعر: جزى الله عنا الموت خيرا فانه ابر بنا من كل بر و اراف يعجل تخليص النفوس من الاذى و يدنى من الدار التى هى اشرف و قال آخر: من كان يرجو ان يعيش فاننى اصبحت ارجوا ان اموت لاعتقا فى الموت الف فضيله لو انها عرفت لكان سبيله ان يعشقا و قال ابوالعلاء: جسمى و نفسى لما استجمعا صنعا شرا الى فجل الواحد الصمد! فالجسم يعذل فيه النفس مجتهدا و تلك تزعم ان الظالم الجسد اذا هما بعد طول الصحبه افترقا فان ذاك لاحداث الزمان يد و قال ابوالعتاهيه: المرء يامل ان يعي ش و طول عمر قد يضره تفنى بشاشته و يب قى بعد حلو العيش مره و تخونه الايام حتى لايرى شيئا يسره كم شامت بى ان هلك ت و قائل لله دره! و قال ابن المعتز: الست ترى يا صاح ما اعجب الدهرا فذما له لكن للخالق الشكرا لقد حبب الموت البقاء الذى ارى فيا حسدا منى لمن يسكن القبرا فاما قوله (ع): (و انما ذلك بمنزله الحكمه)، الى قوله.

(و فيها الغنى كله و السلامه)، ففصل آخر غير ملتئم بما قبله، و هو اشاره الى كلام من كلام رسول الله (ص) رواه لهم، ثم حضهم على التمسك به، و الانتفاع بمواعظه، و قال: انه بمنزله الحكمه التى هى حياه القلوب، و نور الابصار، و سمع الاذان الصم، و رى الاكباد الحرى، و فيها الغنى كله، و السلامه، و الحكمه المشبه كلام الرسول (ص) بها هى المذكوره فى قوله تعالى: (و من يوت الحكمه فقد اوتى خير كثيرا) و فى قوله: (و لقد آتينا لقمان الحكمه)، و فى قوله: (و آتيناه الحكم صبيا) و هى عباره عن المعرفه بالله تعالى، و بما فى مبدعاته من الاحكام الداله على علمه كتركيب الافلاك، و وضع العناصر مواضعها، و لطائف صنعه الانسان و غيره من الحيوان، و كيفيه انشاء النبات و المعادن، و ما فى العالم من القوى المختلفه، و التاثيرات المتنوعه، الراجع ذلك كله الى حكمه! الصانع و قدرته و علمه، تبارك اسمه! فاما قوله: (و كتاب الله) الى قوله: (و لايخالف بصاحبه عن الله)، ففص
ل آخر مقطوع عما قبله، و متصل بما لم يذكره جامع "نهج البلاغه" فان قلت: ما معنى قوله: (و لايختلف فى الله، و لايخالف بصاحبه عن الله)؟ و هل بين هاتين الجملتين فرق؟ قلت: نعم، اما قوله: (و لايختلف فى الله)، فهو انه لايختلف فى الدلاله على الله و صفاته، اى لايتناقض، اى ليس فى القرآن آيات مختلفه يدل بعضها على انه يعلم كل المعلومات مثلا، و تدل الاخرى على انه لايعلم كل المعلومات، او يدل بعضها على انه لايرى، و بعضها على انه يرى، و ليس وجودنا للايات المشتبهه بقادح فى هذا القول، لان آيات الجبر و التشبيه لاتدل، و انما توهم، و نحن انما نفينا ان يكون فيه ما يدل على الشى ء و نقيضه.

و اما قوله: (و لايخالف بصاحبه عن الله)، فهو انه لاياخذ بالانسان المعتمد عليه الى غير الله، اى لايهديه الا الى جناب الحق سبحانه، و لايعرج به الى جناب الشيطان، يقال: خالفت بفلان عن فلان، اذا اخذت به غير نحوه، و سلكت به غير جهته.

فاما قوله: (قد اصطلحتم على الغل...) الى آخر الفصل، فكلام مقطوع ايضا عما قبله، و الغل: الحقد.

و الدمن: جمع دمنه، و هى الحقد ايضا، و قد دمنت قلوبهم بالكسر، اى ضغنت.

و نبت المرعى عليها اى دامت و طال الزمان عليها، حتى صارت بمنزله الارض الجامده الثابته التى تنبت النبات.

و يجوز ان يريد بالدمن هاهنا جمع دمن و هو البعر المجتمع كالمزبله، او جمع دمنه و هى آثار الناس و ما سودوا من الارض، يقال: قد دمن الشاء الماء و قد دمن القوم الارض فشبه ما فى قلوبهم من الغل و الحقد و الضغائن بالمزبله المجتمعه من البعر و غيره من سقاطه الديار التى قد طال مكثها حتى نبت عليها المرعى قال الشاعر: و قد ينبت المرعى على دمن الثرى و تبقى حزارات النفوس كما هيا قوله (ع): (لقد استهام بكم الخبيث)، يعنى الشيطان.

و استهام بكم: جعلكم هائمين، اى استهامكم، فعداه بحرف الجر، كما تقول فى (استنفرت القوم الى الحرب): استنفرت بهم، اى جعلتهم نافرين.

و يمكن ان يكون بمعنى الطلب و الاستدعاء، كقولك: استعلمت منه حال كذا، اى استدعيت ان يعلمنى، و استمنحت فلانا، اى طلبت و استدعيت ان يعطينى، فيكون قوله: (و استهام بكم الخبيث)، اى استدعى منكم ان تهيموا و
تقعوا فى التيه و الضلال و الحيره.

قوله: (و تاه بكم الغرور) هو الشيطان ايضا، قال سبحانه: (و غركم بالله الغرور).

و تاه بكم: جعلكم تائهين حائرين.

ثم سال الله ان يعينه على نفسه و عليهم.

و من كلام بعض الصالحين: (اللهم انصرنى على اقرب الاعداء الى دارا، و ادناهم منى جوارا، و هى نفسى).

/ 614