شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم ان رسول الله (ص) زوج عليا بابنته، و زوج عثمان بابنته الاخرى، و كان اختصاص رسول الله (ص) لفاطمه اكثر من اختصاصه للبنت الاخرى، و للثانيه التى تزوجها عثمان بعد وفاه الاولى، و اختصاصه ايضا لعلى و زياده قربه منه و امتزاجه به و استخلاصه اياه لنفسه، اكثر و اعظم من اختصاصه لعثمان.

فنفس عثمان ذلك عليه، فتباعد ما بين قلبيهما، و زاد فى التباعد ما عساه يكون بين الاختين من مباغضه او مشاجره او كلام ينقل من احداهما الى الاخرى، فيتكدر قلبها على اختها، و يكون ذلك التكدير سببا لتكدير ما بين البعلين ايضا، كما نشاهده فى عصرنا و فى غيره من الاعصار، و قد قيل: ما قطع من الاخوين كالزوجين.

ثم اتفق ان عليا (ع) قتل جماعه كثيره من بنى عبد شمس فى حروب رسول الله
(ص)، فتاكد الشنان، و اذا استوحش الانسان من صاحبه استوحش صاحبه منه.

ثم مات رسول الله (ص) فصبا الى على جماعه يسيره لم يكن عثمان منهم، لاحضر فى دار فاطمه مع من حضر من المخلفين عن البيعه، و كانت فى نفس على (ع) امور من الخلافه لم يمكنه اظهارها فى ايام ابى بكر و عمر، لقوه عمر و شدته، و انبساط يده و لسانه، فلما قتل عمر و جعل الامر شورى بين السته، و عدل عبدالرحمن بها عن على الى عثمان، لم يملك على نفسه فاظهر ما كان كامنا، و ابدى ما كان مستورا، و لم يزل الامر بتزايد بينهما، حتى شرف و تفاقم، و مع ذلك فلم يكن على (ع) لينكر من امره الا منكرا، و لاينهاه الا كما تقتضى الشريعه نهيه عنه، و كان عثمان مستضعفا فى نفسه، رخوا قليل الحزم، واهى العقده، و سلم عنانه الى (مجلد 9 صفحه 26( مروان يصرفه كيف شاء، الخلافه له فى المعنى و لعثمان فى الاسم.

فلما انتفض على عثمان امره استصرخ عليا و لاذ به، و القى زمام امره اليه، فدافع عنه حيث لاينفع الدفاع، و ذب عنه حين لايغنى الذب، فقد كان الامر فسد فسادا لايرجى صلاحه.

قال جعفر: فقلت له: اتقول ان عليا وجد من خلافه عثمان اعظم مما وجده من خلافه ابى بكر و عمر؟ فقال: كيف يكون ذلك، و هو فرع لهما، و
لو لا هما لم يصل الى الخلافه، و لا كان عثمان ممن يطمع فيها من قبل، و لايخطر له ببال! و لكن هاهنا امر يقتضى فى عثمان زياده المنافسه، و هو اجتماعهما فى النسب، و كونهما من بنى عبد مناف، و الانسان ينافس ابن عمه الادنى اكثر من منافسه الابعد، و يهون عليه من الابعد ما لايهون عليه من الاقرب.

قال جعفر: فقلت له: افتقول: لو ان عثمان خلع و لم يقتل، اكان الامر يستقيم لعلى (ع) اذا بويع بعد خلعه؟ فقال: لا، و كيف يتوهم ذلك بل يكون انتقاض الامور عليه و عثمان حى مخلوع اكثر من انتفاضها عليه بعد قتله، لانه موجود يرجى و يتوقع عوده، فان كان محبوسا عظم البلاء و الخطب، و هتف الناس باسمه فى كل يوم، بل فى كل ساعه، و ان كان مخلى سربه، و ممكنا من نفسه، و غير محول بينه و بين اختياره، لجا الى بعض الاطراف، و ذكر انه مظلوم غصبت خلافته، و قهر على خلع نفسه، فكان اجتماع الناس عليه اعظم، و الفتنه به اشد و اغلظ.

قال جعفر: فقلت له: فما تقول فى هذا الاختلاف الواقع فى امر الامامه من مبدا الحال، و ما الذى تظنه اصله و منبعه؟ فقال لااعلم لهذا اصلا الا امرين: احدهما ان رسول الله (ص) اهمل امر الامامه فلم يصرح فيه باحد بعينه، و انما كان هناك رمز و ابماء،
و كنايه و تعريض، لو اراد صاحبه ان يحتج به وقت الاختلاف و حال المنازعه (مجلد 9 صفحه 27( لم يقم منه صوره حجه تغنى، و لا دلاله تحسب و تكفى، و لذلك لم يحتج على (ع) يوم السقيفه بما ورد فيه، لانه لم يكن نصا جليا يقطع العذر، و يوجب الحجه، و عاده الملوك اذا تمهد ملكهم، و ارادوا العقد لولد من اولادهم، او ثقه من ثقاتهم، ان يصرحوا بذكره، و يخطبوا باسمه على اعناق المنابر، و بين فواصل الخطب، و يكتبوا بذلك الى الافاق البعيده عنهم، و الاقطار النائيه منهم، و من كان منهم ذا سرير و حصن و مدن كثيره، ضرب اسمه على صفحات الدنانير و الدراهم مع اسم ذلك الملك، بحيث تزول الشبهه فى امره، و يسقط الارتياب بحاله، فليس امر الخلافه بهين و لا صغير ليترك حتى يصير فى مظنه الاشتباه و اللبس، و لعله كان لرسول الله (ص) فى ذلك عذر لا نعلمه نحن اما خشيه من فساد الامر، او ارجاف المنافقين، و قولهم: انها ليس بنبوه و انما هى ملك به اوصى لذريته و سلالته، و لما لم يكن احد من تلك الذريه فى تلك الحال صالحا للقيام بالامر لصغر السن، جعله لابيهم، ليكون فى الحقيقه لزوجته التى هى ابنته و لاولاده منها من بعده.

و اما ما تقوله المعتزله و غيرهم من اهل العدل: ان ا
لله تعالى علم ان المكلفين يكونون على ترك الامر مهملا غير معين اقرب الى فعل الواجب و تجنب القبيح.

قال و لعل رسول الله (ص) لم يكن يعلم فى مرضه انه يموت فى ذلك المرض، و كان يرجو البقاء فيمهد للامامه قاعده واضحه.

و مما يدل على ذلك انه لما نوزع فى احضار الدواه و الكتف ليكتب لهم ما لايضلون بعده، غضب و قال: اخرجوا عنى، لم يجمعهم بعد الغضب ثانيه و يعرفهم رشدهم، و يهديهم الى مصالحهم، بل ارجا الامر ارجاء من يرتقب الافاقه، و ينتظر العافيه.

قال: فبتلك الاقوال المحجمه، و الكنايات المحتمله، و الرموز المشتبهه، مثل حديث (مجلد 9 صفحه 28( خصف النعل، و منزله هارون من موسى، و من كنت مولاه، و هذا يعسوب الدين، و لا فتى الا على، و احب خلقك اليك... و ما جرى هذا المجرى، مما لايفصل الامر، و يقطع العذر و يسكت الخصم، و يفحم المنازع، و ثبت الانصار فادعتها، و وثب بنو هاشم فادعوها، و قال ابوبكر: بايعوا عمر او اباعبيده، و قال العباس لعلى: امدد يدك لابايعك، و قال قوم ممن رعف به الدهر فيما بعد، و لم يكن موجودا حينئذ: ان الامر كان للعباس لانه العم الوارث، و ان ابابكر و عمر غصباه حقه، فهذا احدهما.

و اما السبب الثانى للاختلاف، فهو جعل عمر الا
مر شورى فى السته، و لم ينص على واحد بعينه، اما منهم او من غيرهم، فبقى فى نفس كل واحد منهم انه قد رشح للخلافه و اهل للملك و السلطنه، فلم يزل ذلك فى نفوسهم و اذهانهم مصورا بين اعينهم، مرتسما فى خيالاتهم، منازعه اليه نفوسهم، طامحه نحوه عيونهم، حتى كان من الشقاق بين على و عثمان ما كان، و حتى افضى الامر الى قتل عثمان.

و كان اعظم الاسباب فى قتله طلحه، و كان لا يشك ان الامر له من بعده لوجوه، منها سابقته، و منها انه ابن عم لابى بكر، و كان لابى بكر فى نفوس اهل ذلك العصر منزله عظيمه، اعظم منها الان.

و منها انه كان سمحا جوادا، و قد كان نازع عمر فى حياه ابى بكر، و احب ان يفوض ابوبكر الامر اليه من بعده، فما زال يفتل فى الذروره و الغارب فى امر عثمان، و ينكر له القلوب، و يكدر عليه النفوس، و يغرى اهل المدينه و الاعراب و اهل الامصار به.

و ساعده الزبير، و كان ايضا يرجو الامر لنفسه، و لم يكن رجاوهما الامر بدون رجاء على، بل رجاوهما كان اقوى، لان عليا دحضه الاولان، و اسقطاه، و كسر ناموسه بين الناس، فصار نسيا منسيا، و مات الاكثر ممن يعرف خصائصه التى كانت فى ايام النبوه و فضله و نشا قوم لا يعرفونه و لا يرونه الا رجلا من عرض المسلمي
ن، و لم يبق له مما يمت به الا انه ابن عم الرسول و زوج ابنته، و ابوسبطيه، و نسى ما وراء ذلك كله، و اتفق له من بغض (مجلد 9 صفحه 29( قريش و انحرافها ما لم يتفق لاحد، و كانت قريش بمقدار ذلك البغض تحب طلحه و الزبير، لان الاسباب الموجبه لبغضهم لم تكن موجوده فيهما، و كانا يتالفان قريشا فى اواخر ايام عثمان، و يعدانهم بالعطاء و الافضال، و هما عند انفسهما و عند الناس خليفتان بالقوه لا بالفعل، لان عمر نص عليهما و ارتضاهما للخلافه، و عمر متبع القول و مرضى الفعال، موفق مويد مطاع، نافذ الحكم فى حياته و بعد وفاته، فلما قتل عثمان، ارادها طلحه، و حرص عليها، فلو لا الاشتر و قوم معه من شجعان العرب جعلوها فى على لم تصل اليه ابدا، فلما فاتت طلحه و الزبير، فتقا ذلك الفتق العظيم على على، و اخرجا ام المومنين معهما، و قصدا العراق، و اثارا الفتنه، و كان من حرب الجمل ما قد علم و عرف، ثم كانت حرب الجمل مقدمه و تمهيدا لحرب صفين، فان معاويه لم يكن ليفعل ما فعل، لو لا طمعه بما جرى فى البصره، ثم اوهم اهل الشام ان عليا قد فسق بمحاربه ام المومنين، و محاربه المسلمين، و انه قتل طلحه و الزبير، و هما من اهل الجنه، و من يقتل مومنا من اهل الجنه
فهو من اهل النار، فهل كان الفساد المتولد فى صفين الا فرعا للفساد الكائن يوم الجمل! ثم نشا من فساد صفين و ضلال معاويه كل ما جرى من الفساد و القبيح فى ايام بنى اميه، و نشات فتنه ابن الزبير فرعا من فروع يوم الدار، لان عبدالله كان يقول: ان عثمان لما ايقن بالقتل نص على بالخلافه، و لى بذلك شهود، و منهم مروان بن الحكم.

افلا ترى كيف تسلسلت هذه الامور فرعا على اصل، و غصنا من شجره، و جذوه من ضرام! هكذا يدور بعضه على بعض، و كله من الشورى فى السته.

قال: و اعجب من ذلك قول عمر و قد قيل له: انك استعملت يزيد بن ابى سفيان و سعيد بن العاص و معاويه و فلانا و فلانا من المولفه قلوبهم من الطلقاء، و ابناء الطلقاء و تركت ان تستعمل عليا و العباس و الزبير و طلحه! فقال: اما على فانبه من ذلك، و اما هولاء النفر (مجلد 9 صفحه 30( من قريش، فانى اخاف ان ينتشروا فى البلاد، فيكثروا فيها الفساد، فمن يخاف من تاميرهم لئلا يطمعوا فى الملك، و يدعيه كل واحد منهم لنفسه، كيف لم يخف من جعلهم سته متساوين فى الشورى، مرشحين للخلافه! و هل شى ء اقرب الى الفساد من هذا! و قد روى ان الرشيد راى يوما محمدا و عبدالله ابنيه يلعبان و يضحكان، فسر بذلك، فلما غابا
عن عينه بكى، فقال له الفضل بن الربيع: ما يبكيك يا اميرالمومنين، و هذا مقام جذل لا مقام حزن؟ فقال: اما رايت لعبهما و موده بينهما؟ اما و الله ليتبدلن ذلك بغضا و شنفا و ليحتلسن كل واحد منهما نفس صاحبه عن قريب، فان الملك عقيم.

و كان الرشيد قد عقد الامر لهما على ترتيب، هذا بعد هذا، فكيف من لم يرتبوا فى الخلافه، بل جعلوا فيها كاسنان المشط! فقلت انا لجعفر: هذا كله تحكيه عن محمد بن سليمان، فما تقول انت؟ فقال: اذا قالت حذام فصدقوها فان القول ما قالت حذام

/ 614