الشرح:
العوذ: النوق الحديثات النتاج، الواحده عائذ، مثل حائل و حول، و قد يقال ذلك للخيل و الظباء، و يجمع ايضا على (عوذان) مثل راع و رعيان، و هذه عائذه بينه العووذ، و ذلك اذا ولدت عن قريب، و هى فى عياذها، اى بحدثان نتاجها.و المطافيل: جمع مطفل، و هى التى زال عنها اسم العياذ و معها طفلها، و قد تسمى المطافيل عوذا الى ان يبعد العهد بالنتاج مجازا، و على هذا الوجه قال اميرالمومنين: (اقبال العوذ المطافيل)، و الا فالاسمان معا لايجتمعان حقيقه، و اذا زال الاول ثبت الثانى.قوله: (و البا الناس على) اى حرضا، يقال: حسود مولب.و استثبتهما، بالثاء المعجمه بثلاث، طلبت منهما ان يثوبا اى يرجعا، و سمى المنزل مثابه لان اهله ينصرفون فى امورهم ثم يثوبون اليه، و يروى: (و لقد استتبتهما)، اى طلبت منهما ان يتوبا الى الله من ذنبهما فى نقض البيعه.و استانيت بهما، من الانائه و الانتظار.و الوقاع، بكسر الواو: مصدر واقعتهم فى الحرب وقاعا، مثل نازلتهم نزالا، و قاتلتهم قتالا.و غمط فلان النعمه، اذا حقرها و ازرى بها غمطا، و يجوز (غمط) النعمه بالكسر و المصدر غير محرك و يقال: ان الكسر افصح من الفتح.يقول (ع): انكم اقبلتم مزدحمين كما تقبل النوق الى اولادها، تسالوننى البيعه فامتنعت عليكم حتى علمت اجتماعكم فبايعتكم.ثم دعا على على طلحه و الزبير بعد ان وصفهما بالقطيعه و النكث و التاليب عليه، بان يحل الله تعالى ما عقدا، و الا يحكم لهما ما ابرما، و ان يريهما المساءه فيما املا و عملا.فاما الوصف لهما بما وصفهما به، فقد صدق (ع) فيه، و اما دعاوه فاستجيب له، و المسائه التى دعا بها هى مسائه الدنيا لامسائه الاخره، فان الله تعالى قد وعدهما على لسان رسوله بالجنه، و انما استوجباها بالتوبه التى ينقلها اصحابنا رحمهم الله فى كتبهم عنهما، و لولاها لكانا من الهالكين.