شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قال الشعبى: و اجتمع اهل الشورى على ان تكون كلمتهم واحده على من لم يبايع، فقاموا الى على، فقالوا: قم فبايع عثمان، قال: فان لم افعل، قالوا: نجاهدك، قال: فمشى الى عثمان حتى بايعه، و هو يقول: صدق الله و رسوله.فلما بايع اتاه عبدالرحمن بن عوف، فاعتذر اليه، و قال: ان عثمان اعطانا يده و يمينه، و لم تفعل انت، فاحببت ان اتوثق للمسلمين، فجعلتها فيه، فقال: ايها عنك! انما آثرته بها لتنالها بعده، دق الله بينكما عطر منشم.قال الشعبى: و قدم طلحه من الشام بعد ما بويع عثمان، فقيل له: رد هذا الامر حتى ترى فيه رايك؟ فقال: و الله لو بايعتم شركم لرضيت، فكيف و قد بايعتم خيركم! قال: ثم عدا عليه بعد ذلك و صاحبه حتى قتلاه، ثم زعما انهما يطلبان بدمه.قال الشعبى: فاما ما يذكره الناس من المناشده، و قول على (ع) لاهل الشورى: افيكم احد قال له رسول الله (ص) كذا، فانه لم يكن يوم البيعه، و انما كان بعد ذلك بقليل، دخل على
(ع) على عثمان و عنده جماعه من الناس، منهم اهل الشورى، و قد كان بلغه عنهم هنات و قوارص، فقال لهم: افيكم افيكم! كل ذلك يقولون لا، قال: لكنى اخبركم عن انفسكم، اما انت يا عثمان ففررت يوم حنين، و توليت يوم التقى الجمعان، و اما انت يا طلحه فقلت: ان مات محمد لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا، و اما انت يا عبدالرحمن، فصاحب قراريط، و اما انت يا سعد فتدق عن ان تذكر.قال: ثم خرج فقال عثمان: اما كان فيكم احد يرد عليه! قالوا، و ما منعك من ذلك و انت اميرالمومنين! و تفرقوا.قال عوانه: قال اسماعيل: قال الشعبى: فحدثنى عبدالرحمن بن جندب، عن ابيه جندب بن عبدالله الازدى، قال: كنت جالسا بالمدينه حيث بويع عثمان، فجئت فجلست الى المقداد بن عمرو، فسمعته يقول: و الله ما رايت مثل ما اتى الى اهل هذا البيت! و كان عبدالرحمن بن عوف جالسا، فقال: و ما انت و ذاك يا مقداد! قال المقداد: انى والله احبهم لحب رسول الله (ص)، و انى لاعجب من قريش و تطاولهم على الناس بفضل رسول الله، ثم انتزاعها سلطانه من اهله.قال عبدالرحمن: اما و الله لقد اجهدت نفسى لكم.قال المقداد: اما و الله لقد تركت رجلا من الذين يامرون بالحق و به يعدلون اما و ال
له لو ان لى على قريش اعوانا لقاتلتهم قتالى اياهم ببدر و احد.فقال عبدالرحمن: ثكلتك امك، لايسمعن هذا الكلام الناس، فانى اخاف ان تكون صاحب فتنه و فرقه.قال المقداد: ان من دعا الى الحق و اهله و ولاه الامر لايكون صاحب فتنه، و لكن من اقحم الناس فى الباطل، و آثر الهوى على الحق، فذلك صاحب الفتنه و الفرقه.قال: فتربد وجه عبدالرحمن، ثم قال: لو اعلم انك اياى تعنى لكان لى و لك شان.قال المقداد: اياى تهدد يا بن ام عبدالرحمن! ثم قام عن عبدالرحمن فانصرف.قال جندب بن عبدالله: فاتبعته، و قلت له: يا عبدالله، انا من اعوانك، فقال: رحمك الله! ان هذا الامر لايغنى فيه الرجلان و لا الثلاثه، قال: فدخلت من فورى ذلك على على (ع)، فلما جلست اليه، قلت: يا اباالحسن، و الله ما اصاب قومك بصرف هذا الامر عنك، فقال: صبر جميل و الله المستعان.فقلت: و الله انك لصبور! قال: فان لم اصبر فما ذا اصنع؟ قلت: انى جلست الى المقداد بن عمرو آنفا و عبدالرحمن بن عوف، فقالا كذا و كذا، ثم قام المقداد فاتبعته، فقلت له كذا، فقال لى كذا.فقال على (ع): لقد صدق المقداد، فما اصنع؟ فقلت: تقوم فى الناس فتدعوهم الى نفسك، و تخبرهم انك اولى بالنبى (ص)، و تسالهم النصر على
هولاء المظاهرين عليك، فان اجابك عشره من مائه شددت بهم على الباقين، فان دانوا لك فذاك، و الا قاتلتهم و كنت اولى بالعذر، قتلت او بقيت، و كنت اعلى عند الله حجه.فقال: اترجو يا جندب ان يبايعنى من كل عشره واحد؟ قلت ارجو ذلك، قال: لكنى لاارجو ذلك، لا و الله و لا من المائه واحد، و ساخبرك، ان الناس انما ينظرون الى قريش فيقولون: هم قوم محمد و قبيله.و اما قريش بينها فتقول: ان آل محمد يرون لهم على الناس بنبوته فضلا، و يرون انهم اولياء هذا الامر دون قريش، و دون غيرهم من الناس، و هم ان ولوه لم يخرج السلطان منهم الى احد ابدا، و متى كان فى غيرهم تداولته قريش بينها، لا و الله لا يدفع الناس الينا هذا الامر طائعين ابدا! فقلت: جعلت فداك يا بن عم رسول الله! لقد صدعت قلبى بهذا القول، افلا ارجع الى المصر، فاوذن الناس بمقالتك، و ادعو الناس اليك؟ فقال: يا جندب ليس هذا زمان ذاك.قال: فانصرفت الى العراق، فكنت اذكر فضل على على الناس فلا اعدم رجلا يقول لى ما اكره، و احسن ما اسمعه قول من يقول: دع عنك هذا و خذ فيما ينفعك، فاقول: ان هذا مما ينفعنى و ينفعك، فيقوم عنى و يدعنى.و زاد ابوبكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى: حتى رفع ذلك من قولى الى
الوليد ابن عقبه، ايام ولينا فبعث الى فحبسنى حتى كلم فى، فخلى سبيلى.و روى الجوهرى، قال: نادى عمار بن ياسر ذلك اليوم: يا معشر المسلمين، انا قد كنا مما كنا نستطيع الكلام، قله و ذله، فاعزنا الله بدينه، و اكرمنا برسوله، فالحمد لله رب العالمين.يا معشر قريش، الى متى تصرفون هذا الامر عن اهل بيت نبيكم! تحولونه هاهنا مره، و هاهنا مره! ما انا آمن ان ينزعه الله منكم و يضعه فى غيركم، كما نزعتموه من اهله و وضعتموه فى غير اهله! فقال له هاشم بن الوليد بن المغيره: يا بن سميه، لقد عدوت طورك و ما عرفت قدرك، ما انت و ما رات قريش لانفسها! انك لست فى شى ء من امرها و اماراتها، فتنح عنها.و تكلمت قريش باجمعها، فصاحوا بعمار و انتهروه، فقال: الحمد لله رب العالمين، ما زال اعوان الحق اذلاء! ثم قام فانصرف.